رئيس التحرير
عصام كامل

المعارضة خارج السرب!


ما الذي يدفع مواطن مصري، سواء كان مؤيدا للحكم أو معارضا، للتعامل مع قناة فضائية معادية لم تتوقف عن العمل على هدم الدولة المصرية، منذ سنوات طويلة.. ومازالت حتى الآن تفتح شاشاتها أمام الإرهابيين الهاربين من الأحكام الجنائية الصادرة ضدهم.. وتستخدمهم للتحريض ضد المصريين؟


لاحظت خلال الفترة الأخيرة، من خلال متابعتي -بحكم المهنة- لما تبثه تلك القناة المعادية من برامج تحريضية ضد الدولة المصرية واستضافتها لعدد من السياسيين والإعلاميين المعارضين الذين لا ينتمون إلى جماعة الإخوان ولا إلى تيار الإسلام السياسي، بل إن بعضهم لا يحسب على المعارضة الراديكالية، وإنما لديهم تحفظات على بعض سياسات النظام وهو حق مشروع لا ينكره عليهم أحد ويعبرون عن تلك الخلافات بكل حرية في وسائل الإعلام المسموعة والمرئية وداخل مجلس الأمة.. وفي المؤتمرات التي تعقد بالنقابات والجامعات والمحافظات.

ومن يقرأ الصحف المستقلة.. أو حتى بعض ما يكتب في الصحافة القومية يجد أن مساحة التعبير عن الاختلاف تتسع ولا تضيق، بل إن الذين تستضيفهم القناة المعادية سواء في قطر أو تركيا، يعودون إلى أرض الوطن دون أن يستدعيهم أحد.. ويواصلون انتقادهم للنظام في مقالات تنشر في الصحافة المصرية، بما ينفي الادعاء بأنهم محاصرون ولا يجدون منابر يعبرون من خلالها عن معارضتهم، والمؤسف أن بعض الذين قبلوا المشاركة في تلك البرامج، كانوا يعتقدون أن بمقدورهم التصدي لكشف الشائعات التي تنطلق من تلك القناة المعادية..

وأذكر أن أحد الكتاب الوطنيين وافق على المشاركة في برامجها الحوارية.. متمسكا بالمواقف الثابتة للدولة المصرية والدفاع عن تلك المواقف.. ولكنه فوجئ بأنه استغل أبشع استغلال من جانب مقدمي البرامج الذين لم يتركوا له فرصة لتوضيح آرائه وأطلقوا عليه الجماعات الإرهابية لمقاطعته والهجوم عليه، وقد أعلن المرحوم سعد هجرس عن ندمه الشديد.. وكان ينصح الآخرين بعدم الوقوع في هذا الفخ، ورغم ذلك ما زال بعض المشاركين يزعمون أنهم يدافعون عن الدولة.. وأنهم غير مسئولين إلا عما يصدر عنهم من آراء، متجاهلين أن القناة المعادية تستغل وجودهم أبشع استغلال في اصطياد «زبائن» جدد، طالما أن هناك من يقبل المشاركة في برامجها من المحسوبين على المعارضة الوطنية.

ولا ينكر أحد على المعارضين حقهم في التعبير عن آرائهم، سواء داخل مصر.. أو خارجها، وإنما عليهم اختيار المنابر المحترمة التي يتعاملون معها.. وأن تكون محايدة وليست معادية للدولة المصرية، وتسعى إلى هدمها.. على الأقل حتى لا يفقد بعض المعارضين ثقة مواطنيهم.. بإصرارهم على المعارضة خارج السرب.
الجريدة الرسمية