رئيس التحرير
عصام كامل

ربما تُمطر برلين سُياحًا !!


عهود ووعود تحملها حقيبة الوفد السياحى المصرى المشارك في فعاليات بورصة برلين العالمية للسياحة والسفر ومؤشرات إيجابية على أن الألمان قادمين بقوة خلال الموسم السياحى القادم ومشاركة قوية من الجانب المصرى ولقاءات مهنية مكثفة تتم على هامش فعاليات البورصة وجهود متواصلة لإزالة المخاوف من ارتفاع تكلفة منح تأشيرات السفر والتأكيد على دور الوزارة في المحافظة على القطاع السياحى والسعى نحو حماية السياحة المصرية التي تعانى الكثير منذ 6 سنوات عجاف.


ويجب التأكيد أن أي قرار منفرد يؤخذ دون مشورة الوزارة المختصة أو الوزارة التي تتأثر بالقرار هو أمر مرفوض وفقا لقواعد المنطق! لذا على صناع القرار السياسي والاقتصادى أن يتمهلوا في صناعة القرار خاصة إذا تعلق بالسياحة تلك الصناعة التي توصف دائما بالهشة وأن يشركوا القطاعات المختصة في إقراره دحضا لثقافة الجزر المنعزلة وحتى لا يتم الرجوع في القرار بعد إقراره وبما يضمن المصلحة العليا للبلاد.

وهنا أوكد أن التعويل على وزارة السياحة أو هيئة تنشيط السياحة ومحاولات البعض في التقليل من جهود الوزارة أو هيئة تنشيط السياحة في إدارة الأزمة الراهنة أمر يجانبه الصواب فوزارة السياحة لن تغرد منفردة.

نحن أمام أزمة حقيقية لها أبعاد سياسية في منطقة بالفعل ملتهبة... نحن في حاجة حقيقة لإدارة الأزمة من خلال تضافر جهود كل أجهزة الدولة وتنفيذ حملة علاقات عامة لمصر وليس للسياحة فحسب بحيث يكون لها مردود حقيقى في تحسين الصورة الذهنية لمصر والعمل على إظهار الصورة الحقيقية لمجريات الأمور في مصر.

إن معالجة الأزمة الراهنة يتطلب تحرك سياسي ودبلوماسى... يتطلب إدارة الملفات بشكل تكاملى بين الأجهزة المعنية ودحض ثقافة الجزر المنعزلة.. نحن أمام تحديات حقيقية تواجه اقتصادنا الذي لن يتعافى إلا بتعافى السياحة.

دعنا نتفق أن الطيران عصب السياحة ولن تكون هناك سياحة دون طيران خاصة أن كبريات الدول المصدرة للسياحة ما زالت تُعلق طيرانها إلى مصر، الأمر بات يتطلب التوجه نحو أسواق سياحية جديدة على أن يكون التحرك في قطاع الطيران موازيا للحراك السياحى حتى يتسنى تدشين خطوط طيران للمقاصد المستهدفة.

نحن في حاجة حقيقية للتواجد في المحافل الدولية وبورصات السياحة العالمية وأن إدارة الأزمة الحالية تتطلب ذلك التواجد، لذا فقد كان التواجد في بورصة برلين أحد أكبر البورصات السياحية العالمية ضرورة للتأكيد على إصرارنا على استعادة الحركة السياحية وعدم الاستسلام للظروف الراهنة، وأن المشاركين في بورصة برلين سواء من القطاع السياحى الخاص أو الحكومى كانوا يحاولون بكل قوة لتحريك المياه الراكدة فالمشاركة في تلك المحافل ضرورية لتحسين الصورة الذهنية والالتقاء المباشر بصناع القرار السياحى لإطلاعهم على المستجدات والإجراءات التي اتخذتها الحكومة بشأن تأمين المطارات والمقاصد السياحية، نعم المشاركة كانت ضرورة للتعبير عن جاهزية مصر لاستقبال السائحين بإجراءات احترازية أكثر كفاءة.

نعى أن السياحة تواجه أزمة حقيقية ولكن النقد الهادم لن يجدى ولن يفيد خاصة إذا كانت هناك جهود متواصلة تُبذل فسهام النقد التي وجهها الإعلام المصرى للوزير بشأن سرده للمشكلات التي يواجهها العاملون بالقطاع لم يكن لها مبرر خاصة أن هناك تفهما من الجانب الألمانى لأزمتنا السياحية وانعكاسها على العاملين بالقطاع.

إن التعويل على قطاع السياحة لإحداث فارق إيجابي في اقتصاديات الدولة أمر يستحق أن نقف عنده قليلًا، خاصة إذا كنا على يقين أن السياحة لا تستطيع أن تغرد منفردة ولابد من تضافر وتكاتف كل جهود القطاعات الأخرى للاضطلاع بها من سياسة وأمن وطيران واقتصاد ومشروعات بنية تحتية لذا فإن الشراكة بين جميع أجهزة الدولة للنهوض بالقطاع السياحى ليست ترفًا.
الجريدة الرسمية