رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

تقدير موقف دبلوماسي من أردوغان وتركيا


كان أمين عام جامعة الدول العربية "أحمد أبو الغيط" حاسما عندما قال إن "أردوغان متأسلم يستغل الدين لأغراض سياسية".. لم يشأ وهو يتولى أهم منصب دبلوماسي عربي أن يضع مساحيق التجميل على كلماته عن الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" خلال ندوة مساء أمس حول كتاب"كنت سفيرًا لدى السلطان" للسفير "عبد الرحمن صلاح"، آخر سفير مصري لدى تركيا.


أكثر من هذا أكد أبو الغيط أن تركيا في ظل حكم أردوغان "صعبة المراس"، لكنه قال إن الأهداف التركية في المنطقة لم ولن تتحقق وأن الأكراد باتوا يهددون وحدة تركيا ذاتها.

أما الأمين العام الأسبق للجامعة عمرو موسى فقد تحدث أيضا عن محاولات استيلاء تركيا على زعامة المنطقة، لكنه في الوقت ذاته لفت إلى تجربة تركيا في التعاطي مع مشكلة العشوائيات، ملمحا إلى أهمية أن نستفيد من تجارب الغير، خاصة أن تركيا نجحت بالفعل في حل هذه المشكلة، فيما تحدث الريدي عما أسماه "كراهية تركيا لمصر".

وقد أسعدني الحظ لأكون ضمن حضور هذه الندوة لأستمع وأستمتع وسط لفيف من الدبلوماسيين والإعلاميين ليس فقط إلى قراءة ثلاثة من عمالقة الدبلوماسية المصرية، وهم السفير عبد الرؤوف الريدي، وموسى، وأبو الغيط، في كتاب السفير عبد الرحمن صلاح ولكن إلى ما يشبه "تقدير موقف دبلوماسي" حول تركيا ونوايا أردوغان تجاه مصر، وكيف يمكن التعامل مع هذه الدولة الكبرى في الإقليم في الحاضر والمستقبل؟

وما أثار إعجابي أن السفير عبد الرحمن صلاح كان واضحا حين طالب بضرورة أن تبقى مصر الباب مفتوحا أمام تركيا إن عاد فيها نظام أردوغان إلى عقله، وأراد فتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين تكون قائمة على أساس متين من الصداقة وعدم التدخل أي من الدولتين في الشئون الداخلية للأخرى.

ويبقى أن هذه الندوة، التي أدارتها الإعلامية نشوى الحوفي، تفتح الباب أمام مزيد من الندوات والكتب والدراسات التي يمكن أن تجيب عن أسئلة عديدة حول "الحالة التركية"، وأسباب العداء لمصر وخاصة في عهد الرئيس السيسي، وكيف يمكن التعامل مع هذه الحالة من العداء ومحاولات العبث والتخريب في دول الجوار، وبالأخص ليبيا التي تدعم تركيا ميليشيات مسلحة هناك بالمال والسلاح.
Advertisements
الجريدة الرسمية