رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

التابعون بغير إحسان لنقابة الصحفيين!


فصل جديد من حكاية بايخة فرضت نفسها علينا مجددا خلال الأسبوع الماضي، لكنها هذه المرة كشفت بجدارة عن الانتهازية المفرطة والمصلحية الضيقة التي نمارسها تجاه بعضنا البعض، كما أنها تفسر لنا بصدق مستوى القيم والمسئولية الاجتماعية والإنسانية عند من يسّمون أنفسهم أصحاب الرأي.


قبل أيام أعلن أحد مسئولي نقابة الصحفيين مدعومًا بشعارات نظرية من بعض الأعضاء عن وقف قيد خريجي التعليم المفتوح ومنعهم من الالتحاق بالنقابة بل وبحث شطب المقيدين بجداول تحت التمرين.

ساعات طويلة حملت تضاربًا في التصريحات لأغلب أعضاء المجلس، واكتفى أحدهم بتحميل أبناء التعليم المفتوح مسئولية الفهم الخاطئ بل واعتبرها إشارة واضحة لعدم مهنيتهم بسبب عدم التأكد من صحة التصريحات التي قال عنها إنها تحمل رأيا مبدئيا، وكأن الذين نقلوا التصريحات المتضاربة عنهم ليسوا مسئولي ملف النقابة في صحف ومؤسسات لها وضعها في مصر.

لا أفهم كيف لهؤلاء التعامل مع مصري وليس صحفيًا بهذه الدرجة من الاستخفاف وعدم اللياقة، ولماذا لا يحترم أعضاء مجلس النقابة الحق في الطموح في بلد يتعدى نسبة الفقر فيه بحسب آخر إحصائية للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء 27.8 % ولدينا 11.8 مليون مواطن يعيشون في أدنى فئة إنفاق في مصر، والسواد الأعظم لا يملك بالكاد إلا قوت يومه، وبالتالي على المجتمع بكافة فئاته الحفاظ على نبتة الإنسان المكافح والحرص عليه أكثر مما يحرص هو على الارتقاء بنفسه، ولا حاجة لكل هذا الحقد والكره والمقارنات السخيفة بين المفتوح والمقفول عبر عنصرية فجة وتمييز يعاقب عليه القانون والضمير.

نقابة الصحفيين الوحيدة في مصر التي تحصن آلية الحصول على عضويتها بإجراءات قانونية صعبة وهي معروفة لأبناء الوسط جميعا، والمقارنات مع موقف نقابة المحامين ممن يتمتع الدارس للحقوق والقانون بالحصول على عضويتها مباشرة بمجرد تخرجه، هزل في موضع الجد واستخفاف بالعقول، والحقيقة لا يعني إلا التلاعب بمصائر البشر لمجرد حسابات انتخابية، أو انسياق وراء دعوات عنصرية كريهة لأصحاب الأصوات المتشنجة الجهولة التي لا تمثل إلا نفسها في نقابة الصحفيين.

على مجلس النقابة التنمر بشكل حقيقي في مواجهة عمليات الاستغلال التي يمارسها أعضاء بالجمعية العمومية بحق المتدربين من الصحفيين سواء كانوا تعليم مفتوح أو غيره، والكف عن معايرة هؤلاء بالعمل دون أجر على أمل الالتحاق بالنقابة والحصول على حقهم في بدل التكنولوجيا الذي لحس عقول «عواطلية الصحافة» وجعلهم لا يألون جهدا في التنكيل بزملاء كل ذنبهم أنهم لم يترددوا يومًا في الزحف على بطونهم الناحلة، للعمل في مهنة تحملوا من أجلها سخافات الذم واللمز والتحقير على ما ليس لهم ذنب فيه.

وأعني هنا الجادين في التعليم المفتوح كما في غيره، وليس لي علاقة بمن يدخل المهنة بغير ذلك.. في النهاية هناك آليات ولوائح ويمكن وضع المزيد لضمان حصول الجادين فقط على كارنية النقابة.

«الصحفيين» مسئولة بشكل مباشر عن إيجاد آلية قانونية لمحاسبة أعضائها من أصحاب دكاكين السبوبة المسجلين للأسف والمكودّين لديها على المتاجرة بعرق الشباب، خاصة أنها في هذه النقطة المفصلية تمارس عدلًا باردًا، فتأخذ التعليم المفتوح بذنب أعضائها من فسدة المهنية والضمير والأخلاق بدلا من الضرب على أيديهم وطردهم خارج جدران النقابة، وتكتفي بإدانة وتشويه من يبحث لنفسه عن بداية وهم بالمناسبة قطاع ليس صغيرا من ممارسي المهنة، سواء الذين انضموا بالفعل لصفوف جمعيتها العمومية، أو الذين ينتظرون دورهم وهو حقهم الطبيعي، وليس منًا من التابعين بغير إحسان للنقابة.. كفى عبثًا.

Advertisements
الجريدة الرسمية