رئيس التحرير
عصام كامل

يهود إثيوبيا.. أبناء الحبشة عبيد «كريمة المجتمع» الإسرائيلي

فيتو

بالتعاون مع حركة «الكيبوتس» التي تتبنى الأفكار الصهيونية تم تهجير يهود من إثيوبيا -الفلاشا- إلى الاحتلال، في بداية الأمر صورت لهم الحركة بأن تل أبيب هي الجنة الموعودة لهؤلاء للهروب من الفقر المدقع بوطنهم الأم الواقع في أفريقيا، ومع مرور الوقت بدأت تتساقط الأقنعة بعدم أدرك القادمون من بلاد الحبشة، بأنهم وقعوا ضحية لعملية عنصرية بإمتياز، وانهم تم جلبهم كمواطنين درجة ثانية يقومون بالمهن التي تترفع عنها كريمة المجتمع "الأشكناز" ويرونها مهن متدنية، وخلال الأيام الماضية بدأت الشكاوى وأصوات الاحتجاج تتعالى لهؤلاء الضحايا.


الهجرة

صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية سلطت الضوء اليوم الأربعاء على هجرة عدد من الإثيوبيين إلى إسرائيل، كاشفة عن الدور الذي لعبته الكيبوتس في تهجيرهم، والكيبوتس هي المستوطنات الزراعية والعسكرية في الأراضي المحتلة، وهناك يوجد جمعيات صهيونية ترعى تلك الكيوتسات وتقدم لها الدعم وهى من تعكف على إجراء التسيهلات لبعض يهود إثيوبيا الذين ستنتفع منهم دولة الاحتلال.

المجال الزراعي

من بين هؤلاء، موشيه دير، الذي وصل بحسب التقرير في عام 2011م، وقدم الكثير من خلال العمل في مجال الزراعي في الكيبوتسات الإسرائيلية، موضحًا أنه في البداية بعد أن تم جلبه لإسرائيل من أجل العمل في الزراعة بالمستوطنات، اكتشف أنه حظيرة فراخ فقيرة سيعيش فيها.

سر جلب الإثيوبيين

ويتجلى هنا سر جلب أمثاله إلى إسرائيل وخاصة أن المواطنين الإسرائيليين «الأشكناز» ذوي الأصول الأوروبية يرفضون امتهان الأعمال المماثلة لشعورهم بالفوقية والتكبر، لذا تترك تلك الأعمال لمواطني الدرجة الثانية، ولن تجد إسرائيل أفضل من هؤلاء للدفع بهم في تعزيز مجالها الزراعي.

وأشار التقرير إلى أن برنامج حركة الكيبوتس للشباب الإثيوبي في إسرائيل - هذا العام يصادف الذكرى السنوية العشرين للمشروع الذي شارك فيه نحو 1600 شاب.

الأهداف الصهيونية

وتم تأسيس حركة الكيبوتس كأداة لتحقيق الأهداف الصهيونية ولعبت على مدى عقود دورا مركزيا في تنمية المستوطنات والزراعة داخل الكيان الصهيوني.

ويقوم الشباب الإثيوبي الذي يتم انتقاؤه بأعمال تطوعية تلبي خدمة الكيان الصهيوني وترعى مصالحة لذلك يحظى هؤلاء بالسماح لهم بالتواجد في إسرائيل.

العنصرية والمفاضلة

العنصرية والمفاضلة في التعامل الإسرائيلي مع يهود الفلاشا تتجلي في لجنة قرار وزاري اتخذه سلطات الاحتلال قبل أيام، بشأن جلب نحو 1000 إثيوبي من أصل يهودي (الفلاشا) من أديس أبابا إلى تل أبيب في ضوء عملية عرفت باسم: "لم شمل الأسر".

شكوى الإثيوبيين

وهنا بدا التمييز واضحًا ما جعل المجتمع الإثيوبي بحسب صحيفة "معاريف" العبرية، يشتكي من الموافقة الإسرائيلية على جلب فقط المهاجرين الذين لديهم أطفال في إسرائيل، وتمت الموافقة على 1000 من أصل 1500 طلب.

وأعربت وزيرة القضاء بدولة الاحتلال، إيليت شاكيد عن دعمها لعملية هجرة أولئك الذين ينتظرون في إثيوبيا منذ العام الماضي.

وقال رئيس الوزراء الصهيوني، بنيامين نتنياهو إنه أصدر تعليمات إلى الوزير ارييه درعي لتنفيذ إجراءات القرار خلال أسبوعين.

احتجاجات الفلاشا

كما كشفت الاحتجاجات التي اندلعت مؤخرًا من جانب يهود الفلاشا عن مدى التنكيل والعنصرية ضدهم من جانب سلطات الاحتلال على عكس ما تدعيه إسرائيل بأنه تهتم باحوالهم، وإنما في الحقيقة هي ترعى مصالحها وتحتضن من يخدم الكيان الصهيوني وتجد أن سيشكل نفعًا لها.

ويلجأ الكثير من الأفارقة خاصة يهود الفلاشا للهجرة إلى إسرائيل، سواء عن طريق الهجرة الشرعية أو التسلل أملا منهم في الفوز بحياة أفضل، خاصة بعدما أعلنت دولة الاحتلال استعدادها باستقبال اللاجئين الأفارقة، وفتح باب الهجرة ليهود إثيوبيا، إلا أن سوء معاملة اليهود الإثيوبيين داخل إسرائيل وتردي وضعهم الاقتصادي واعتبارهم مواطنين "درجة ثانية" كانت سبب اندلاع تظاهراتهم الأخيرة.

ويبلغ عدد يهود إثيوبيا في إسرائيل نحو 140 ألف شخص، بينهم أكثر من 50 ألفا ولدوا في إسرائيل.
الجريدة الرسمية