رئيس التحرير
عصام كامل

«قارون» بحيرة الأشباح.. إخلاء البحيرة من الأسماك والزريعة للقضاء على الطفيل القاتل.. تربية كائنات بحرية لمحاربة الايزوبودا.. ارتفاع نسب التلوث يؤدي لزيادة الملوحة.. ونفوق 63 ألف وحدة زريعة ج

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تحولت بحيرة قارون إلى وعاء ضخم لمياه الصرف الصحي، التلوث والعفن الذي عشش في قاع البحيرة حولها إلى مقبرة لكل شيء، بسبب 69% من الفضلات البشرية والصرف الزراعي لمحافظة الفيوم التى تلقى فيها دون وعى وبلا حساب لمن سمح بأن تتحول تلك البقعة السياحية المهمة في فترات سابقة إلى مكان يزكم الأنوف عند المرور قرب ضفافه.



نفوق الزريعة
منذ أيام تسبب النقل الخاطئ لنحو 63 ألف وحدة من زريعة الجمبري في نفوقها بالكامل قبل إلقائها في بحيرة قارون بمحافظة الفيوم قادمة من السويس.
وقالت الدكتورة نسرين عز الدين أستاذ الطفيليات بكلية الطب بيطري جامعة القاهرة، رئيس الفريق العلمي المسئول عن مشكلات بحيرة قارون: إن زريعة الجمبري التي أرسلتها هيئة الثروة السمكية من السويس إلى بحيرة قارون، وصلت نافقة بالكامل عند استلام اللجنة لها، مفسرة ذلك أن هيئة الثروة السمكية نقلت الجمبري لمدة ساعات طويلة، وصلت إلى 13 ساعة في خزانات معدنية، في ظل ارتفاع درجات الحرارة، وهو ما تسبب في نفوقها.

وأشارت إلى أن نقل الهيئة للجمبري خلال تلك الفترة من العام خاطئ، لأن الوقت المناسب لنقله بين البحيرات في شهر مارس، لافتة إلى أنه لا يمكن إطلاق وصف الزريعة على الجمبري المستلم، لأن العينات أظهرت أن هناك أحجامًا متفاوتة بين وحدات الجمبري وبعضها في حجم الإصبع، إلى جانب وجود أسماك وسط كميات الجمبري التي شحنت في 5 خزانات، دون استخدام الأكسجين.

وأوضحت نسرين عز الدين، أن هيئة الثروة السمكية ومسئوليها أبلغوا محافظة الفيوم بإرسال زريعة أخرى، وتم نقلها في اليوم التالي، ووصلت نافقة أيضًا، وألقيت في البحيرة، وهو ما يزيد من نسب التلوث فيها بسبب تحلل الجمبري النافق.

الطفيل القاتل
نسرين عز الدين أكدت أن البحيرة أصبحت غير صالحة لنمو الأسماك، بعد انتشار طفيل الإيزوبودا القاتل للأسماك في البحيرة، وأصبحت خالية خلال الفترة الحالية من جميع أنواع الأسماك بسبب الطفيل، مشيرةً إلى أن ذلك هو بداية العلاج والقضاء على هذا الطفيل بإزالة العائل المتسبب في نموه وهو الأسماك، إلى جانب ترك الطفيل في البحيرة وحيدًا مع بعض الكائنات الحية التي عثرنا عليها فيها وتتغذى على "فقس" الطفيل، وبالتالي يمكنها القضاء عليه.

وأوضحت أن إلقاء زريعة الأسماك في البحيرة خلال الفترة الحالية ممنوع لترك مساحة من الوقت للقضاء على الطفيل، وعدم إهدار الزريعة أيضًا، وأن تجربة تغذية الكائنات الحية التي عثر عليها بالبحيرة على فقس طفيل "الإيزوبودا" ثبت معمليًا وننتظر تطبيقه عمليًا في فترة نشاط الطفيل في مايو الجاري وخلال شهور يونيو ويوليو المقبلين.

وتستقبل بحيرة قارون نحو 69% من الصرف الصحى والزراعي والصناعي لمحافظة الفيوم، مشيرًا إلى أن مصرف "البطس" وحده يصب نحو 24 مترا مكعبا من مياه الصرف الثقيلة في البحيرة بالثانية الواحدة.


البخر والتلوث
تعانى بحيرة قارون من عدة أزمات تهدد الحياة البحرية، أولها زيادة معدل البخر بحرارة الشمس نظرًا لاتساع رقعة البحيرة، فهي تعانى في الوقت الحالى من تراكم أملاح مياه الصرف، وضخ الصرف الصحى لمدينة الفيوم ومراكز المحافظة دون معالجة، وتبع ذلك ارتفاع ملوحة مياه البحيرة بشكل مطرد عامًا بعد آخر، فبعد أن كانت ملوحتها نحو 12 جرامًا في الألف عام 1928 أصبحت ملوحتها اليوم 38 جرامًا في الألف، وتتغير هذه الملوحة بتغير منسوب المياه في البحيرة.

وأوضح تقرير لهيئة الثروة السمكية أنه يجب التعامل مع هذه البحيرة بالأسلوب العلمى للمحافظة على منسوب البحيرة ثابتًا، حيث وجد أن هناك تذبذبًا في منسوب مياه البحيرة عامًا بعد آخر -طبقًا للدراسات التي أجرتها وزارة الأشغال العامة والموارد المائية- وتحتاج البحيرة إلى نحو 50 مليون متر مكعب من المياه سنويا، للحفاظ على منسوبها وتقليل نسب الملوحة فيها، حيث أدى ارتفاع نسب الملوحة إلى أن أصبحت بيئة البحيرة تقترب من البيئة البحرية، فانقرضت بذلك أنواع الأسماك النيلية مثل القرموط والثعابين والبنى واللبيس والبياض، فيما عدا البلطى الأخضر الذي له القدرة على التكيف مع الملوحة بدرجة عالية.


الجريدة الرسمية