رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

مصر تودع عصر «الشون الترابية».. تطوير 105 شون وبناء 50 صومعة مطورة لوقف إهدار الإنتاج المحلي.. الشرقية جاهزة لموسم الحصاد.. والقليوبية تستعد للعام الجديد بأكبر صوامع الغلال

فيتو

تودع مصر خلال السنوات القليلة المقبلة عصر الشون الترابية التي اعتادت الدولة تخزين جزء كبير من محصول القمح المحلي بها لما تسببه من أضرار اقتصادية بزيادة نسب الفاقد من المحصول، حيث تبلغ نسبة الفاقد الإجمالي من محصول القمح المحلي من 22 إلى 25% من إجمالي إنتاجية 9 ملايين طن.


ووفقا لدراسة لمعهد بحوث المحاصيل الحقلية بوزارة الزراعة فإن مصر تفقد سنويا نحو 2 مليون و25 ألف طن قمح بدءا من عمليات الحصاد ثم النقل والتخزين والاستهلاك.

289 شونة
وكشفت دراسة لمعهد الدراسات الاقتصادية بكلية الزراعة جامعة القاهرة أن مصر تمتلك 289 شونة ترابية تساهم في فقد 10% من المحصول المحلي، إلى جانب تعريضه للتلف، حيث يكون القمح عرضة للهواء والرطوبة والحشرات والطيور، ولفتت الدراسة إلى وجوب تطوير تلك الشون، حيث تبلغ تكلفة الفاقد من القمح 200 مليون دولار تكفي لتشييد 50 صومعة تستوعب 25% من إجمالي إنتاج القمح في مصر.

الشون الترابية أحدثت أزمة خلال الموسم الماضي بعد قرار الحكومة بعدم استلام محصول القمح فيها، وهو ما تسبب في تكدس المحصول لدى المزارعين وشلل عملية التوريد، قبل أن تضطر الحكومة لإعادة فتح الشون الترابية للاستلام فيها فقط دون التخزين على أن يتم نقل المحصول فيما بعد إلى أماكن التخزين الحديثة.

تطوير
وتملك الحكومة برنامجا طموحا لتطوير الشون الترابية لزيادة مساحات التخزين في مصر والحفاظ على جودة القمح فانتهت مؤخرا من تطوير 105 شون ترابية في أنحاء الجمهورية بموجب تعاون بين الهيئة الهندسية للقوات المسلحة في 20 محافظة مع شركة بلومبرج الأمريكية، وتحويلها إلى «هناكر» تخزين لزيادة الطاقة الاستيعابية إلى قرابة 5 ملايين طن هذا الموسم، حيث خططت الدولة منذ 5 سنوات لتطوير الشون الترابية إلى «هناكر مطورة» لاستيعاب المحصول من المزارعين في نقاط قريبة من الحقول.

عملية تطوير الشون الترابية مرت بمخططات مختلفة أيضا منها الأفكار التي طرحها الدكتور خالد حنفي وزير التموين الأسبق على شركة بلومبرج الأمريكية المسئولة عن تطوير الشون الترابية بإنشاء مصنع لإنتاج وحدات التخزين المختلفة بأحجام وطاقات استيعابية مختلفة وأنظمة تخزينية متطورة لضبط الحرارة والرطوبة، وأن يكون ذلك المصنع في موقع إحدى الشون الترابية.

وتعمل الدولة المصرية خلال الفترة الأخيرة على المشروع القومي للصوامع من خلال إنشاء 50 صومعة في كافة أنحاء الجمهورية خاصة المحافظات المنتجة للقمح، وتم حتى الآن تنفيذ 25 صومعة منها وفق تصريحات الدكتور على مصيلحي وزير التموين والتجارة الداخلية.

1.2 مليون طن
وتبلغ السعة التخزينية لتلك الصوامع نحو 1.2 مليون طن وتتوزع على 17 محافظة، وهي: القاهرة، الإسماعيلية، الجيزة، قنا، كفر الشيخ، المنيا، أسيوط، بني سويف، الفيوم، الغربية، الشرقية، البحيرة، الإسكندرية، الدقهلية، القليوبية، الوادي الجديد، والمنوفية.

وتأمل الحكومة في رفع الطاقة الاستيعابية للصوامع المطورة والأسمنتية في مصر إلى أكثر من 6 ملايين طن حيث تستوعب مساحات التخزين المختلفة أكثر من 4 ملايين طن فقط، ولذلك تعمل الدولة على عدة محاور أهمها استكمال مخططات المشروع القومي للصوامع بتشييد 25 صومعة جديدة خلال السنوات المقبلة بطاقة استيعابية 750 ألف طن بواقع 30 ألف طن لكل صومعة، لتغطية أغلب المناطق المنتجة للقمح وتقليل الفاقد من المحصول.

مبادلة الديون
ومن ضمن المشروعات التي تعمل عليها الدولة لبناء الصوامع هو برنامج مبادلة الديون المصري الإيطالي الذي يعمل على استغلال مبلغ 365 مليون جنيه بالتعاون مع الحكومة الإيطالية لبناء عدد من الصوامع الأفقية في عدد من المحافظات العام المقبل.

ويمتلك بنك الائتمان الزراعي أغلب الشونات والصوامع التي تستقبل القمح سنويا حيث يصل عددها إلى 362 شونة وصومعة ويعتبر أكبر الحائزين للشون الترابية بواقع 287 شونة ترابية و75 شونة أسمنتية إلى جانب 6 صوامع متطورة ضمن المشروع الإماراتي المصري لتطوير الصوامع ورفع كفاءتها.

من جانبها.. انتهت مديرية التموين والتجارة الداخلية بمحافظة الشرقية من استعدادات استقبال موسم حصاد واستلام القمح من المزارعين والموردين وتم تجهيز 12 نقطة تجميع علاوة على 4 نقاط تجميع تابعة لبنك التنمية والائتمان الزراعي، بالإضافة إلى تجهيز 51 صومعة وشونة وبنكر بنطاق المحافظة ورفع كفاءة "بنكر" العاشر من رمضان وزيادة قدرته الاستيعابية واتباع الوسائل الصحيحة في التخزين للحفاظ على المحصول الإستراتيجي من الهدر والتلف.

صومعة أبو حماد الجديدة
وانتقلت «فيتو» إلى إحدى الصوامع وهي صومعة القرين (صومعة أبو حماد الجديدة) للتعرف على التطوير الذي حدث في إطار تنفيذ المشروع القومي للصوامع وتخزين الغلال من أجل زيادة الطاقة التخزينية للصوامع والمحافظة على الفاقد من الحبوب والقمح.

وفى جولة ميدانية داخل الصومعة لمعاينة حالتها وسعتها التخزينية على أرض الواقع والتعرف على معدلات تطبيق شروط السلامة والحفاظ على المخزون والتقت بالمسئول عنها، تم رصد دخول بعض السيارات المحملة بالحبوب (المحلي - المستورد) من بوابة الأمن للفرز، يليها الميزان ثم نقرة الصومعة، ومنها المرور على السيور، حيث يوجد فلتر يقوم بسحب الأتربة ثم فلتر آخر فوق السيور، والأخير في صواعد القمح بحيث لا يمكن أن تستكمل عملية سحب القمح بدون تشغيل الفلتر، علاوة على عمل مجموعة الغربلة للقمح والتي تقوم بالتنقية من الشوائب والمتعلقات به من خلال مغناطيس يلتقط الشوائب المعدنية، وكافة هذه الشوائب يتم تجميعها في خلايا أوتوماتيكيا ونقلها لخارج الصومعة وتخزين كميات القمح داخل الصومعة في درجة حرارة مناسبة للحفاظ عليها.

وقال المهندس علاء عبد الدايم مدير الصومعة: "السعة التخزينية للصومعة (60 ألف طن) ومجهزة بنظام دفع هواء لا يسمح بإصابة القمح بالرطوبة أو التلف ويحافظ على جفاف الحبوب وجودتها طوال فترة وجوده بها، والصومعة يدعمها برنامج للتخزين والحفظ ومكافحة الحشرات من خلال مجموعة من التفاعلات حددها برنامج التخزين لتمنع إصابة القمح بأى ضرر، حيث يتم أخذ عينات بصورة يومية لفحصها بالإضافة إلى أنها تساهم في توفير الأيادى العاملة عكس الشون الترابية التي لا يتوافر بها فلاتر ولا نظام حرارة ولا قياس منسوب للغلة وخلافه".

فيما قالت فايزة عبد الرحمن، وكيل وزارة التموين بالمحافظة: إن الشرقية تضم حاليا 7 صوامع بطاقة تخزينية 342 ألف طن تقريبا مما يجعل نسبة الفاقد تنعدم في هذا المحصول الإستراتيجي للقمح، مشيرة إلى أن إجمالي المساحة المنزرعة قمح هذا الموسم بنطاق دائرة المحافظة تبلغ 389 ألفا و690 فدانا.

وأضافت "عبد الرحمن" أنه تم إعداد خطة عمل متكاملة بالتنسيق مع الجهات المعنية لاستقبال موسم القمح لهذا العام، والتأكد من جاهزية الشون المطورة والصوامع المخصصة لاستقبال محصول القمح وتقليل نسبة الفاقد والحفاظ على القمح المورد، لافتة إلى أنه سيتم سداد المقابل المادي للمزارعين لتوريد الأقماح خلال يومين من تسليم الأقماح، وذلك من أقرب فرع لبنك تنمية وائتمان زراعي تابع للوحدة المحلية.

يشار إلى أن محافظ الإقليم ممدوح غراب استقبل اللواء شريف باسيلي رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية القابضة للصوامع والتخزين خلال شهر مارس الماضي لبحث ومناقشة إنشاء وإقامة 6 صوامع حقلية جديدة بطاقة استيعابية 5 آلاف طن لكل صومعة بمراكز "أبو كبير – منيا القمح – أبو حماد – الزقازيق"، بهدف استبدال الشون بمختلف أنواعها سواء حكومية أو خاصة للحفاظ على القمح المورد من العوامل الجوية، ولتقليل نسبة الفاقد من الحبوب المخزنة.

وصرح رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية القابضة للصوامع والتخزين أن مشروع إنشاء صوامع حقلية قريبة من مراكز التجميع للمزارعين يعمل على توفير تكاليف النقل لهم ويخفف من أعبائهم حيث يمكن تجميع المحاصيل بشكل أفضل تعزيزًا لعمليات التوريد.

وفي القليوبية يعتبر مشروع صوامع الغلال بعرب العليقات بمدينة الخانكة أكبر مشروع للصوامع على مستوى الجمهورية، والذي يتكون من 18 صومعة بتكلفة 250 مليون جنيه وسعة 90 ألف طن قمح حيث تستوعب الصومعة الواحدة 5000 طن قمح، ويضم المشروع وحدة تحكم إلكترونية تدير المشروع بالكامل بأحدث أساليب التقنية والتكنولوجيا الحديثة، ومن المقرر أن يتم افتتاحه في نهاية أبريل الجاري بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي.

وقد انطلق التشغيل التجريبي للمشروع في 15 من مارس الماضي، بهدف القضاء على الشون الترابية التي كانت تهدر أكثر من نصف القمح ويعتبر أول مشروع يعتمد على السكك الحديد في نقل الغلال.

وأكد مدير تنفيذ المشروع المهندس محمد ربيع أن التشغيل التجريبي لصوامع الغلال على مرحلتين: الأولى بدأت منذ 15 من مارس الماضي، وانتهت في أول أبريل الجاري، وتم خلالها تنظيم الآلات من الزيوت والشحوم، وبعدها بدأت المرحلة الثانية في التشغيل التجريبي عن طريق استخدام الغلال، ويتم خلالها التأكد من عدم وجود أي عوائق في التشغيل تمهيدا لبدء العمل الرسمي بالصوامع قريبا، موضحا أن الصوامع جاهزة لاستقبال القمح في الموسم الحالي من محافظة القليوبية والمحافظات المجاورة.

"نقلا عن العدد الورقي..."
Advertisements
الجريدة الرسمية