رئيس التحرير
عصام كامل

لغز «فيديو الهرم الإباحي».. 35 ضابطا يكشفون خطة تسلق «خوفو».. سيدة وجمَّال ساعدا دنماركيا على التسلل ليلًا.. المتهم: «ملقناش موظف الآثار وخدت 4 آلاف جنيه».. والمتهمة: 

فيتو

14 يومًا قضاها رجال البحث الجنائي بوزارة الداخلية في فحص فيديو إباحي، صوره سائح دنماركي أعلى سفح هرم خوفو، تمكنوا خلالها من كشف كواليس الجريمة التي أثارت غضب المصريين، وألقوا القبض على مساعدي المصور في ارتكاب الواقعة المشينة.


 الوزارة شكلت فريق بحث رفيع المستوى، بإشراف اللواء محمود توفيق وزير الداخلية، ضم نحو 30 ضابطا و5 لواءات، إضافة إلى مجموعات المداهمة، عكف على جمع المعلومات وإجراء التحريات، وبدأت خطته عقب رصد المتابعات الأمنية تداول مقطع فيديو بمواقع التواصل الاجتماعي، لشخصين من جنسية أجنبية يقومان بتسلق الهرم الأكبر «خوفو» وتصويرهما فيديو فاضحا ليلًا.

وصول السائحين إلى القاهرة

وبإجراء التحريات ومراجعة أسماء السائحين الذين زاروا مصر في الفترة الأخيرة، تبين أن صاحب الفيديو يدعى «أندرياس هافيد»، دنماركي الجنسية، مصور فوتوغرافي، وصل للبلاد في 19 نوفمبر الماضي وغادر 4 ديسمبر، واضطلع بتسلق الهرم الأكبر عقب التسلل إليه ليلا بصحبة صديقته الدنماركية «جوزفين سارة بالس» التي وصلت البلاد في 28 نوفمبر، وغادرت في 30 نوفمبر الماضي، وتمكنا من تصوير مشاهد فاضحة لهما بسطح الهرم.

وأسفرت جهود البحث عن تورط موسى عمر موسى، جمَّال بالمنطقة الأثرية بالأهرامات، في مساعدة الدنماركيين على التسلل للهرم وتسلقه في 29 نوفمبر الماضي مقابل 4 آلاف جنيه بالتنسيق مع هند على إبراهيم، دون عمل التي تعرفت عليهما من خلال الإنترنت.

واعترف المتهمان بارتكاب الواقعة، وأكدا أنهما ساعدا السائح الدنماركي وصديقته على التسلل إلى منطقة الأهرامات ليلا وتسلق هرم خوفو.


لقاء المتهمة مع السائحين


 المتهمة هند على قالت: «أول يوم قابلت فيه (أندرياس) كان في كافيه في وسط البلد، وتعرفت عليه من مواقع التواصل الاجتماعي عن طريق تطبيق (كوت سيرفينج) وهو أبليكشن على الإنترنت، عن طريق موقع متخصص للسياح الأجانب القادمين إلى مصر».



وأضافت: «اتقابلنا في كافيه في وسط البلد، وأخبرني برغبته في تسلق الهرم، وأنه حلم الطفولة بالنسبة له»، موضحة أنها في 28 نوفمبر الماضي التقت "أندرياس" وصديقته في منطقة أبو الهول.

وتابعت هند: «وراني صورة شخص عاوز يوصله بالفعل سألنا عليه في المنطقة، ووصلنا له وتبين أنه جمَّال يدعى (عم موسى) واتفق مع أندرياس على تسلق الهرم مقابل 1400 دولار بس بشرط يكلمه الصبح علشان يضبط له الدنيا».

واستطردت:«في اليوم التالي، أندرياس ماكلموش بس كلموني 7 ونصف مساء، وقالوا لي إحنا عند الهرم، وكلمي لنا عم موسى.. وهو جه أخدهم وأنا مشيت، وبعدها عم موسى كلمني وقالي إنهم تسلقوا الهرم».

تفاصيل الاتفاق مع الجمَّال
من جانبه، قال المتهم الثاني: إنه اتفق مع السائح الدنماركي وصديقته على التسلل وتسلق الهرم الأكبر مقابل 4 آلاف جنيه، موضحا أنه ساعدهما على دخول الهرم ثم أخذ الأموال وتركهما ولا يعلم شيئا عما حدث بعد ذلك.



وأضاف موسى، أنه يقيم في نزلة السمان، وعمره 55 عاما، ويعمل جمَّالا، مضيفًا: «في 28 نوفمبر قابلتنى ست اسمها هند معاها 2 دنماركيين واتكلموا معايا علشان يطلعوا الهرم الأكبر قولتلهم ممنوع، وعلشان امنعهم قولتلهم 1400 دولار، قالولى ده كتير، قولتلهم عندى حل تانى، ممكن أدخلكم بالجمل أو الحمار في النهار، وانتوا اتصرفوا زى ما انتوا عاوزين واتفقت معاهم يجونى الساعة 10 الصبح».

وتابع المتهم: «في تمام الساعة 8 مساءً اتصل بي الدنماركى وطلب لقائي في أحد المحال، وبعد مناقشات اتفقت على 4 آلاف واتركهم أمام البوابة بمنطقة ترب المسلمين، وفور وصولنا لم نجد موظف الآثار، فتسلمت الأموال من السائح وقفز هو وصديقته من أعلى السور، وغادرت عقب ذلك ولا أعلم أي شيء حتى فوجئت بالفيديو المنتشر على المواقع».



من جهته قال المصور الدنماركي: إنه يعرف أهمية الأهرامات بالنسبة لمصر، ويحرص على المزيد من الاستكشاف للحضارات دون إيذاء أي منطقة يزورها، موضحًا أنه حاول تسلق الهرم من قبل لكن ألقى القبض عليه ثم أطلق سراحه.

وأضاف في حوار لصحيفة دنماركية: «كنت مهووسًا بإنجاح المشروع واتصلت ببعض الفتيات في الدنمارك، اللاتي اعتقدت أنهن سيكن مهتمات بصنع صورة اللعنة الهرمية –لعنة الفراعنة- وبالفعل وافق العديد منهن واعتقدن أنها فكرة ممتعة، ولحسن الحظ، أتيحت لي الفرصة للحضور إلى القاهرة بعد وقت قصير من واقعة القبض عليّ».

وأوضح أنه في تمام الساعة 9:30 مساءً، وصل برفقة صديقته إلى سور الهضبة، واختبأ في مكان بعيد حتى أتيحت له فرصة تسلل نقاط الحراسة – وصفها بالحرجة -، التي درسها جيدًا، بعدها اختبأ هو وصديقته لمدة ساعة ونصف تقريبًا ثم توجها لتسلق الهرم، واستغرق الأمر 25 دقيقة حتى وصلا إلى قمة هرم خوفو.
الجريدة الرسمية