رئيس التحرير
عصام كامل

وهم العلاج بلدغات الحيوانات.. الكوبيون يستغلون العقارب للوقاية من الأورام.. و«النمل» حلم الراغبين في التخسيس.. «النحل» للشفاء من «فيروس سي».. وطبيب فيروسات يوضح الحقيقة

فيتو

المعروف أن لدغات الحيوانات والحشرات أمر مريب يسبب الكثير من الأمراض وقد يؤدي إلى الوفاة، بينما يتخذها البعض وفق معتقد لديهم، كسبيل للعلاج من الأمراض والوقاية، فكان من المهم توجيه الانتباه إلى هذا الاتجاه والتعرف على تفاصيله، والاستعانة بأطباء متخصصين يوضحون توابعه، والتعرف على ما توصلت إليه الدراسات في هذا الأمر.


لدغات العقرب
العقرب آخر الحيوانات التي لجأ إليها الإنسان للعلاج، إذ أقدم مزارع كوبي على اصطياد عقرب شهريًا، للحصول على «سمه»، معتقدا أن لدغة واحدة من العقرب تقيه من خطر الإصابة بالسرطان، حيث أثبتت الأبحاث أن سم العقارب لديه القدرة على تأخير نمو الأورام.

ووجد باحثون في كوبا أن سم العقرب الأزرق المنتشر في كوبا يحتوي على خواص مضادة للالتهاب ومخففة للألم، وقد تكون قادرة على تأخير نمو الأورام لدى بعض مرضى السرطان.

لدغات النمل
كما يعرض بعض المصريين والأجانب أنفسهم للدغة النمل اعتقادا منهم أنها تساعد على خفض الوزن، كما أن لها الكثير من الفوائد الصحية للجسم.

تشير بعض الأقاويل إلى أن لدغة النمل بجانب قدرتها على إنقاص الوزن، تنشط الدورة الدموية والخلايا العصبية في الدماغ، وأن الجسم بالتعرض لأكثر من لدغة في الوقت نفسه يصبح مقاوما للبكتيريا بشكل أكبر، كما أن الجلد يصبح أكثر تحملا لدرجات الحرارة المرتفعة، وأن التعرض للدغات في نواحي متفرقة من الجسم يكون طبقة قاسية من الدم، وهذه الطبقة لها القدرة على مقاومة السموم في الجسم.

لدغات النحل
ويدخل ضمن القائمة لدغات النحل، يلجأ الكثير إليها للعلاج من بعض الأمراض والوقاية من أخرى، فعلى سبيل المثال اتجه مواطن مصري للسعات النحل على أمل العلاج من فيروس سي، وخاصة أن هناك أقاويل تقول إن سم النحل به الكثير من المواد النافعة، بما فيها مادة الإنترفيرون الطبيعى، وأجرى فحوصات وتبين أنها أتت بنتائج مزهلة.

بينما توفيت امرأة إسبانية في مارس الماضي، إثر تلقيها العلاج بلدغ النحل لعامين قبل أن يداهمها رد فعل سلبي للعلاج، تطور بسرعة كبيرة في الأسابيع الماضية، وأدى إلى فشل في أجهزة الجسم والوفاة.

السموم والاستفادة منه
وفي نفس السياق، يقول محمد عز العرب رئيس ومؤسس وحدة الأمراض بالمعهد القومى للكبد، إن بالفعل بعض سكان الأماكن النائية يعتمدون تلك الطرق من العلاج، ومازالت موجودة حتى وقتنا هذا، لذلك نطالب وزارة الصحة بإرسال وفود طبية لترك المناطق لنشر الوعي الصحي بها.

وأكد «عز العرب» أن بالفعل تلك الحشرات سمومها بها مواد مفيدة للإنسان، ولكن لا يمكن أن يستفيد منها المرء من خلال اللدغ، لأن لسعة تلك الحشرات تسبب الكثير من الأمراض الأخرى، بل تعتمد على دراسات ونستخلص تلك المواد وتصنع منها الأدوية.

وضرب رئيس ومؤسس وحدة الأمراض بالمعهد القومى للكبد مثلا بمادة «البتوليزم├ التي يتم استخلاصها من العقارب وتساعد في علاج بعض أمراض الجهاز الهضمي، كما تساعد في علاجات المريء، مستكملا كما يتم استخلاص الترياق من الثعابين لعلاج بعض أنواع السرطان.

وأشار «عز العرب» إلى أن النمل لم يثبت وفق لأي من الدراسات أنه يساعد عن التخسيس أو تنشيط الدورة الدموية، ولا يوجد دليل موفق علميا على فوائد لدغات النمل، بينما النحلة هي الحشرة والحيوان الوحيد الذي ثبت فائدة لدغته، فقد أشيع أنه يعالج فيروس سي وفيروس بي، ولكن عندما أجريت التجارب العلمية عليه لا تثبت ذلك، ولكن أثبت أن لدغة النحلة لها قدرة كبيرة على تحقيق تحسين نوعي في جهاز المناعة.
الجريدة الرسمية