رئيس التحرير
عصام كامل

هل تصبح "بروناي" معقل الإسلاميين الجديد؟.. التيارات السلفية الجهادية تروج للسلطنة على مواقع التواصل.. تحشد لتأييد تطبيق الشريعة وتمهد للنزوح إليها.. وباحث: لن تصبح بؤرة بديلة لهم عن «أفغانستان

سلطنة بروناي
سلطنة بروناي

كما كان متوقعا، تحاول التيارات الدينية، استغلال تحول سلطنة بروناي، إلى الحكم الديني، وتطبيق الحدود بصرامة، لجعلها بؤرة جديدة لها، اعتمادا على قواعدها هناك؛ فالسنوات الأخيرة، كانت الجماعات الإسلامية المتطرفة، تشكل قوة كبرى بالمنطقة، لدرجة أنها أصبحت تمثل تهديدًا كبيرًا للحكومات الوطنية المجاورة.


إرضاء الغرب ليس مهما

كعادة الإسلاميين، وخاصة التيارات السلفية، في إظهار العداء الدائم للغرب، إذا ما استشعروا أي قوى تسري في دمائهم، لذا لم يهتم جحافل السلف المؤيدين لإجراءات السلطنة، بموجات الإدانة المتزايدة من جميع الدول الغربية والمشاهير على حد سواء، ضد توجه بروناي الجديد، إذ وصفت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، القوانين الجديدة بالقاسية التي تشكل انتكاسة كبرى لحقوق الإنسان.

وتعتبر بروناي أول دولة في جنوب شرق آسيا، تفرض عقوبة الإعدام على جرائم مثل الجنس أو الزنا، وإن كانت كل من ماليزيا وإندونيسيا المجاورتين لديهما قوانين دينية صارمة منذ سنوات، ولكن ماليزيا تطبق نظامًا قانونيًا علمانيًا مختلطا بالدين، حيث تفرض بعض المناطق قوانين الشريعة التي تعاقب على ما يسميه قانون العقوبات، الأفعال غير الطبيعية، مثل ممارسة الجنس المثلي بالضرب بالعصا والغرامات، في حين أن مقاطعة آتشيه المحافظة الشمالية الغربية في إندونيسيا لها تاريخ كبير في تطبيق الشريعة الإسلامية.

ويستند السلفيون الذين يرون بروناي الآن، دولة إسلامية حقيقية، على دعم بعض السياسيون المحافظون في إندونيسيا وماليزيا لقوانين بروناي، ما يسمح بتاعطف إقليمي مع انتشار الجماعات الإسلامية المحافظة في السلطنة.

لن يحدث

يرى منتصر عمران، القيادي السابق بالجماعة الإسلامية، أن موضوع تطبيق الشريعة في سلطنة بروناي، بدإ بالفعل منذ شهر مايو عام 2014، وكانت المرحلة الأولى تشمل معاقبة من لم يصم شهر رمضان وصلاة الجمعة بغرامة مالية أو بالسجن، وبعدها بـ 12 شهرًا دخلت المرحلة الثانية إلى حيز التنفيذ، وعاقبت السلطنة من يرتكب من المواطنين المسلمين جرائم مثل السرقة أو شرب الخمر بالجلد أو ببتر أحد الأطراف، فيما كانت المرحلة النهائية التي بدأت منذ أيام، بتوقيع عقوبة الإعدام بما في ذلك الرجم، على ارتكاب جرائم مثل الزنا واللواط والإساءة للنبي محمد.

وأوضح عمران أن تأييد السلفيين وخاصة الجماعات الجهادية لمثل هذه الخطوات الغير مسبوقة، من دويلة صغيرة مساحة وسكان، أمر طبيعي ومتوقع، لافتا إلى أن تأييد مثل هذه الجماعات التي تتغذى وتنمو على مشاعر المسلمين الذين يحبون دينهم، لا تعني أنهم سيسمح لهم بالتحرك على أرض الواقع والسفر إليها.

وأكد القيادي السابق بالجماعة الإسلامية، أنه من الصعب عمل هذه الجماعات تحت لواء الحكم في السلطنة، لأن هذا الأمر سيسبب لحاكمها ضغوط هو في غنى عنها، لافتا إلى أن محاولات الجماعات الجهادية، وضع قدم لها على أراضي السلطنة، لن تنجح، وستقف مسألة تأييد الحكم، على مجرد استفزاز حكام الدول الإسلامية، وتأليب شعوبهم عليهم، تذكيرهم أن هناك سلطان دويلة مسلمة صغيرة قام بتطبيق الشريعة، في معزل عن الكبار، مختتما: مهما كان لن تصبح بروناي بديلا أفغانستان أو أي دولة عربية تشهد نزاعات مسلحة.




الجريدة الرسمية