رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

«مملكة عبد السلام».. قصة أشهر عازف أورج في مصر

فيتو

في الثالثة عشر من عمره، عرف محمد عبد السلام طريقه نحو عالم الأفراح، كان الفتى الصغير وقتها مبهورا بالعازفين، وحاول أن يجد له موطئ قدم بإحدى فرق إحياء حفلات الزفاف في مسقط رأسه مدينة ميت غمر بمحافظة الدقهلية. 


ودأب "عبد السلام" الذي صار فيما بعد "أشهر عازف أورج"، على تعلم اللعب على الطبلة، ثم انضم بعدها إلى فرقة الزفة، ومنها بزغ نجمه في عالم الأفراح، لكنه تحول فيما بعد إلى العزف على الأورج تلك الآلة التي استولت على تفكيره وصارت تربطه بها علاقة عشق.


واصل "صانع البهجة" كما يطلق عليه أصدقاؤه المقربون، رحلته في العزف على الأورج، حتى أتم دراسته وحصل على دبلوم التجارة: "خلصت دبلوم تجارة، وكنت دايمًا بطبل في البيت على كل حاجة، وأبويا كان يقولى بطل دوشة يا ابني".

وأضاف: "بعد ما خلصت الدبلوم اشتغلت طبال في أفراح الزفة، وعازف درامز في وقت من الأوقات مش عشان الفلوس لأني بحب العزف، والحمد لله كان إيقاعي كويس، لكن بعد فترة كنت بنام وأنا بحلم بالأورج لحد ما ربنا كرمني واتعلمته في 3 شهور، ومحدش علمهولي، وفي النهاية بدأت في تأليف مقطوعات موسيقية خاصة، حتى عرفني الجمهور مع الوقت".


للعمل الأول مكانة خاصة في حياة "عبد السلام"، وأجر عرق البداية له مذاق طابع خاص يقول: "أول مرة أشتغل فيها كان على مقطورة وأنا بعزف على الأورج ومخدتش جنيه واحد، لكن أول أجر كان 250 جنيه بس الفرقة أخدتهم كلهم".


دائمًا يبحث الجمهور عن الوجه الآخر للفنان بعيدًا عن شخصيته على المسرح: «أكيد محدش هيقول على نفسه حاجة وحشة، بس الحمد لله أنا إنسان طبيعي ومش مغرور كما يعتقد البعض، لأن ربنا كرمنا بحب الناس، ومينفعش نتكبر عليهم، ودي رسالتي لكل فنان ربنا رزقه بالشهرة، والناس القريبة مني وتتعامل معي، تعرف جيدًا أنني أعشق الضحك ولا أكره أحدا في حياتي الحمد لله".


البدايات وذكريات أيام الشقاء لا تنسى بمرارتها رغم اعتلاء قمة النجاح، فالعودة للماضي تعطى نوعا من الحماس واكتساب خبرة أكبر: "تعبت كتير في حياتي، ودايمًا أفتكر عملي في أفراح الزفة بجميع محافظات مصر، وأنا عندي 13 سنة، وأصعب حاجة إني معرفش أروح البيت بعد ما أتوبيس الفرقة يوصلني لميت غمر، واستنى في الشارع لحد ما الصبح يطلع عشان مش عارف الطريق لأني صغير".


الشائعات ضريبة يدفعها الفنان مقابل الشهرة، بعد وصوله لقمة النجاح، فلم يسلم «عبد السلام» من الحديث باستمرار عن حالته المادية، وانتشار شائعات بتقاضيه مبالغ مادية خيالية مقابل إحياء حفلات الزفاف والأفراح: "كل الناس بتقول عبد السلام بياخد 50 و60 ألف جنيه في الفرح، وده مش حقيقي، والأزمة سببها بعض متعهدي الأفراح، اللي أتسببوا في مشكلات كتير خلتني فتحت مكتب خاص لتوحيد الأسعار واستقبال العريس بنفسي، عشان محدش يعمل مصالح من وراهم  بالـ20 و 30 ألف جنيه، ونقفل باب الكذب والنصب".


مواقف محرجة عديدة تعرض لها عبد السلام منذ احترافه العزف، وانتشار اسمه في جميع أرجاء الأرياف، منها موقف لا ينساه أبدا تم التحقيق معه بسببه في نقابة المهن الموسيقية: "كنت بعزف في فرح عادي، وفجأة واحد اسمه كتكوت طلع على المسرح، ومسك المايك ووقف قدامي بيقولي أنت مخدرات يا عبد السلام، والجملة دي تسببت في أزمة بنقابة المهن الموسيقية، والأستاذ هاني شاكر هزقني وقالي مينفعش حد يعمل كدة على المسرح، لكن أنا فهمته موقفي وإن الأمر خارج إرادتي".


في إحدى المرات شارك "عبد السلام" في إحياء حفل زفاف نجل عم محمد صلاح نجم منتخب مصر، المحترف في صفوف فريق ليفربول الإنجليزي، وفوجئ العازف الشاب بهدية موجهة إليه من اللاعب قائلا: "بعتلي تيشرت ليفربول مخصوص بإمضائه من لندن، وأنا بحيي فرح ابن عمه في نجريج.. صلاح بيحبني والقبول حاجة من عند ربنا، وأنا بفضل أدعيله يحقق نجاح أكثر، وأتمنى يلعب لريـال مدريد عشان هيفرق كتير معاهم".


«مجنون الأورج» يعبر عن شغفه وعشقه للمارد الأحمر دائمًا، وحبه لـ«أبو تريكة والخطيب»، وهو ما دفعه لتزيين الأورج بعلم «الأهلى»: «مفيش أساطير في النادي الأهلي غير صديق الشهداء وبيبو، لأنهم في مكانة خاصة عند الجمهور الأهلاوي».


قصة اعتزال «عبد السلام»، وعودته للساحة مجددًا، أمر أثار استغراب الجميع، لكنها قصة طويلة ولها العديد من الكواليس: "أعلنت اعتزالي بسبب ظروف ومشكلات كتير في الشغل، وكان لازم أعمل كدة لأني تعبت وحالتي النفسية كانت صعبة، بس الناس متعرفش حاجة وبتقولك ده شو ولفت نظر، بس أنا سافرت دبي قولت خلاص، وبعد كدة تأسفت للناس والحمد لله في النهاية كله خير من ربنا".


المواقف الصعبة التي يتعرض لها نجوم الفن، دائمًا ما تكون بعيدة عن أضواء الشهرة، لكن عندما يكون الموقف على المسرح أمام أنظار الجميع يبدو الأمر أكثر صعوبة، وليس له علاج سوى الاستسلام أو الهروب: "تعرضت لمواقف صعبة كتير، لكن مفيش أصعب من إن المسرح يقع بيا أنا والفرقة أكثر من مرة، ومعرفش أعمل حاجة، بسبب رقص المعازيم على المسرح بالإجبار".


يرفض عبد السلام بشكل قاطع، إحياء أفراح "الجمعية والنُقطة" فيقول: "أنا دوري اشتغل عشان أفرح الناس وتتبسط، مش كل دقيقة أوقف الفرح ونشوف النقطة ومين دفع كام، عشان كدة برفض أفراح الجمعية كلها".


ورغم الشهرة والجماهيرية الكبيرة التي حققها عازف الأورج الشاب إلا أنه لم ينس أبدا أعضاء فرقته: "من يوم ما عملت فرقة، وفي حاجة اسمها جمعية، بخصم فلوسها من قبض كل عازف، ويتقاضها من له الأولوية، عشان في ناس عاوزة تتجوز، وفي ناس عندها علاج وعمليات وأشياء أخرى، وأنا بقبض الأخير على طول".


لا يقتصر عمل "عبد السلام" على العزف على الأورج كما يعتقد البعض، «الأستوديو» هو الجانب الآخر من حياته الفنية، فتوزيع الأغاني له متعة خاصة عنده: «أنا بنام من 4 لـ5 ساعات في اليوم، والناس متعرفش حاجة ودائمًا بتزعل مني، أنا بعد مخلص فرح في أي محافظة برجع على الأستوديو في القاهرة عشان أخلص الشغل، وبعد كدة أروح البيت في ميت غمر، عشان كدة بشوف أولادي وأمي بالعافية».


الخروج عن المألوف، والظهور بشكل جديد أمر اعتاد عليه «صانع البهجة»، ليقرر مفاجأة الجمهور بالغناء لأول مرة برفقة المطرب رمضان البرنس في أغنية جديدة: «حبيت أعمل مفاجأة للجمهور قولت أغني، وده هتكون أول مرة في حياتي، بجانب الشغل الجديد، ومفاجأة دخول فيلمين الأول بدور ممثل، والآخر عازف، أما الأعمال الفنية للمطربين فهناك ما يقرب من 3 أغاني للفنان محمد الليثي ستكون مفاجأة كبيرة ونقلة أخرى».


الهجوم المتكرر على المطربين الشعبيين، وعليه بالتحديد، أمر أثار استغراب الجميع، وأصبح هناك العديد من التساؤلات عن كيفية التعامل مع هذا الهجوم والنقد باستمرار: «أولًا معنديش وقت أشوف ولادي بسبب الشغل، وبنام 4 ساعات بالعافية، هفتح إمتى فيس بوك وأعرف مين بيهاجم ومين بيدافع، وبعدين فكري مشغول بالشغل، ومبشوفش الهجوم وبسيب الناس تتكلم براحتها، وفي جملة الشيخ الشعراوي قالها أنا ماشي بيها في حياتي إن لم تجد لك حاقدًا فاعلم أنك فاشل».

Advertisements
الجريدة الرسمية