رئيس التحرير
عصام كامل

في ذكرى مولد إمام الدعاة (2)


ماذا كان سيقول الشيخ الشعراوي إمام الدعاة الذي تحل غدًا (الإثنين) ذكرى مولده حيث ولد في 15 أبريل 1910.. الذي ضرب أروع الأمثلة في الزهد في المناصب وشهوات الدنيا، كما سلك نهجًا رشيدًا في التعامل مع قضايا الدين والعصر والموقف من السلطة وتيارات الإسلام السياسي، وأرسى قيمًا ومبادئ نفتقدها في زمننا هذا..


لو رأى ما يحدث في سيناء من قتل وإرهاب، تمارسه جماعات تتستر بالدين وتنتمي لداعش وجماعات إرهابية أخرى، تنحدر كلها من رحم جماعة الإخوان الإرهابية، التي ترفع السلاح في وجه الشعب المصري وجيشه وشرطته، وتكفر بالدولة الوطنية وتنشر الشائعات والأكاذيب وتروج للفتن عبر منصاتها ولجانها الإلكترونية، أو عبر منظمات حقوقية مشبوهة تتلقى تمويلًا مشروطًا بتحقيق أجندات وأهداف الممولين التي لا تخفى على ذي عينين.

جماعة الإخوان ذات انتماء عابر للحدود والقارات، لا تقيم للأوطان وزنا، ولا تعرف لها قيمة ولا حرمة، بل تكفر بالمواطنة وتتملق الديمقراطية وتراها مجرد سلم للصعود لسدة الحكم حتى إذا ما ظفرت بالسلطة لفظت الديمقراطية وتخلصت من الداعين لها والمؤمنين بها مثلما رأينا في العام الذي دان لهم فيه حكم مصر.

ماذا لو كان الإمام الشعراوي بيننا ورأى كيف تشكلت الأحزاب الدينية بعد أحداث يناير 2011 وزاحم بعضها بعضًا للوصول لمقاعد السلطة والتكويش على المناصب وهو القائل: "أتمنى أن يصل الدين إلى أهل السياسة لا أن يصل أهل الدين للسياسة". 

وماذا كان سيقول إذا رأى نفرًا من بني جلدتنا لا همَّ لهم إلا الرفض والاعتراض على كل شيء، والتشكيك وإهالة التراب على كل شيء، وتسفيه كل رمز دون أن يدلنا واحد من هؤلاء على أسباب معارضته، ولا كيفية تصحيح مسار ما يراه هو خطأ إن كان ثمة خطأ، بل إن كل ما يشغلهم هو تحقيق مصالحهم الخاصة على حساب وطنهم، تارة برفع حناجرهم وتارة أخرى بالاستقواء بالخارج.
الجريدة الرسمية