رئيس التحرير
عصام كامل

الإعلام الجديد.. و«الروبوت الجنسي»!


لا شك أن الإعلام الجديد أو إعلام "السوشيال ميديا" استطاع أن يستحوذ على اهتمامات الملايين في مصر في السنوات الأخيرة، غير أن هذا الإعلام على ما فيه من مزايا يحمل في طياته عوامل هدامة، إذ إنه لا يخضع لأي قواعد، وتبقى الإثارة والشائعات هما العنوان الأبرز له حتى الآن.


أقول هذا الكلام بمناسبة الفيديو "الفاضح" عن"الروبوت الجنسي"، الذي بثته إعلامية انحسرت عنها الأضواء منذ عدة سنوات بعدما غادرت القنوات الفضائية التي عملت فيها، ودعت فيه النساء إلى الاستغناء عن الرجال، كما دعت السيدات المطلقات والأرامل إلى شراء "الروبوت الجنسي". وظهرت الإعلامية رانيا بدوي في برنامجها "كلام رنوش"، على موقع "يوتيوب"، لتدعو إلى استخدام هذا الروبوت بديلا للرجل في القيام بمهامه الزوجية والمنزلية!

وتساءلت في سخرية: "الرجل بعد فترة من الزواج ما فائدته، غير أنه يغير الأنبوبة ويشغل السخان"، لتنتهي إلى القول، "يا شيخة هيني قرشك ولا تهيني نفسك، واختاري اللي على مزاجك، قُطع الرجل الطبيعي".

وبعيدا عن البلاغ الذي تقدم به أحد المحامين للنائب العام ضد رانيا بدوي، يتهمها بالتحريض على الفسق والفجور وإفساد المجتمع، فإن هذا اللون من الإعلام الذي يتخذ من وسائل التواصل الاجتماعي مطية لتحقيق الشهرة بأي وسيلة، حتى لو كانت بث مشاهد وأحاديث غير لائقة أو فاضحة تهدد الأمن الاجتماعي يستحق وقفة حقيقية من أجهزة الدولة، فلا يمكن بحال من الأحوال أن يظل المجتمع في مهب أغراض هواة الشو ومروجي الشائعات، ومن انحسرت عنهم الأضواء فضلا عن من يبثون سموم الكلام.

إن الإعلام الجديد له تأثير غير محدود وهو سلاح فتاك، ويجب أن يتم استغلاله لصالح بناء الدولة والارتقاء بالمجتمع، ولا ينبغى ترك الأمور على عواهنها، وبالطبع فإن دعوتي هذه ليست من باب التضييق على الحريات العامة التي نتمسك بها، ولكن المطلوب هو منع كافة أشكال الاستغلال الخاطئ لهذه الحريات في إطار من الدستور والقانون.

ولابد من التأكيد هنا أن الإعلام الجديد يمكن أن يكون له دور مهم للغاية على صعيد المبادرات المهمة التي تطلقها الدولة أو الأشخاص من خلال استغلال القاعدة الجماهيرية الكبيرة التي يصل إليها، فضلا عن بث الوعي في المجتمع.
الجريدة الرسمية