رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

الرسول الكريم وأوصاف الحمد


مما قاله الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام وصفا لحَاله: "العقل أصل ديني، والحب أساسي، والمعرفة رأس مال، والشوق مركبي، والرضا غنيمتي، والفقر فخري، والطاعة حسبي، والجهاد خلقي، وذكر الله أنيسي، والعلم سلاحي، والصبر ردائي، والحزن رفيقي، واليقين قوتي، وقرة عيني في الصلاة".


إن لم يكن هناك التقاء وجداني بالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم فلا قيمة لاتباعه.. فالأصل في الاتباع الحب.. لقوله تعالى: "قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم"..

جاء في هدي النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ألا إن لربكم في أيام دهركم لنفحات ألا فتعرضوا لها".. أحبتي الكرام هذه أعظم أيام النفحات والرحمات والتجليات والمنح والعطايا، لأنها أحب الأيام إلى الله تعالى، ففيها وُلد خليله الأكرم وحبيبه الأعظم عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة وأتم السلام.. فتقربوا إلى الله فيها بصالح الأعمال وجبر الخواطر وإطعام الطعام حتى تحظوا بالرضا من الله والرضوان.

إن الله تعالى مُتجلي على الدوام بأنوار أسمائه تعالى وصفاته، لكن لا يحظى بهذا التجلي إلا أصحاب القلوب الطاهرة النقية المقبلة عليه سبحانه وتعالى: "فصفي الوعاء لاستقبال أنوار التجلي".

لله تعالى صفات جمالية، وصفات كمالية، وصفات جلالية وكلها ممزوجة بصفات الرحمة الإلهية، وكلها صفات تليق بعظمته سبحانه وتعالى، وصفاته عز وجل تخالف صفات خلقه وهي صفات لا متناهية، وصدق تعالى إذ قال: "سبحان ربك رب العزة عما يصفون".

هل تعلم أن للإيمان ميزانا بداخل كل منا، هذا الميزان أشار إليه سيد الأنام عليه أفضل الصلاة وأتم السلام بقوله: "المؤمن من سرته حسناته، وساءته سيئاته، فاعرض نفسك على الميزان".

لكل شيء أساس، وأساس الإيمان حب النبي المصطفى العدنان وآل بيته الأطهار وصحابته الكرام صلى الله عليه وسلم، لا شك أنه عند الوقوف مع قول الله تعالى: "وما قدروا الله حق قدره"، يقر الجميع بالعجز الكامل والجهل الكامل فيما يتعلق بالله عز وجل، وعلى رأس الحقائق لا يعرف الله إلا الله.

رؤية الحق عز وجل مستحيلة في الدنيا، فهو تعالى الذي لا تدركه الأبصار ولا تحيط به العقول وهو الذي ليس كمثله شيء، سبحانه، وقلوب أهل محبته عز وجل وولايته سبحانه شاهدته في آثار تجلياته بعين البصائر في مظاهر خلقه، فهو الظاهر في كل شيء بلا سريان وبلا حلول..

سئل الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه: هل رأيت ربك، فقال، عجبا وكيف أعبد من لا أرى، فقيل له، صف، فقال: رأيت ربي بعين قلبي، فقلت لا شك أنت، أنت، أنت الذي حزت كل أين، بحيث لا أين ثمى أنت، فليس للأين منك أين فيعلم الأين أين أنت، وليس للوهم فيك وهم فيعلم الوهم كيف أنت، أحطت علما بكل شيء، وكل شيء أراه أنت، وفي فنائي فني فنائي وفي فنائي وجدت أنت..

الهداية من الله تعالى.. والأنبياء والرسل عليهم السلام جعلهم الله أسبابًا للهداية.. من هنا كلمة مدد ليست بشرك كما يظن البعض.. محتاجين نفهم.

الشافي هو الله تعالى والطبيب والدواء هما أسباب الشفاء.. والرازق هو الله والسعي والعمل هما أسباب الرزق ولا بد منهما فإن السماء لا تمطر ذهبا ولا فضة.. والأخذ بالأسباب أمر من الله عز وجل وليس كما يظن البعض أنه شرك بالله.. محتاجين نفهم..

بسم الله الرحمن الرحيم، كلمة الحمد كلمة جامعة لكل صفات الثناء ولأوصاف الحمد، والمعنى في الحمد متعدد الوجوه منها الإعلان عن رضا العبد بقدره وقضائه سبحانه، وتعرب أيضا عن حال العبد بالصبر الجميل الذي ليس فيه ولا تصحبه شكوى، والحمد فيه استيفاء الشكر على النعم واستيفاء الرضا والتسليم لله تعالى في قضائه وقدره وفي الحمد يكمن الرضا عن الله تعالى، ويتفاوت أحوال العباد في الحمد فمنهم من يحمد الله بلسانه وقلبه غير مسلم وغير راض.

هذا وكل عبد يحمد الله على قدر إيمانه ومعرفته بربه تعالى، هذا ولا شك أن أحمد الخلق لله تعالى هو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وفي المقابل أنه صلى الله عليه وسلم المحمود من بين جميع الخلق من الله تعالى، ورسول الله هو الجامع لأوصاف الحمد فهو أحمد وهو محمد وهو الحامد والمحمود وهو صاحب المقام المحمود، وأرى والله أعلم أن الحمد المنسوب إلى الله فيه إشارة إلى النبي الجامع لصفات الحمد وأوصافها، وأرى أن الحمد صفة حضرته الكاملة الجامعة ونسبته إلى خالقه وبارئه سبحانه وتعالى، عموما، الحمد لله.
Advertisements
الجريدة الرسمية