رئيس التحرير
عصام كامل

صلاح قبضايا يكتب: لعبة السادات المفضلة

فيتو

في مؤلفه (الساعة 1405) كتب الدكتور صلاح قبضايا ــــ كمراسل حربي أثناء حرب أكتوبر ومن قبلها حرب الاستنزاف ـــــ عن لعبة الخداع والتمويه التي لعبها السادات أثناء الإعداد للعبور واسترداد أراضينا المغتصبة، يقول:


لم يكن من الصعب على العدو الإسرائيلي أن يرصد استدعاء الاحتياط في مصر، وكل أشكال التعبئة.. وهو ما كان يقوم فعلا برصده وتحليله..
وقد ظلت القيادة العسكرية الإسرائيلية تتلقى معلومات كاملة عن استدعاء الاحتياط في مصر ثم تسريحهم، وخلال الأشهر العشرة التي سبقت الحرب رصدت القيادة الإسرائيلية 22 استدعاء لقوات الاحتياط المصرية.

وجد ذلك ردود فعل سريعة لدى العدو الذي كان يبدأ في وضع خطة التعبئة الإسرائيلية موضع التنفيذ ويشرع في تنفيذ الحشد ليسفر في النهاية عن لا شيء.

ويصف وزير الدفاع الإسرائيلي موشي ديان هذا السيناريو بأنه لعبة السادات المفضلة ويقول: (إن استدعاء الاحتياط أصبحت اللعبة المفضلة لدى المصريين لأنهم يعرفون أن القوات الإسرائيلية الضاربة تعتمد بصورة أساسية على الاحتياط، وأن تعبئة قوات الاحتياط تكلف الميزانية في إسرائيل ملايين الدولارات في كل مرة، وتؤدي إلى شبه شلل كامل في الحياة المدنية حتى تكاد الشوارع ومواقع العمل تخلو من الناس ومعهم معظم المواصلات).

ويؤكد هذا المعنى نفسه الجنرال زائيرا مدير المخابرات العسكرية في إسرائيل الذي يرفض استدعاء أي قوات احتياط كرد فعل للتعبئة المصرية قائلا: (إننا نرفض الرقص في كل مرة على أنغام المصريين).

وبذلك لم يعد الإسرائيليون يأخذون ما يجري في مصر مأخذ الجد وتميزت ردود أفعالهم بالتردد حتى إنهم لم يأخذوا الاستدعاء 23 للاحتياط مأخذ الجد واعتبروه مجرد استدعاء للتدريب الدفاعي.

وكان هذا الاستدعاء المصري يحاط بالكثير من إجراءات التعمية والخداع مثل فتح باب سفر العسكريين إلى الخارج، إقامة الندوات والمسابقات الدينية والثقافية خاصة مع دخول رمضان، وإعداد رحلات متتالية لأداء العمرة للضباط والجنود.

وفي هذا المناخ تم الاستدعاء 23 وكان هو استدعاء حرب أكتوبر 1973.
الجريدة الرسمية