رئيس التحرير
عصام كامل

ناجي: الاستغلال السيئ للمحميات بالبيع والإيجار.. «كارثي»

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
18 حجم الخط

حذر محمد ناجي، مدير مركز حابى لحماية البيئة، من استغلال المحميات الطبيعية سياحيا بدون ضوابط، مؤكدا أن هذه الخطوة قد تؤدي إلى نفوق الكائنات الحية المهددة بالانقراض وتدمير النباتات النادرة أو تغيير شكل وطبيعة الطبقة الجيولوجية للمحميات.

وطالب الحكومة بالحفاظ على المحميات الطبيعية وحمايتها من التعديات والتلوث والاستغلال السيئ لها سواء بالتأجير أو الاستثمار، وذلك من خلال تفعيل القوانين وتشديد الرقابة عليها من أجل الحفاظ على التنوع الحيواني.

ناجي أكد أن المحميات تعالج الأخطاء والأضرار التي لحقت بالبيئة بشكل علمى ومدروس، وذلك من خلال المراقبة الدورية والمستمرة لكل النظم البيئية لمعرفة مدى تأثرها بالتغيرات المناخية والنشاط الإنسانى بكل جوانبه، وعدم استغلال الإنسان النظم البيئية والأنواع النباتية والحيوانية بشكل عشوائى أو جائر.

وأضاف أن مصر زاخرة بالأماكن الأثرية والدينية والترفيهية التي يمكن استغلالها كمقاصد سياحية بدلا من استغلال المحميات الطبيعية في الأنشطة السياحية وتعريضها للخطر، وتساءل: “هل انتهت كل الآثار والمزارات في مصر حتى نلجأ للمحميات الطبيعية؟!”.

وأشار إلى أن بحيرة قارون وهى من المحميات الطبيعية تعرضت للتدمير عندما تم استغلالها في الأنشطة السياحية، وأكد أن القرى السياحية التي تم إنشاؤها على شاطئ البحيرة تلقى المخلفات ومياه الصرف الصحى في مياه البحيرة الأمر الذي تسبب في زيادة نسبة ملوحتها واختفاء العديد من الكائنات الحية والأسماك النادرة وتدمير معالم الطبقة الجيولوجية التاريخية بها.

وأضاف أن بحيرة قارون تعد من أقدم البحيرات الطبيعية في العالم، وهى البقية من بحيرة موريس القديمة، مضيفا أنها تتميز بوجود تكوينات جيولوجية مهمة علميا وتاريخيا، وبها مجموعات نباتية متنوعة، وتتوافد إليها الكثير من الطيور المهاجرة والمقيمة.

وأشار “ناجي” إلى أنه تم اكتشاف حفريات ثديية بالمحمية يرجع عمرها إلى نحو 10 ملايين سنة، كما ظهرت فيها حفريات أقدم قرد في العالم، وكذلك بعض الحفريات النباتية والحيوانية.

وأكد أن من بين المحميات التي تتعرض للتدمير أيضا محمية وادى دجلة بالمعادى، خاصة من قبل أصحاب مصانع الطوب والرخام.

وأشار إلى أنه في حال فتح المحميات الطبيعية أمام السائحين لا بد من وضع سياسات خاصة بالسياحة البيئية والتي تضم الأنظمة والقوانين والتشريعات، وإجراء دراسة وتقييم للأثر البيئى للمشروعات السياحية ووضع التوصيات المتعلقة بالحفاظ على المحميات، مؤكدا أهمية التوعية البيئية لكل شرائح المجتمع من خلال وسائل الإعلام.

ولفت إلى أهمية توفير مراكز دخول محددة للمحميات تزود السائح بالمعلومات اللازمة عن المنطقة السياحية، واختيار إدارة سليمة للموارد الطبيعية، مشيرا إلى أهمية توفير الحكومة للدعم المادى لحماية الطبيعة وصيانتها واختيار واستخدام وسائل النقل غير الملوثة للبيئة.
الجريدة الرسمية