رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

أهالي «حاجر طوخ والخطارة» مأساة المهمشين في قنا.. «مياه مجهولة» تهدد حياة 20 ألف نسمة.. نساء القرية: الناموس يمتص دم الرضع.. ورئيس المدينة: شكلنا لجنة

فيتو

على بعد 40 كيلو متر تستقبلك المنطقة الجبلية، وبعد أقل من 3 كيلو مترات توجد قرية حاجر طوخ والخطارة، والتي لها نصيب كبير من اسمها، حتى أن الكثير من أهلها يعانون التجاهل والإهمال، لدرجة أن وصف بعضهم المعيشة أنها تعود للعصر الحجري، في تلك المنطقة يعيش أكثر من 20 ألف نسمة أعلى تل الجبل.


وكما هي الحياة والمنازل بدائية، فمهن أهل القرية تعود لعصر ما قبل التكنولوجيا والتقدم، فتجلس سيدتان ترتدي كلتاهما الجلباب الصعيدي وتجلسان لرعي الأغنام خوفًا عليها من الاقتراب من الهيش الذي تربي على المياه ذات الروائح الكريهة والتي تنفجر من الأرض بشكل غامض.

مياه مجهولة
قالت أم محمد إحدي السيدات: «في البداية كنا لا نعرف كيف تخرج المياه من الأرض ولكن لاحظنا بعد فترة أن العديد من المستنقعات ظهرت في الأرض حتى أتلفت العديد من المحاصيل، وبعدها تسبب في نمو الهيش بشكل كبير في وسط البيوت السكنية، هذا بالإضافة إلى غرق أساسات بعض البيوت المبنية بالطوب اللبن والأبيض، وخوفًا من الانهيار والسقوط اضطر العديد من الأهالي إلى هجرها والسكن بمناطق أخرى خوفًا على حياتهم وبخاصة الذين لديهم أطفال صغار».

طفل أربعيني
وتابعت منصورة أحمد، إحدى سكان الحاجر، لتروي مأساة إحدى الأسر التي كادت أن تفقد طفلها الذي لم يكمل الأربعين يومًا عندما استيقظ الحاجر على صرخات الأم وهي تنادي عليهم وتستغيث بهم بعد أن وجدت العديد من البقع الحمراء تكسو وجه الطفل، بسبب انتشار البعوض حتى أن هناك أطفالا ولدوا بحساسية ولم يتحمل الكثير العيش على هذا النحو، بالإضافة إلى أن الفترة السابقة أصيب العديد منهم بمرض جلدي وحتى نحن الكبار أيضًا، وهو ما دفعنا إلى لأحد الحلول البدائية من خلال إشعال النيران لحرقه.

جوفية أم صرف صحي
وأكد صابر محمد، أحد أهالي الحاجر، أن المياه يرجح أنها قد تكون مياها جوفية وآخرون ذكروا أنها قد تكون مياه الصرف الصحي الزائدة عن إحدى المحطات القريبة من القرية، قائلًا: «نعاني منذ عدة سنوات من هذا الأمر إلا أنه تفاقم بشكل كبير منذ سنتين تقريبًا وأصبح يهدد سكان الحاجر بشكل كبير، لافتًا إلى أن هناك انتشارا كبيرا لحشرات غريبة لادغة وقاتلة وبخاصة للأطفال الصغار الذين تعرضوا لعدة أمراض جلدية وصدرية بسبب الرائحة».

شكاوى
وأشار ممدوح صابر، أحد سكان الحاجر، إلى أن الأهالي تقدموا بالعديد من الاستغاثات للمسئولين دون أي استجابة، حتى أن الكثير من الأهالي يعاني الأمرين أثناء ممارسة حياته اليومية بسبب تجمعات المياه وبرك الوحل والطين، لافتًا أن القرية لم يزرها أي مسئول من قبل، وهذا يعني أننا مهمشين لانحي بين البشر.

وتابع: «الغلبان مالوش مكان.. والظلم لن ينتهي حتى يوم الدين»، مضيفًا أننا قمنا بشراء كميات من الرمل والزلط لردم هذه البقع إلا أن المياه تمتص الرمل والزلط وتعود للخروج مرة أخرى وهو ما عرض الكثير من أساسات البيوت والمباني السكنية إلى أنها أصبحت مهددة بالانهيار.

وخلال الشهرين الماضيين ظهرت «حمى» بين أهالي القرية، بسبب انتشار الحشرات الغريبة والبعوض والمسئولون بالمركز في سبات عميق.

حمى الحاجر
وهذا ما أكده يحيى عادل، أحد سكان الحاجر، قائلًا: «الكثير من أبناء القرية أصيبوا بتلك الحمي الغريبة ومن ضمنهم عائلتي، ولم نتمكن من معرفة نوع هذه الحمي الغريبة التي تتشابه أعراضها مع العديد من الأمراض الغريبة، والصحة لم تتفضل علينا بالسؤال، وعندما طالبنا المسئولين بالتحرك جاءنا الرد: «روحوا شوفوا شركة المياه عشان نعرف ده مية إيه» ورفضت الصحة توقيع الكشف أو تحليل المياه، بحجة أنهم غير مكلفين بهذا الأمر.

روائح كريهة
وأكد عبدالله أحمد، أحد سكان الحاجر، أن مياه الشرب اختلطت بالمياه ذات الرائحة الكريهة التي أصابت الأرض بالتلف، مشيرًا إلى أن البعض من أصيب ببعض الأمراض السرطانية والكبد والكلى، مشيرًا إلى أن الأهالي ذهبوا منذ شهرين إلى رئيس الوحدة المحلية لمدينة نقادة وتقدمنا لها بشكوى، ووعدنا بتشكيل لجنة ولكن حتى اليوم لم نشاهد أي شخص، والجرح الأكبر لنا في هذا الشأن عندما يذكر البعض أننا مجرد بدو لا قيمة لنا، مؤكدًا على أننا مواطنون مصريون نتمتع بالجنسية المصرية وليس من حق أحد تهميش أي قبيلة أو عائلة.

أراض مهددة بالبوار
وناشد منصور سيد، أحد سكان الحاجر، مسئولي الدولة بضرورة النظر إلى تلك القرية المهمشة التي يعيش على أرضها ما يقرب من 20 ألف نسمة، لافتًا إلى أن المياه لم تترك مكانا إلا وتسببت في تلفه ومنها الأراضي الزراعية المهددة حاليًا بالبوار على مساحة لا تقل عن 1500 فدان بسبب ظهور بقع المياه في وسط الزراعات ولا تستغرق إلا ساعات حتى تتحول هذه البقع إلى مستنقعات وهو الأمر الذي يصعب معه التجول داخل الزراعات وما هي إلى أيام ويبدأ المحصول في التلف وتصبح الأرض خالية تمامًا من أي زرع وتبذل وتقع على الأرض منوهًا إلى أن الآلات الزراعية لا تستطيع الدخول إلى الأرض.

رد رئيس المدينة
بدورها، ردت المهندسة فاطمة إبراهيم، رئيس مجلس مدينة نقادة، أنه فور وصول الشكوى لها تم تشكيل لجنة من شركة مياه الشرب والمجلس القروي بطوخ والإدارة الهندسية؛ للمعاينة على الطبيعة لموقع الشكوى ومعرفة مصدر هذه المياه وكيفية المعالجة والحلول المقترحة وفي حال عدم تمكن اللجنة من معرفة مصدر المياه سيتم عرض المشكلة على اللواء عبد الحميد الهجان محافظ قنا؛ لتشكيل لجنة مكبرة من عدة جهات منها الإسكان والهيئة القومية والجامعة وشركة المياه بقنا.
Advertisements
الجريدة الرسمية