رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

رعاة الإرهاب!


برر إرهابى مجزرة نيوزيلندا جريمته الشنعاء برغبته في الانتقام من الاٍرهاب الإسلامى، الذي استهدف أمريكا وأوروبا ومناطق متفرقة من العالم.. ودون أن يدروا ردد بعض المحللين ادعاءات هذا الإرهابى، وقالوا إن بضاعتنا ردت إلينا، بمعنى أننا بدأنا العالم بالإرهاب، فها هو يرد علينا بالإرهاب أيضا.


غير أن هؤلاء فاتهم أن الاٍرهاب الذي يلصقونه بالإسلام هو في الأصل صناعة غربية.. نعم التطرّف الدينى قديم قدم الأديان ذاتها، وهو ليس قاصرا على اتباع دين واحد أو محدد، وإنما ظهر في إطار كل الأديان السماوية وغير السماوية.. لكن لا يجب أن نغفل أو نتجاهل أن كل التنظيمات الإرهابية في العصر الحديث نشأت وقامت في ظل رعاية غربية، أمريكية وأوروبية.

حدث ذلك مع جماعة الإخوان التي أفرخت لنا كل التنظيمات الإرهابية في العالم على مختلف مسمياتها، وتم تعاون كبير بين حكومات وأجهزة مخابرات غربية مع تلك الجماعة خاصة مع بداية الحرب الباردة، حينما رأى الغرب أن استخدام الدين مفيد له في هذه الحرب الباردة.

بل إن هناك تنظيمات إرهابية إسلامية ساهم الغرب في نشأتها، مثلما كان الحال مع تنظيم القاعدة، ومن بعده تنظيم داعش.. وهذا ما تؤكده وثائق عدد من أجهزة المخابرات الغربية، ولم يقتصر الأمر على ذلك فقط، بل إن الإرهابيين نالوا الكثير من الدعم والمساعدات الغربية، ابتداء من المال إلى السلاح والتدريب على استخدامه، والملاذ الآمن.

إذن الاٍرهاب في العصر الحديث هو صناعة غربية، استثمر صانعوها التطرّف الدينى.. أي إنها بضاعتهم في الأساس التي قاموا بترويجها، لأنهم وجدوا ذلك يخدم مصالحهم أساسا.. بل ووصل بهم الأمر إلى درجة تمكين جماعات إرهابية من الحكم في بلادنا مثلما فعلوا في تونس ومصر، والسيطرة على مساحات منها، مثلما فعلوا في ليبيا وسوريا.. هؤلاء هم رعاة الاٍرهاب، أما نحن فإننا الذين نحاربه، ولنا في حربه الكثير من الضحايا.
Advertisements
الجريدة الرسمية