رئيس التحرير
عصام كامل

"قانا" عنوان الوحشية والعنصرية الإسرائيلية.. 17 عاما على المجزرة.. شهدت مقتل 106 من المدنيين.. وأمريكا تستخدم "الفيتو" لوقف الإدانة.. والقرية شهدت أول معجزات المسيح

جانب من مجزرة قانا
جانب من مجزرة قانا الأولى - صورة أرشيفية

تصادف اليوم الخميس 18 أبريل الذكرى الـ17 على مجزرة قانا الأولى التى وقعت فى العام 1996 والتى أعقبتها سلسلة من المجازر فى نفس المكان تحت مرأى ومسمع من العالم أجمع أمام الإنسانية والمنظمات الدولية وحقوق الإنسان.


وفى أجواء الذكرى الـ17 لمجزرة قانا التى مثلت أبشع مظاهر الوحشية الإسرائيلية، تستمر التجاوزات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطينى مما يدل على انتهاكها لكل حقوق الإنسان فى قتل العزل والأطفال والنساء.

ورافق هذه المجزرة وسبقها وتلاها أكثر من مجزرة، حيث يزخر تاريخ الصراع العربى الإسرائيلى بالمجازر الوحشية وانتهاكات حقوق الإنسان التى مارستها إسرائيل فى فلسطين ولبنان.

وهجوم قانا الأول وقع فى مركز قيادة فيجى التابع لليونيفيل فى قرية قانا جنوب لبنان، حيث قامت قوات الاحتلال بقصف المقر بعد لجوء المدنيين إليه هربا من عملية عناقيد الغضب التى شنتها إسرائيل على لبنان وأدت إلى مقتل 106 من المدنيين وإصابة الكثير بجروح.. وقد اجتمع أعضاء مجلس الأمن للتصويت على قرار يدين إسرائيل ولكن الولايات المتحدة أجهضته باستخدامها حق الفيتو.

وقانا قرية لبنانية جنوبية عانت كما عانى الجنوب الاحتلال الإسرائيلى ودفعت ضريبة الدم فى 18 إبريل 1996 عندما كان يقفز حمم حقده على المواطنين الآمنين الذين لجئوا إلى مركز تابع لقوات الأمم المتحدة لحماية أطفالهم وعوائلهم من القصف، ولم يشفع وجودهم تحت حماية الأمم المتحدة وفى ظل علم السلام الدولى لهم.

وتساقطت القذائف على هؤلاء الأبرياء مما أدى إلى حدوث مجزرة رهيبة راح ضحيتها أكثر من 100 من المدنيين، الذين تطايرت أشلاؤهم مسجلة صفحة جديدة من صفحات الإرهاب، وتم تحميل المسئولية للضحايا الذين رفضوا مغادرة أرضهم تحت التهديدات الإسرائيلية.

وحدثت مجزرة قانا الثانية فى 30 يوليو عام 2006 أثناء العدوان الإسرائيلى على لبنان وسقط على إثرها حوالى 55 شخصا من بينهم عدد كبير من الأطفال الذين كانوا فى مبنى مكون من 3 طبقات لبلدة قانا حيث انتشلت جثث 27 طفلا من بين الضحايا الذين لجئوا للبلدة بعد أن نزحوا من قرى مجاورة تتعرض للقصف بالإضافة إلى سكان المبنى.

وقصفت إسرائيل المدينة للمرة الثانية بحجة أنها كانت منصة لاستخدام الصواريخ التى يطلقها حزب الله على إسرائيل خلال عملية الصيف الساخن فى لبنان.

وأكد حزب الله أن المبنى لم يكن فيه مقاتلون من حزب الله .. وأن من قتلوهم هم النساء والأطفال والشيوخ، وقد حملت إسرائيل المسئولية حينئذ على الحزب.

وقانا أو قانا الجليل هى قرية لبنانية تقع على بعد 95 كيلومترا جنوب بيروت وتبعد 13 كيلومترا إلى الشرق من مدينة صور وترتفع 300 متر عن سطح البحر وتبلغ مساحتها حوالى 11 كيلو مترا مربعا وعدد سكانها حوالى 20 ألف نسمة بين مهاجر ومقيم، وتضم الكثير من الأحياء.

ويذكر فى الإنجيل "يوحنا 2-4" أن المسيح قام بأول معجزاته فى قرية قانا، واختلف المؤرخون حول الموقع منهم من نسبه لقرية كفر كانا فى الجليل أو قنت الجليل فى فلسطين المحتلة أو عين قانا.. وهى قرية فى جنوب لبنان على الأرجح.

وعلى العالم أن يتذكر مجزرة قانا كعنوان كبير للوحشية والعنصرية الإسرائيلية من أجل أن يبقى الرفض لشرعية إسرائيل فى المنطقة، لأن خلفيات هذه المجازر تختزن انتهاكات صارخة من القتل والتدمير.
الجريدة الرسمية
عاجل