رئيس التحرير
عصام كامل

مؤتمر القدس.. ورسالة الأزهر


لم يسعدني الحظ لحضور مؤتمر الأزهر الشريف لنصرة القدس، رغم تشرفي بتلقى دعوة من مكتب الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، غير أن ما تابعته وتابعه الملايين غيري من أنحاء العالم، يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن مؤسسة الأزهر العريقة بقيادة شيخها عادت لتمارس دورها التاريخي بقوة في التصدي لقضايا الأمة الاستراتيجية الملحة.


لقد أثبت شيخ الأزهر من خلال هذا المؤتمر الحافل الذي شاركت به 86 دولة من أنحاء العالم أن القاهرة لا يزال فيها قلب ينبض، معبرًا ليس فقط عن مصر، ولكن عن العالم الإسلامي بأسره، بدليل هذه المشاركات الرفيعة من القادة والسياسيين والعلماء الذين استجابوا لنداء الدكتور الطيب للدفاع عن القدس والقضية الفلسطينية، ضد الغطرسة الأمريكية والسياسات الطائشة لساكن البيت الأبيض دونالد ترامب، ومن ورائه الصهيونية العالمية والكيان الإسرائيلي المحتل.

وكان من بين أكثر ما لفت انتباهي في هذا المؤتمر كلمة الإمام الطيب التي جاءت قوية ومعبرة عن الضمير العربي والإسلامي، وتحديدًا عندما قال: "نحن دعاة سلام.. وعلينا امتلاك القُوَّة التي تُرعِب العُدوان وتَكْسر أنفه وتُرغِمه أن يعيد حساباته ويُفكِّر ألف مرَّة قبل أن يُمارس عربدته وطُغيانه واستهتاره واستبداده"، وكذا تأكيده أن "كل احتلال إلى زوال إنْ عاجلًا أو آجلًا هذه حقيقة كونيَّة وسُنَّة إلهيَّة.. واسألوا التاريخ، والكيان الصهيوني ليس هو من ألحق بنا الهزيمة في حرب 48 أو نكسة 67، ولكن نحن من صنعنا هزيمتنا بأيدينا، وتعاملنا بالهزل في مواقف الجد، وكنا أمة متفرقة".

إن متابعة أكثر من نصف مليار شخص على مستوى العالم للمؤتمر وتفاعلهم معه عبر "هاشتاج" على موقع "تويتر" بعنوان (الأزهر لنصرة القدس) يثبت أن الأزهر قادر على تحريك الملايين حول العالم، والتصدي لقضايا أمته، انطلاقًا من رسالته ودور التاريخي، فالمعروف أن الأزهر عبر تاريخه المجيد كان سباقًا في التعاطى مع القضايا الوطنية المصرية، وأيضًا القضايا العربية والإسلامية.

وفى الختام، لابد لي هنا أن أحيي –بكل إجلال وتقدير– الإمام الدكتور أحمد الطيب ومساعديه ورجال الأزهر على ما قدموه ويقدمونه لوطنهم وأمتهم.
الجريدة الرسمية