رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

لقطات من مهرجان المسرح.. وصلح مع الوزيرة!


تصالحنا أنا والوزيرة إيناس عبد الدايم.. بعد مقالى هنا الوزيرة والمشبوه (محمد فودة طبعا) وسأحكى لكم عن ذلك لاحقا.. وربما لا يعلم كثيرون أننى تشرفت بالعمل مستشارا إعلاميا في وزارة الثقافة، للوزير الفنان فاروق حسنى، وكان ذلك لمدة عام استمتعت فيها بالعمل الثقافى على خشبات الأوبرا وقاعاتها، وأيضا بالمناقشات مع الفنان الوزير، ورؤيته، بل وملله حتى من الاستمرار في موقعه!


وقبل أيام تلقيت دعوة كريمة من الفنانة سهير المرشدي لحضور حفل افتتاح مهرجان المسرح العربي، في دورته العاشرة، وتكريمها.. كان حفل الافتتاح من إخراج المتجدد المبدع خالد جلال، تصدرت جدران المسرح الصغير عشرات الصور لنجوم المسرح المصرى والعربي، من يوسف وهبي إلى مدبولي إلى المهندس إلى سميحة أيوب إلى الدقن إلى شويكار إلى أمينة رزق إلى يحيي الفخراني، وغيرهم وغيرهم مما لا تستحضره الذاكرة.. على أغنية وطنى حبيبى الوطن الأكبر يوم ورا يوم أمجاده بتكبر وانتصاراته مالية حياته.. وطنى بيكبر وبيتحرر.

يتحرر؟!

لا

بيتمزق!

دمعت العيون وهي تسمع الأغنية التي هزت القلوب والمشاعر بأصوات العمالقة عبد الحليم وصباح وشادية ووردة وفادية كامل ونجاة، كتبها في عام ١٩٦٠ أحمد شفيق كامل ولحنها وقاد الأوركسترا محمد عبد الوهاب.. لأكثر من نصف قرن ولا تزال الأغنية تخاطب الذاكرة في عز الهزيمة العربية الحالية.

كرمت الوزيرة الفنانة إيناس عبد الدايم النجوم يحيي الفخراني وسميحة أيوب وعبد الرحمن أبو زهرة وعزت العلايلي وسهير المرشدي ومحمود الحديني ومحمود يس، حضرت عنه شهيرة، ومن الكتاب الكبار يسرى الجندى، وسمير غانم، أشرف عبد الغفور، آمال بكير، جلال الشرقاوي، رشوان توفيق، سمير العصفوري، سميرة عبد العزيز، سناء شافع، فهمي الخولي، كمال عيد، لينين الرملي، نبيل الحلفاوي، نبيل منيب، نجاة على، نعيمة عجمي، هدى وصفي، سمير أحمد..

هم ٢٥ مصريا مكرما، ليس بينهم النجم محمد صبحي، وليس بينهم النجم الراحل أحمد عبد الوارث، مما أبكى زوجته السيدة سوسن العطار، بل لم يكرم أستاذ الدراما وكاتبها ورئيس البيت الفنى للمسرح الذي أضاء مسارح الدولة كلها بهمة ونجاح لسنوات.. الدكتور أسامة أبو طالب، بل اختفى اسم سامح مهران وإسهاماته!

صفقنا كثيرا لمقاطع من مسرحيات مصربية وعربية، وبعد الختام، امتلأت الباحة والردهات بالكاميرات والنجوم والنجمات، وفجأة ازداد الزحام.. إنها الوزيرة.

اقتربت منها حرم الراحل أحمد عبد الوارث وسألتها في حزن وتأثر بهدوء: لماذا لم يكرم اسم المرحوم الفنان أحمد عبد الوارث؟

احتضنتها الوزيرة في حنان وإشفاق، وقالت إنها لا تختار المكرمين، بل هناك لجنة مسئولة، وستحرص على تكريم الفنان الراحل في أقرب مناسبة.. ولما كنت قريبا قلت لها مبتسما: محمد حسن الألفى.

فتصافحنا بابتسامة عريضة ولهجة ودودة وقالت: بتشتمنى ليه بتشتمنى ليه؟، دا احنا أصدقاء!

أصدقاء بالفعل على فيس بوك من قبل أن تشغل الوزيرة منصبها.. قلت لم أشتم بالطبع لكن كان فيه وضع خطأ والمهم أنك صححتيه.

قالت: لا ما كانش فيه أصلا وضع خطأ.

عاودت الكلام مستجيبا للهجة المتصالحة والابتسامة الطيبة للوزيرة وقلت: المهم أنه تم التصحيح وأننا نبهنا كصحافة! وكما قلت كان الكلام عن المقال الذي نشرته هنا في فيتو في الثلاثين من سبتمبر بعنوان (الوزيرة والمشبوه... إيناس وفودة).. كان رد السجون يريد دخول انتخابات البرلمان وحصل على موافقة بقطعة أرض وبناء قصر ثقافة لمدينة زفتى !

يومها جن جنون الناس.. ورغم أن المقال مكتوب منذ أكثر من ثلاثة أشهر، فإن مضمونه مكث بعقل الوزيرة حتى إذا رأتنى كان رد فعلها السريع هذه الضحكة الطيبة والمتسائلة: بتشتمنى ليه ؟ ذلك كان له تقدير كبير في نفسي.. أن يكون رد فعل المسئول ليّنا ومستفهما، وليس عدوانيا.

هذا القلم ليس بشتام أبدا.. لكنه قاس وقت الخطأ والخطر، ويحمل كل حب وتقدير لكل البشر، لكنه يمارس حقه في الرقابة والتنبيه، دون غل أو مصلحة.. الحقيقة أننى سعدت بلقاء الوزيرة وتوضيح الأمور ولعلى ألتقيها قريبا في مكتبها.
Advertisements
الجريدة الرسمية