رئيس التحرير
عصام كامل

عيد سعيد وثورة مباركة


تحتفل مصر هذه الأيام بمناسبتين سعيدتين على القلب، تتكرران كل عام، وبرغم قدم المناسبة الأولى التي يمر على ذكراها 67 عاما، إلا أن المناسبة الثانية وهي مناسبة حديثة نسبيا، صار لها ما كان في الوجدان، حيث أحدثت زخما كبيرا وتغييرا هائلا في تركيبة الشخصية المصرية التي لم تعتد مثل هذه الأمور، وأظهرت مدى ما تتمتع به مصر وشبابها من قدرة على التغيير.


ورغم تمعض وسخط البعض منها، إلا أنه لا يمكننا إلا أن نقر بما أحدثته سواء على المحيط الخارجي أو الداخلي، وبرغم أن المناسبة الأولى ألا وهي عيد الشرطة لم يعتبرها البعض ثورة، إلا أنني اعتبرها ثورة على الوضع السائد حينذاك قبل 67 عاما.

ففي صباح يوم الجمعة 25 يناير 1952 استدعى القائد البريطاني بمنطقة القناة –"البريجادير أكسهام"- ضابط الاتصال المصري، وسلمه إنذارًا بأن تسلم قوات البوليس "الشرطة" المصرية بالإسماعيلية أسلحتها للقوات البريطانية، وتجلو عن دار المحافظة والثكنات، وترحل عن منطقة القناة كلها. وتنسحب إلى القاهرة بدعوى أنها مركز اختفاء الفدائيين المصريين المكافحين ضد قواته في منطقة القنال، ويومها وقف رجال الشرطة البواسل من أبناء الشعب المصري ضد رغبة المحتل الأجنبي، وأصروا على المقاومة وعدم الاستسلام، واستخدم البريطانيون كل ما معهم من أسلحة في قصف مبنى المحافظة.

ومع ذلك قاوم الجنود المصريون، واستمروا يقاومون ببسالة وشجاعة فائقة، سقط منهم 50 (خمسون) شهيدًا و(ثمانون) جريحا، وأصيب نحو سبعين آخرين، هذا بخلاف عدد آخر من المدنيين.

ما حدث منذ 67 عاما تكرر مرة أخرى في 25 يناير 2011، حينما خرج بعض الشباب المصريين يطالبون بالتغيير، ضد نظام حكم سعى للتوريث وخصخصة مصر وتدمير اقتصادها، رافعين شعارات "عيش-حرية– عدالة اجتماعية"، وانضم إليهم الكثير من أصحاب الدعوات، والمطالب، والمهمشين اجتماعيا، وقضى ثوار يناير 18 يوما في الميادين، حدثت فيها الكثير من التجاوزات والانتهاكات، وبرغم أن مطالبهم كانت بسيطة إلا أن التعامل معها أدى إلى ما نحن فيه الآن من تغيير، ولهؤلاء جميعا نتقدم بخالص الشكر والعرفان.
الجريدة الرسمية