رئيس التحرير
عصام كامل

إلا الإنسان الفلسطيني!


ليس بجديد أن تنصب أمريكا نفسها وصيا على العالم وتمنح نفسها حق تقييم التزام الدول بحقوق الإنسان.. فهى تفعل ذلك منذ سنوات، وإن كانت مصر هذا العام ردت بقوة على ذلك معلنة في بيان للخارجية المصرية رفضها لتقرير الخارجية الأمريكية عن حالة حقوق الإنسان في العالم، وهو موقف يستحق الإشادة به.


لكن الجديد هذا العام في تقرير الخارجية الأمريكية الخاص بحقوق الإنسان هو عدم وصف التقرير الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة (الضفة الغربية وغزة والجولان) بأنها أرض محتلة، كما كانت توصف في تقارير الأعوام الماضية للخارجية الأمريكية..

وهذا قد ينبهنا إلى ما تنتويه إدارة ترامب في صفقة القرن التي تلوح بها لنا، وتعتزم الإعلان عنها خلال الأسابيع القليلة المقبلة.
 
لقد اكتفى تقرير الخارجية الأمريكية بوصف هذه الأراضي المحتلة بأنها أراض تقع تحت سيطرة إسرائيل.. وكانت الخارجية الأمريكية تريد ألا تعامل إسرائيل بوصفها دولة محتلة يتعين عليها أن تنهى احتلالها للأراضي الفلسطينية والعربية، لأنها آخر محتل في العالم الآن..

وحتى يتحقق ذلك على إسرائيل أن تلتزم بالقانون الدولى، الذي يلزمها بتوفير الاحتياجات الأساسية للشعب الذي تحتل أراضيه، وألا تغير من طبيعة أرضه بالاستيطان أو بسلب الأراضي أو بطرد السكان الأصليين من منازلهم وقراهم ومدنهم.

إن إدارة ترامب تتستر على جريمة المحتل الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والعربية، وبذلك تمهد لتصفية القضية الفلسطينية فعلا وسوف تأتي صفقة القرن لتدشين هذه التصفية.. وكان الإنسان الفلسطيني ليس له هو مثل أي إنسان في العالم حقوق أساسية أيضا، وما دامت أمريكا نصبت نفسها قيما على حقوق الإنسان في العالم فكيف تستبعد الإنسان الفلسطيني وتتجاهل حقوقه، وأهمها حقه في الاستقلال والحريّة؟! 

إن ذلك يُبين أن دفاع أمريكا عن حقوق الإنسان في العالم هو موقف زائف، أو موقف له أغراض سياسية ترتب مكاسب لها أساسا.
الجريدة الرسمية