رئيس التحرير
عصام كامل

الأبطال.. الرفاعى والشاذلى والجمسى وفوزى.. والتكريم الغائب!


في العام الماضى وفى احتفالات مصر بأعياد انتصار السادس من أكتوبر، كتبت عن "البطل موشى رافى.. ومعايير التكريم" وما زلت أطرح سؤالى: أين معايير التكريم التي تنتهجها الدولة في تكريم أبطالنا حتى لايسقط أحد يستحق التكريم ويكرم من لايستحق!

رائع أن يتم تكريم الأبطال الذين قاموا بتدمير ميناء إيلات أكثر من مرة، البطل اللواء الربان نبيل عبدالوهاب، البطل اللواء الربان عمر عز الدين، بعد تجاهل عشرات السنين، ورائع أن يتم تكريم اللواء عبدالمنعم خليل وترقيته رتبة فريق، لدوره في حرب الاستنزاف وانتصار حرب أكتوبر، وصولا إلى تكريم البطل صف ضابط أحمد إدريس صاحب فكرة استخدام اللغة النوبية في الشفرة بين القوات، وكم كنا سعداء في"فيتو" أن نكون المطالبين بتكريمه وبعد 72ساعة فقط تم تكريمه من الرئيس عبدالفتاح السيسي!

ولكن نعيد السؤال الذي طرحناه العام الماضى ماهى المعايير التي على ضوئها تم استعادة الذاكرة، وتكريم ممن تناساهم التاريخ، وإعادة الاعتبار لهم!؟ هنا أذكر فقط كلمات بسيطة للبطل إبراهيم عبدالعال وهو أحد أصحاب البطولات الفردية، فقد دمر 18 دبابة ومدرعتين بمفرده، أي إنه قتل 96 صهيونيا في حرب أكتوبر73، في لقاء معه قال: أرجو أن يسمعنى الرئيس السيسي، وأرجوه أن يجتمع بالذين شاركوا في انتصار السادس من أكتوبر، ويسمعهم، لأن هناك من حصل على الامتيازات التي أقرتها الدولة وهناك من لم يحصل عليها.

وعلى سبيل المثال أتابع جهد اللواء محمد عمر أحد الأبطال الذين حملوا عبء القتال منذ نكسة يونيو 67 مرورا بالاستنزاف، ثم العمل خلف خطوط العدو وصولا للانتصار في أكتوبر 73، ودوره في توثيق بطولات القوات المسلحة، وإنتاج ربما نحو 16 فيلما تسجيليا على نفقته الخاصة، وبدون أدنى رعاية من الدولة، أين هذا البطل من التكريم؟!
 إننا لا نطالب هذه الأسماء بعينها فقط، ولكن مؤكد هناك أبطال لا نعرف عددهم يستحقون التكريم، أو على الأقل يشعرون أنهم يستحقون التكريم، الفيصل هنا هو المعايير التي تضبط كل شىء.

وتأكيدا أيضا لما سبق من ينسى عبدالعاطى صائد الدبابات الذي رحل ولم يجد علاجه، وأيضا أحد أبطال منظمة سيناء التي عملت خلف خطوط العدو سنوات، لم يجد عملا سوى سائق على ميكروباص، وفقد ابنه ولا يجد ثمن العلاج!!
 ذكر هذه الحالات لا يعنى أننا نطالب بمنة أو شفقة من أحد أو حتى من الدولة، ولكن نطالب الدولة بوضع معايير ضابطة حاكمة للحقوق، خاصة لولا هذا الجيل الذي تحمل المسئولية لما عاد الاعتبار للأمة العربية.

الشهيد عبدالمنعم رياض لا أحد يختلف على بطولته وتاريخه العسكري، ولكن قالها لى بعض زملائه من أبطال الجيش: نحن نحب الشهيد رياض ولكنه محظوظ مرتين، الأولى لاستشهاده وهو حلم كل من حمل السلاح دفاعا عن تراب بلده، أما الأمر الثانى فهو محظوظ ففى كل محافظة ميدان أو شارع باسمه، بل أحيانا أكثر، وهو يستحق!

والحقيقة سألونى: أين ميدان الشهيد الفذ إبراهيم الرفاعى الذي كانت بطولاته تدرس في مصر والعالم؟ أليس الرفاعى يستحق؟ أين ميدان الفريق أول محمد فوزى الرجل الذي تحمل مسئولية إعادة الروح والانضباط للقوات المسلحة بعد نكسة يونيو؟ أين سعد الدين الشاذلى؟ وأين الجمسى؟ وأضيف عليهم البطل الفذ الشهيد عمرو طلبة (موشى رافى)، وأين كثيرون يستحقون التخليد ليكونوا نماذج وقدوة للشباب!
الجريدة الرسمية