رئيس التحرير
عصام كامل

و.. آدينا بنتسلى


كلما شاهدت المرشح الرئاسى موسى مصطفى موسى، تذكرت على الفور حالة زملاء كانوا يرشحون أنفسهم في انتخابات نقابتنا رغم علمهم مسبقًا بأنهم لن يحصلوا إلا على صوت واحد، بل قد يمنحون صوتهم لمرشح آخر، ثم يطبعون كروتا بعد انتهاء الانتخابات يكتبون فيها صفتهم "مرشح سابق في انتخابات نقابة الصحفيين"، الطريف أن هؤلاء الزملاء يعيشون حالة الترشح بصدق وينفقون عشرات الآلاف من الجنيهات في الدعاية واللافتات والبروشورات والأقلام، رغم أنهم على يقين مسبق بأنهم لن يحصلوا سوى على أصوات لن تتجاوز أصابع اليد.


وبنفس هذا المنطق فإن موسى مصطفى -الذي تتجاوز ثروته في إقرار الذمة المالية الذي قدمه للهيئة الوطنية للانتخابات 100 مليون جنيه- لا يهمه أن ينفق خمس هذا المبلغ كثمن لكى ينال لقب "مرشح سابق لرئاسة الجمهورية".

الطريف أيضًا أن يصدق بعض مقدمي برامج التوك شو هذه الحالة، فيستضيفون الرجل ويفردون له مساحات من الوقت لكي يتحدث باعتباره مرشحًا لمنصب رئيس الجمهورية.

ولأن الأمر عبثى ليس أكثر، فإن الرجل يتحدث متقمصًا دور الرئيس قائلا: إنه سوف يكرم الرئيس المخلوع مبارك، حال فوزه في الانتخابات الرئاسية، ورغم تأكيد الرئيس السيسي منذ أيام على رفضه البقاء في السلطة كرئيس أكثر من مدتين، لكن موسى مصطفى يفتي بأن مشكلات مصر كبيرة، ويطالب بزيادة فترة الرئاسة لـ6 سنوات، لكي يحصل أي رئيس على وقته وفرصته من أجل تحقيق إنجازات كبيرة، ويرى أنه ليس من المصلحة أن يطلب المناظرة مع الرئيس السيسي.

ولا أجد تعليقًا على كلام الرجل سوى "خليه يقول.. وآدينا بنتسلى".

مضت 48 ساعة على دعوة الرئيس السيسي لرجال الأعمال المصريين للتبرع لعملية التنمية الشاملة لسيناء، والتي تستغرق 4 سنوات، وستتبع عملية التطهير الشاملة التي تقوم بها قواتنا المسلحة، وتوقعت أن نشهد سباقًا بينهم على من يدفع أكثر لهذا المشروع التنموي العملاق الذي تأخر كثيرًا، لكننا للأسف لم نسمع صوتًا لهم منذ توجيه تلك الدعوة.

والحقيقة أن رجال الأعمال المصريين في رقبتهم دين كبير لهذا البلد لم يسددوه بعد، وأن حجم ما قدموه منذ مجيء الرئيس السيسي ضئيل مقارنة بما حصلوا عليه من الدولة من أراضٍ وتسهيلات وامتيازات في زمن مبارك، وإذا كان الرئيس يدعو المواطنين للتبرع، فمن الأولى لهم أن يتخذوا زمام المبادرة، خاصة أنهم خذلوا الرئيس من قبل عندما دعاهم للتبرع لصندوق "تحيا مصر".

في الإمارات مثلا، في كل مرة يدعو الشيخ محمد بن راشد حاكم دبى رجال الأعمال الإماراتيين للتبرع، تنهال الأرقام بالمليارات خلال ساعات قليلة من الدعوة، وفى السعودية جرى وضع معظم رجال الأعمال قيد الإقامة الجبرية بضعة أيام حتى تم الوصول لصيغة تفاهم وسددوا حق الدولة عليهم، بينما في مصر لا حياة لمن تنادى.

لا نقول إننا سنكون مثل السعودية، لكن.. يارجال الأعمال المصريين.. أين حق الدولة عليكم؟

طائر الموت يحلق في سماء صاحبة الجلالة ينتقي الأنقياء ويختطفهم خطفًا بدون مقدمات أو سابق إنذار.. استيقظت أمس على فجيعة رحيل الشاب الرائع رضا غنيم، وقبله المحرر البرلمانى الزميل الخلوق جمال يونس، وقبله الناقد الرياضى الزميل خالد العشري.. كانوا بيننا اليوم وبعد ساعات هزنا موتهم المفاجئ، هي علامات وإشارات من الله عز وجل لنستوعب أن الدنيا لا تساوي شيئًا ولا تستحق أن نتصارع على أي شيء فيها، وأن الموت لم يعد له مقدمات، ويختطف الصغير قبل الكبير، ويأتى بلا استئذان، يا أيها الموت تمهل قليلا.. رحم الله الجميع وجعل مثواهم الجنة.
الجريدة الرسمية