رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

استقالة رئيس!


بعد أن أمضى في الحكم نحو ثلاثين عاما فاجأ رئيس كازاخستان مواطنيها بالاستقالة عن منصبه.. وقد تبدو الاستقالة طوعية إلا أنها جاءت في أعقاب حالة من الضيق المجتمعى بسبب تأخر تحسن الأوضاع الاقتصادية في البلاد، والتي تضررت بانخفاض أسعار النفط قبل سنوات مضت، ولم تتجاوز آثار هذا التضرر.. وهذا الضيق كان وراء قيام "نور سلطان نزارباييف" بتغيير رئيس الحكومة الشهر الماضي.


لقد وجد الرجل أن الاستقالة من منصبه الرئاسى صارت ضرورية، ليس لأنه شبع من الحكم الذي استمر فيه نحو ثلاثة عقود منذ أن كانت كازاخستان تابعة للاتحاد السوفيتى السابق، وإنما لاحتواء حالة الضيق المجتمعي في بلاده.. أي أنه فعل ذلك مضطرا في حقيقة الأمر.

وإن كان قد فعله بيده لا بيد آخرين، وهذا يُبين أن الرجل الذي خبر فنون الحكم لنحو ثلاثين عاما أفادته خبرته الطويلة في الحكم ليقدم على مثل هذه الخطوة في وقت مناسب له، وقبل أن يجبره أحد صراحة على مثل هذه الخطوة، وقليلون من الحكام خاصة في منطقتنا العربية يفعلون ذلك.. وحتى الذين فعلوها وانسحبوا من السلطة فعلوها بعد أن طالبتهم الجماهير التي خرجت في مظاهرات غاضبة أن يرحلوا ويتركوا السلطة فورا، مثلما حدث في تونس ومصر قبل سنوات.

وربما شجع الرجل على ذلك أنه بحكم الدستور في كازاخستان سوف يحتفظ بعد استقالته بمكانة خاصة بوصفه قائد الأمة ورئيس مجلس الأمن في البلاد.. أي أنه ربما يظل بشكل أو آخر يحكم بلاده فعليا حتى بعد استقالته، وفى ظل اختيار رئيس آخر غيره.. وحتى إذا لم يحدث ذلك فقد ضمن خروجا آمنا من السلطة، وهو ما لا يتوفر حتى في البلاد التي تحدد فترة لا يتجاوزها حكامها، على غرار ما شاهدناه في فرنسا وإيطاليا، والتي حاكمت حكاما سابقين لها بعد أن تركوا الحكم.
Advertisements
الجريدة الرسمية