الأبنودي ومكاوي وحجاب.. ذكريات أول لقاء مع جاهين
صلاح جاهين «ولد في 25 ديسمبر 1930».. الإنسان كان اجتماعيا يحب الآخرين ويؤثرهم على نفسه في كثير من الاحيان وقد شهدت صداقاته شخصيات متعددة ومواقف إنسانية يرويها اصدقائه ففى مجلة الكواكب عام 1986، وبعد رحيل الشاعر الفنان صلاح جاهين اجرت المجلة حوارا مع بعض الشعراء والملحنين الذين تعاملوا مع الفنان الراحل في حياته حول أول لقاء معه.
قال الملحن سيد مكاوى: بدأت معرفتى بأبو صلاح في أول عمل اسمه "حدوتة " وكان صلاح مدرسة جديدة لم يسبق لاحد أن قال مايقدمه.. وكبرت مدرسته واخذ على عاتقه مهمة طبع دواوين الشعراء الجدد على حسابه الشخصى دون أن يعرف بذلك أحد..نقوده لم تكن ملكه بل ملك للجميع، واتذكر اننا كنا نعيش انا وتوفيق صالح مع صلاح جاهين وكانت النقود التي يملكها احدنا تكفينا جميعا، كنا نعيش الكل في واحد والواحد للكل وكان صلاح اكثرنا تطبيقا لذلك.
ويروى الشاعر سيد حجاب قصة أول لقاء جمع بينه وبين صلاح جاهين قائلا: عرفت صلاح في عصر أحد الأيام الرمضانية عام 1961، قدمنى اليه الشاعر فؤاد قاعود في منزل الموسيقار سليمان جميل، كان صلاح يجلس إلى جوار البيانو وسليمان يضع لحنا لقصيدة حول مصرع لومومبا للشاعر أحمد عبد المعطى حجازى، ولم يكن حجازى حاضرا ولكن صلاح كان ينوب عنه فيضبط التشكيل ويتناقش مع سليمان حول التعبير الموسيقى، في النهاية يتصرف كأن القصيدة قصيدته.
وكان مسئول على أن تخرج في احسن صورة غنائية، في ذلك اللقاء الأول استمع إلى اشعارى الأولى وهو صامت ساكن حتى تصورت انها لم تعجبه، وبمجرد الانتهاء من القائها حتى صرخ في فرح طفول قائلا : مش قلت لكم مصر دى ولادة.
ويتذكر الشاعر عبد الرحمن الابنودى قصة أول لقاء بجاهين فقال: عرفت صلاح أول ماعرفته من خلال شاب من الإسكندرية كنت اراسله في اواخر الخمسينات وكان ينسخ لى في رسائله بعض قصائد صلاح جاهين من ديوانه (موال عشان القنال )ودهشت جدا لانى كنت اعتقد حتى ذلك الوقت اننى الوحيد الذي يكتب العامية بالطريقة الحديثة التي يكتب بها الآن.
وفى اوائل عام 1962 ارسلت إلى صلاح بعض قصائدى فاحتفل بها ونشرها في مجلة صباح الخير التي كان يعمل بها، وكنت اعمل في محكمة قنا وحضرت إلى القاهرة وكنت لا اعرف فيها الا صلاح جاهين، وخلال الفترة الأولى من اقامتى في القاهرة ساعدنى ماديا ومعنويا واوجد لى مجالات كثيرة للنشر والعمل، أن صلاح جاهين بوجوده البدنى والادبى اعطى الشعرية لما يسمى الشعر العامى في مصر.

