رئيس التحرير
عصام كامل

وزراء نفد رصيدهم.. وشروطى للمصالحة مع الإخوان!


انتهت الانتخابات الرئاسية، فهل انتهى الأمر، وعلى الدولة أن تسير أمورها كما تريد وبنفس الوجوه والعناصر التي تحملها الشعب طوال السنوات الأربعة الماضية!؟، بالرغم من أن تصريحات المسئولين والإعلاميين المقربين إلى أصحاب القرار، بأن الأصعب على الشعب المصرى قد انتهى، وأن السنوات القادمة هي جنى ثمار العطاء والجهد الذي بذل في السنوات الأربعة الماضية، فإننا لا نرى هذا الكلام حقيقة أو واقع قد يحدث.


من أسوأ الخصال التي عانى منها الشعب أثناء حكم الرئيس الأسبق حسنى مبارك العناد مع الشعب، فكلما كانت الأصوات تنادى بتغيير أحد الوزراء أو المحافظين مثلا، كان رد نظام مبارك هو الإبقاء عليه، الأمر لابد أن يختلف، لابد أن يكون هناك وعى سياسي لدى النظام، وعى يجعله على تواصل دائم مع المواطن البسيط، واحتياجاته وهمومه، ولا ينظر إلى المواطن من فوق، وكأن المسئول فاهم كل شىء والمواطن لا يفهم أي شىء..

تعلمنا منذ الصغر أن الوزير منصب سياسي أولا، سياسي يعنى مدرك دوره تجاه المواطن وهموم الشارع وليس إرضاء النظام الذي اختاره حتى ولو على حساب بسطاء الشعب، مدرك أن الأبقى هم ملح الأرض بسطاء الناس، الذين ذهبوا لصندوق الانتخابات، وجددوا الثقة للمرة الثانية بالرئيس السيسي، بالرغم من كل الدعوات للمقاطعة من المعارضين ليس السيسي فقط بل للنظام، ولا أكون متجاوزا إن قلت هناك من هو ضد الدولة المصرية.

إذن على الدولة أن تشعر بهموم بسطاء الشعب ملح الأرض، بدون مبالغة تم رفع أسعار البنزين بصورة لم تشهدها مصر في تاريخها حتى في أصعب الفترات وهى الحروب من 1967 إلى 1973، في الوقت الذي تسبب فيه رفع سعر الطاقة إلى رفع أسعار كل شىء من أكل وشرب ونقل وملابس..إلخ، لم ترتفع أجور العاملين في الدولة أو القطاع الخاص، وبالرغم من هذا وزير الكهرباء والطاقة جاهز بقائمة جديدة من الأسعار الجديدة التي سيتحملها البسطاء الغلابة، وألف باء سياسة واقتصاد أن رفع أسعار الطاقة يعنى رفع أسعار كل شىء!

وزير الشباب متفرغ لمتابعة أخبار الكرة المصرية ونجومها واستعدادات المنتخب لبطولة العالم لمونديال روسيا، وبقدرة قادر تحول مركز شباب الجزيرة الذي كان مفتوحا للآلاف من الشباب باشتراك رمزى أصبح ناديا وباشتراك عضوية قيمته 35 ألف جنيه، وأنشئ حمام سباحة تكلف 20 مليون جنيه!، وبعبقرية فذة يتم إنشاء فرع له في مدينة 6 أكتوبر بمئات الملايين، وكأن الرياضة فقط في مركزى الجزيرة- نادي شباب الجزيرة الآن- والفرع الجديد بأكتوبر، وليته مفتوحا للشباب، وليته  تم إنشاء بمئات الملايين حمامات سباحة في مراكز المحافظات المحرومة من كل شىء..

عندما تصرف على مركز شباب أصبح للقادرين مئات الملايين، فما نصيب أكثر من ثلاثة آلاف مركز للشباب في قرى ونجوع مصر؟ الفتات للأسف! بل إنه ضلع أساسى في أزمات الزمالك الحالية، بوقوفه العاجز طول السنوات الماضية وكأن الأمر لا يعنيه في شىء..

بعكس ما فعله مع صدور حكم نهائى ببطلان انتخابات اتحاد الكرة، ولم يفعل شيئا، وعندما صدر حكم ببطلان انتخابات الأهلي، أصدر قرارا بتعيين نفس المجلس الصادر ضده حكم ببطلانه ليقود الأهلي ثلاث سنوات في ظاهرة غير مسبوقة في تاريخ الرياضة المصرية، وبعيدا عن سفرياته "عمال على بطال" لحضور قرعة مونديال روسيا أو حضور مباراة في الخليج أو مباراة في البرتغال، أين دور الوزارة في انتخابات الرئاسة؟

أين الشباب الذين يرعاهم بالمال والسفريات؟ لا شىء.. طبيعى فشل ذريع للوزير الذي كان يجب أن يكون وزيرا للشباب بدلا من وضعه الحالى مجرد إداري لمنتخب الكرة! وهناك ملف اسوأ لهذا الوزير الذي يكشف عن انعدام الوعى السياسي عندما يتكلم ويقول هذا نوبى وآخر سيناوى، وآخر سقطاته هو حديثه عن مسلم ومسيحى في التليفزيون، وتبريره الساذج والجاهل عن غياب بعض المصريين عن الرياضة! هل يستمر هذا الوزير في موقعه؟!

أما وزير النقل الذي لا يمكن أن يتحدث منذ جاء منذ أكثر من عام إلا عن خسائر السكك الحديد والمترو، ولابد من رفع سعر قيمة التذاكر، والحقيقة أنه يتحدث دائما وباستمرار وبدون خجل أو ملل، بالرغم من رفعه قيمة تذاكر المترو 100% منذ عشرة أشهر فقط وربما أقل، منذ عام صرح الوزير بأنه كلف هيئة بالوزارة بتأجير المولات الموجودة في محطات المترو، ويومها كتبت مؤكدا أن الوزير لا يعرف محطات مترو الأنفاق لأنه لا يوجد مولات، وبعد عام من تصريحاته.. النتيجة صفر !

آخر إبداعاته هو التصريح بأن رفع قيمة تذاكر القطارات ومترو الأنفاق ضرورة، هذا عادى، ولكن غير العادى أنه قال: نحتاج 55 مليار جنيها لصيانة والتطوير! للعلم هذا الرقم بدأ بعشرين مليارا ثم أربعين مليارا، ومنذ أيام وصل إلى خمسة وخمسين مليار جنيه! بالإضافة إلى رغبته في قرض مليار يورو أي أكثر من عشرين مليارا أيضا!، لا تعليق على وزير يصدر للشعب الإحباط الدائم! والحديث عن السادة الوزراء له بقية.

بالنسبة لمحاولات البعض الخبيثة للبلبلة وخلق مناخ لا يخدم إلا اعداء الوطن، أعلن أننى موافق على المصالحة مع الإخوان بشروط :
أولا: يعود الشهداء للحياة مرة أخرى !
ثانيا: سداد تكلفة الدمار الذي حدث للكنائس ومبانى الشرطة التي استهدفها الإخوان!
ثالثا: سداد تكلفة الحرب على الإرهاب من سلاح واقتصاد..إلخ!
رابعا: إيجاد طريقة لمحو لحظات اليتم والعذاب التي عاشها أبناء وأسر الشهداء!
خامسا: إعادة أعضاء المصابين الذين فقدوا أجزاء من أجسامهم إلى ما كانت عليه!
وتحيا مصر حرة.. تحيا بعرق ملح الأرض من شعبها الحى الحر.. المناضل ضد أعداء الوطن في الداخل والخارج.

الجريدة الرسمية