رئيس التحرير
عصام كامل

جولة «بومبيو».. العرب في فخ حرب أمريكية جديدة.. وزير الخارجية الأمريكية يصدر سيناريو «شيطنة إيران» على طريقة «عراق صدام» و«أفغانستان طالبان».. وخبراء يرسمون الس

 وزير الخارجية الأمريكية،
وزير الخارجية الأمريكية، مايك بومبيو

«الناصح الأمين والصديق الوفي».. صورة أصر وزير الخارجية الأمريكية، مايك بومبيو، على تصديرها طوال أيام جولته في الشرق الأوسط، والتي شملت الأردن ومصر والبحرين والإمارات والمملكة العربية السعودية.


«بومبيو» يمكن القول إنه فور صعوده إلى الطائرة التي استخدمها في جولته الشرق أوسطية، وضع على الطاولة ملفين، أحدهما قرر أن يستخدمه لـ«تبرير الجولة الموسعة»، ويتحدث عن تشكيل تحالف إستراتيجي لمواجهة إيران، أما الملف الثاني، الأكثر خطورة تحديدًا، فيضم بين دفتيه ما يستحق أن يوصف بـ«فخ الصراع المذهبي مع طهران وإشعال ضفتي الخليج بنيران البارود وإغراقها في بحر من الدماء».

جهود الدول
وزارة الخارجية الأمريكية عرضت أبرز الجهود لكل دولة من دول المجلس في مواجهة إيران كالتالي: المملكة العربية السعودية: تعمل بالتنسيق الوثيق مع الولايات المتحدة لمواجهة توسع وجود إيران ونفوذها في المنطقة، وأوضحت الوزارة في بيان لها أن الإمارات العربية المتحدة تعمل بالتنسيق الوثيق مع الولايات المتحدة لاستهداف مخططات التمويل غير المشروعة التي تعود بالفائدة على النظام الإيراني، أما فيما يتعلق بالبحرين، فأشارت «الخارجية الأمريكية» إلى أنها مؤيد قوي لمواجهة الجهود الإيرانية الخبيثة وتعمل بالتنسيق الوثيق مع الولايات المتحدة لكشف وكلاء الحرس الثوري الإيراني ومواجهتهم، كما تواصل المنامة جهودها للتحقيق في تهرب إيران من العقوبات ومواجهته ومكافحة نشاطها البحري غير المشروع.

قطر
قطر، لم تكن خارج نطاق «بيان الخارجية الأمريكية»، حيث أكدت أنها اتخذت خطوات مهمة للامتثال للعقوبات المفروضة على إيران، كما أكدت أن الكويت تراقب عن كثب الامتثال للعقوبات المفروضة على إيران وتعمل بالتعاون مع الولايات المتحدة لمكافحة التهرب من العقوبات، وتتعاون سلطنة عُمان مع الولايات المتحدة لمكافحة التهرب من العقوبات وعمليات نقل المواد غير المشروعة.

ما سبق يأتي في إطار المهام التي اوضحتها الخارجية الأمريكية لكل دولة خليجية في مواجهة إيران، وهو البيان الذي جاء بعد زيارة وزير الخارجية الأمريكي إلى مصر، والذي سيطرة عليه لغة التهديد لإيران وحلفائها في المنطق، في محاولة لـ«دس السم في العسل» عبر الاشادة بمصر في مكافحة الإرهاب وفي نفس الوقت يعلن من القاهرة، كما سيطرت على خطاب وزير الخارجية الأمريكي لغة لم تعهدها مصر، من خلال تبينه لغة القوة حول دور بلاده في المنطقة وهجومها على الطريقة التي ابتدعتها الإدارة الأمريكية السابقة تحت قيادة باراك أوباما، والتي –من وجهة نظر «بومبيو»- ساهمت في إضعاف النفوذ الأمريكى حسب رؤيته، من خلال تأكيده على نجاح رئيسه دونالد ترامب في إعادة أمريكا إلى مكانتها.

التصريحات الطيبة
التصريحات الطيبة والخطاب المقلق للوزير الأمريكى، يثير أيضا المخاوف من جولة مشبوهة تهدف لرص صف عسكري إقليمي بهدف مواجهة إيران حربيا في المستقبل القريب أو البعيد حسب خطط البيت الأبيض السرية، وتعمده جعل مصر دونا عن باقى الدول المدرجة في برنامج زيارته منصة قصف لاستهداف طهران.

التاريخ يعيد نفسه، بل يمكن القول إن زيارة «بومبيو» لا تتعدى كونها إعادة تدوير لـ«الأفكار الشيطانية»، فقد شيطنت واشنطن نظام الرئيس العراقي صدام حسين، وحشدت كل القوى في 2003 من أجل إسقاطه بزعم تهديده لاستقرار المنطقة، وامتلاكه أسلحة نووية، لكن الحقيقة ظهرت بعد سنوات بأن كل ما ذكرته إدارة وج بوش الابن، لم تتعد كونها أكاذيب و«فبركة» دفع العراق ثمنها بفوضي مذهبية، ومقتل 654 ألف عراقي، وفقًا لدراسة قامت بها جامعة جونز هوبكنز الأمريكية.

والآن سوريا ومنذ 2011 وتدير واشنطن حرب شرسة ضد الدولة السورية، عبر فصائل مصلحة تدعي المعارضة، رايح ضحيتها 353.935 قتيل ونحو 6.6 مليون نازح.

إيران
تجربتان لواشنطن والتغير والحديث عن الديمقراطية، يتكرر الأمر ذاته في إيران، رغم كل ما على النظام الإيراني من مآخذ وتنفيذه لمشروع عقائدي، إلا أن من جعل «القط الفارسي» يتحول إلى نمر، هي الولايات المتحدة وجربوها في أفغانستان والعراق والتي حولت نظام «آيات الله» في أشهر قليلة إلى إحياء «السیمرغ» ذلك الطائر الأسطوري الذي كان الشعار الرسمى للإمبراطورية الإيرانية في العصر الساساني، ليعيد حكام إيران الجدد امبراطوريته القديم على حساب العرب وبأموال العرب وبأخطاء أمريكية.

يري مراقبون أن الخطاب الذي أدلى به «بومبيو» في الجامعة الأمريكية في القاهرة هو إعلان حرب ضد إيران وأذرعها العسكريّة في المنطقة، وخاصة (حزب الله)، ومحاولة يائسة لتحسين صورة بلاده في الشرق الأوسط، وطمأنة الإسرائيليّين بأن أمريكا ستعمل على احتفاظ دولتهم بالقدرات العسكريّة التي تمكنها من الدفاع عنها.

الازدواجية
من جانبه اعتبر السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية السابق، عضو المجلس المصري للشئون الخارجية، أن تصريحات وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، التي تناول فيها إيران، التي يتهم فيها طهران بتأييد الإرهاب في المنطقة والعالم، هي تصريحات تخص الجانب الأمريكي وتمثل الرأي الأمريكي، وليست الدولة المصرية.

وأضاف: التصريحات خرجت من منصة أمريكية وهي الجامعة الأمريكية في القاهرة، والحكومة المصرية ليست معنية بهذه التصريحات، كما أن السياسة الأمريكية في المنطقة هي قائمة على الازدواجية، فهي تدخلت في شئون دولة عربية وتتواجد على أراض دولة عربية بصورة محتل بزعم محاربة إيران، في الوقت الذي تغض البصر عن علاقة قطر الحليف الأمريكي في الخليج، مع إيران، وتابع «رخا»: هناك حلفاء لأمريكا في المنطقة لديهم علاقات قوية مع إيران، متسائلا: «كيف يتم تشكيل تحالف إستراتيجي لمحاربة إيران وهناك علاقات لهذه الدول مع طهران؟» كما شدد مساعد وزير الخارجية السابق أن تصريحات «بومبيو» لا تعني أنها تمثل الدولة المصرية، بل هي تصريحات خرجت من مسئول أمريكي في منصة أمريكية والقاهرة ليست معنية بهذا الأمر.

"نقلا عن العدد الورقي..."
الجريدة الرسمية