رئيس التحرير
عصام كامل

خطايا المعارضة! «١»


تخطئ المعارضة عندما تنظر إلى ما يجري على أرض الوطن بعين واحدة لا ترى سوى السلبيات دون الاعتراف بخطوات إيجابية لا يمكن إنكارها وبذلك تفقد مصداقيتها.


عندما تفتقد المعارضة شجاعة الاعتراف بالإنجازات، مع الكشف عن السلبيات تقف في خندق واحد مع «المطبلين والمزمرين» التي تعمى أبصارهم عن رصد السلبيات.. ولا يتوقفون عن النعي بكل إجراءات السلطة.. والإشادة بكل خطوة تتخذها، وقد فقد هؤلاء ثقة الجماهير منذ زمن طويل، وأعتقد أنهم أصبحوا يشكلون عبئا على السلطة التي أطلقتهم وأصبحوا مثل «الدبة» التي قتلت صاحبها.. وهي تطرد الذبابة من على وجهه.

ترتكب المعارضة أكبر خطاياها عندما «تشخصن» خلافاتها مع سياسات الدولة وتُقزمه إلى مجرد ثأر مع الحاكم. منذ أسابيع أشدت بقرار الرئيس عبد الفتاح السيسي بإعادة الاعتبار إلى أسد يوليو "يوسف صديق"، هاتفني معاتبا أحد الأصدقاء القدامى قائلا:

* ألا ترى أن القرار لم يكن يستوجب تلك الضجة؟
- إذا كنت ما زالت تحترم الرأي الآخر، أنا أعتبر أن هذا القرار يستحق الاحتفاءية، ليس لأنه أعاد للرجل اعتباره.. إنما صحح تاريخ الثورة الذي تعلمناه في مدارسنا وأغفل هذا الدور.

* لا اعتراض عندي على إعادة الاعتبار للرجل ورغم أنني «ناصري» أرى أنه تعرض للظلم من أعضاء مجلس قيادة الثورة محمد نجيب لم يذكره إلا في ذكرياته التي صدرت في كتاب منذ سنوات، وعبد الناصر لم ينصفه إلا بعد عشر سنوات من الثورة، والسادات نسب دوره إلى عبد الحكيم عامر، ورأيي أن القرار لم يكن يستوجب تلك الضجة وأن تكتب أكثر من مرة للإشادة بمن أصدره؟

- أحترم رأيك وأختلف معه.. ولا أعرف لماذا نسيب موقف مبارك عندما عرض عليه المؤرخ الدكتور عبد العظيم رمضان أن يكرم صديق وكان رده الذي أعلنه رمضان في أكثر من مناسبة أنا ليس لي ناقة ولا جمل في هذا الأمر رفاقه لم ينصفوه.. فلماذا تطالبني بإنصافه هناك من سيُصفق له.. وما لا يعجبه «وأضاف أبعدني عن وجع الدماغ»!

* أعرف تلك الواقعة.. وأتساءل عن سر اهتمامك؟
- الأسباب التي ذكرتها كافية لتوضيح موقف، ودعني أحدثك بصراحة اعتدنا عليها منذ أكثر من نصف قرن عندما كنا طلابا في الجامعة، فطالما تعترف بدور الرجل المحوري في الثورة وأنه تعرض لظلم شديد.. وأن رفاقه لم ينصفوه اسمح لي أن أسألك أين يكمن خلافنا؟

* أعتقد أن دور الكتاب والصحفيين أن يركزوا في الحديث عن معاناة الشعب التي لا تخفى على أحد ولم يعد بمقدور الناس أن يتحملوا المزيد وأن الحاكم مسئول عن تلك المعاناة.. وأن يدرك الناس تلك الحقائق.. بدلا من التغني بصدور قرار حول دور الرجل في الثورة.. حتى لو كان القرار يمنح اسمه نوطا مميزا.

* إذا أنت تعترض على من أصدر القرار؟
_ المبالغة في الاحتفاء كان يكفي خير من بضعة سطور.. بدلا من الأعمدة التي أشادت بالقرار.

* دعني أخالفك الرأي وأرى أن المساحة لا تكفي لاستكمال الحوار.. صديقي الناصري.

الجريدة الرسمية