رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

طلب أمريكي مرفوض!


لم يطلب الأمريكيون من الرئيس "عبد الفتاح السيسي" في زيارته التي انتهت أمس إلى واشنطن، وفي لقائه مع سيد البيت الأبيض المتقلب المزاج، أرضا في سيناء لتكون امتدادا لغزة يقيم فيها الفلسطينيون، وفق المعلن ونصدقه بالتأكيد، ولم تعرض على رئيس مصر صفقة القرن، أو صفعة القرن للقضية الفلسطينية، وما كان الرئيس ليقبل ولا مصر كلها تقبل ولا يجرؤ من كان أن يطلب منا قطعة من لحمنا وعرضنا.. هذه بديهية..


لكن ما عرض على "الرئيس عبد الفتاح السيسي"، كانت العريضة التي قدمها وزير الخارجية "مايك بومبيو" الذراع المطيعة لـ"ترامب"، وموقعة من خمسة عشر عضوا بمجلس الشيوخ من الحزبين الجمهوري الحاكم والديمقراطي المسيطر!، مسيطر بحكم الأغلبية في مجلس النواب، لكنه ليس مسيطرا في الشيوخ.

العريضة كتبت بأسلوب يجمع بين الود والتشريط. فيها تذكير بأن العلاقة إستراتيجية، وتاريخية، وممتدة لأربعة عقود، وأن مصر محور الشرق الأوسط، وأنهم حريصون على استمرارها.

لكن..

ما يقلقهم هو حقوق الإنسان والحريات.. وتفصيل هذه النقطة أن في سجون مصر ١٢ مواطنا أمريكيا يريدون الإفراج عنهم، لأنهم حقوقيون! أكيد من العيال مثليي الجنسية، لا الجنس طبعا، وميولهم منحرفة عن مصر نحو سيدهم وولي نعمتهم وربيبهم.. وهواهم إسقاطها!

وما يقلقهم أن مصر سوف تشترى بـ ٢ مليار دولار ٢٠ طائرة "سوخوى" روسية، هي الأحدث في الترسانة الجوية الروسية، وللعلم تعتبر "سوخوى" متفوقة على F 35 الأمريكية. حجتهم الظاهرة في كراهتهم لشراء مصر الطائرات الروسية أنهم لا يريدون للجيش المصرى أن يعتمد كما في السابق على التسليح الروسي، السوفيتي سابقا!

وحجتهم أنك تحصل على معونات ومساعدات عسكرية تتجاوز المليار دولار سنويا، فلماذا تشترى من غريمي؟!

ويقلقهم أن الروس أقرضونا ٢٧ مليار دولار لبناء محطة الضبعة النووية، والتنفيذ وشيك جدا، وكل هذا يمثل تعميقا لعلاقة مصر بالروس، وهو ما لا يرغبه الأمريكيون!

ويقلقهم أخيرا أن التعديلات الدستورية ربما، ربما تتيح للرئيس، إذا وافق المصريون في الاستفتاء المقبل، أن يحكم خمس عشرة عاما إضافية. ولم يذكروا أن بوسع المصريين رفض الاستفتاء، ولم يذكروا أو يتذكروا أن بوسع المصريين رفض أو قبول الرئيس لمدة ست سنوات أخرى!

وأظن أن كل هذه الحجج هي ضغوط من أجل الـ ١٢ حقوقيا، لكن "بومبيو" مضى بالعريضة وحذر مصر من احتمال توقيع عقوبات عليها في حال شراء "السوخوى" الروسية المطورة. جاء تحذيره في مجال عرض المساعدات العسكرية لمصر للعام ٢٠٢٠.

الضغط على الشريك الإستراتيجي ليكون تابعا... سبق أن رفضه حليف من حلفاء أمريكا في الناتو. رفض "أردوغان" الضغوط العنيفة من واشنطن لوقف صفقة شراء منظومة الصواريخ S400 الروسية، وهددوا تركيا بوقف تسليم بقية صفقة الطائرات F35، بل وقف امداد ما تم تسليمه منها بالمعدات والتجهيزات! ومطلوب من مصر ألا تشترى من الروس سلاحا!

سياسة بلطجية!
هذه البلطجة في حد ذاتها هي وقود الرفض المصرى المنتظر، لأنها سياسة كاشفة عن رغبة غريبة في السيطرة والتحكم في القرار الوطنى.

ثورة ٣٠ يونيو ترفض الإملاءات، وترفض التحكم، وتنويع مصادر السلاح سياسة معمول بها منذ عقود، وتم تفعيلها بهمة بعد ندالة وخسة "باراك أوباما" الذي حجب عنا قطع الغيار وطائرات الأباتشي لمكافحة الإرهاب، دعما للخونة والعملاء. إخوان ونشطاء! مصر تشترى سلاحها من فرنسا ومن ألمانيا ومن الصين، ومن أي مكان في العالم.. نحن أحرار..

من المؤكد أن الرئيس رد بما يليق، ويناسب وطنيته وحبه وكرامته وكرامة مصر. والتنازل في جزء عادة ما يغرى الأمريكيين بالكل، وفي النهاية فإن مصر لا يمكن هضمها!
نحن صخور وجبال.
Advertisements
الجريدة الرسمية