رئيس التحرير
عصام كامل

تدهور صحة «بوتفليقة» يشعل معركة الخلافة في الجزائر.. ظهور جديد للشقيق الوريث.. «شكيب» صديق ترامب والأمريكيين.. «أويحيى» رجل المال.. و«بلخادم» مرشح الإسلاميين

فيتو

فتح إعلان الرئاسية الجزائرية تأجيل زيارة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل للجزائر؛ بسبب إصابة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بالتهاب حاد في الشعب الهوائية، الباب أمام التوقعات حول الشخصيات التي ستحكم الجزائر في مرحلة ما بعد "بوتفليقة".


ترصد فيتو أبرز الخلفاء المحتملين لتولي رئاسة بلد المليون شهيد.

الوريث.. الرئيس الظل
سعيد بوتفليقة شقيق الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة من مواليد 1957، يعرف بأنه الرئيس الظل في الجزائر، عرف بطموحه وحنكته وتأثيره اللافت للنظر على قرارات بوتفليقة الرئيس، خصوصا بعد تدهور الحالة الصحية للأخير.

يشغل سعيد بوتفليقة منصب مستشار في الرئاسة الجزائرية برتبة وزير، وقد عين بمرسوم غير منشور، ويتمتع الشقيق الأصغر لرئيس الدولة الجزائرية ومستشاره الخاص، بنفوذ كبير.

تقدر أموال سعيد بوتفليقة حاكم الجزائر المطلق الآن بأكثر من 10 مليارات دولار، والكثير من الجزائريين لم يشاهدوه أبدا ولا يعلمون أنه من يقرر الكثير من الأمور المتعلقة بمصير حياتهم اليومية.

يرتبط سعيد بوتفليقة أو الرئيس الظل بعلاقات وساعة برجال الأعمال وجنرالات الجيش الجزائري، وقد لعب دورا كبيرا في الإطاحة بثعلب المخابرات الجزائرية الجنرال توفيق مدين من منصبه، لذلك يعد أبرز المرشحين لخلافة شقيقه الأكبر عبد العزيز بوتفليقة.

شكيب.. صديق ترامب
شكيب خليل صديق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ووزير الطاقة الجزائري الأسبق، صديق الطفولة لسعيد بتوفليقة الشقيق الأصغر للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة.

خليل من مواليد 8 أغسطس 1939 بمدينة وجدة المغربية، وهو رجل كان فيما مضى صاحب أكبر نفوذ في الجزائر، فسياسته في تسيير مؤسسة سوناطراك التي اعتبرها الكثير ناجعة، بعد رفع إنتاج النفط خلال فترة ترؤسه المؤسسة، أهَّلته لأن يصبح الرجل الأول في وزارة الطاقة.

وهو صديق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وحصل في 1968 على شهادة دكتوراه في الهندسة النفطية من جامعة تكساس بالولايات المتحدة الأمريكية.

وشكيب خليل متزوج من فلسطينية الأصل حاصلة على الجنسية الأمريكية ولديها ابنة تسمى "سيناء" وهي لعبت دورا كبيرا في نجاحه وعلاقته بالمجتمع والإدارة الأمريكية.

أويحيى.. المقرب من الجيش
ومن المرشحين للخلافة بوتفليقة، أحمد أويحيي من مواليد 1952 ويشتهر بقربه من السلطة الحاكمة والجيش، تقلد مهام رسمية للوساطة لحل نزاعات القارة الأفريقية، أسس شبكة علاقات مع رجال الأعمال وتقرب من مراكز صنع القرار.

يميل أويحيى إلى التيار العلماني ويدعم التوجه الغربى والأمريكى في سياسته الخارجية، قاد الحكومة عدة مرات آخرها من 2008 إلى 2012 عندما دبت خلافات في الحزب الحاكم أقيل بسببها.

له علاقة سيئة بالعمال بعد إشرافه على تطهير القطاع العام وتسريح العمالة، عارض زيادة الأجور للموظفين ووصف بالسياسي الأقل شعبية في البلاد.

"بن فليس".. الطامح للرئاسة
يعد رئيس الحكومة الجزائري الأسبق على بن فليس، الأكثر حظا لتولي رئاسة البلاد سواء إذا تعذر على بوتفليقة استكمال عامه الأخير في مدته الرئاسية الرابعة، لأنه يمثل مرشح الجيش ورجال الإعمال.

ويتمتع "بن فليس" بدعم القوى من قبل الجيش الجزائري لـ"فليس"، وكذلك دعم تيار كبير من قيادات "جبهة التحرير الوطني" الحزب الحاكم في الجزائر إلى جانب المنتمين لقطاع العدالة ورجال الأعمال له.

واختاره بوتفليقة في 1999 لإدارة حملته الانتخابية كمرشح للرئاسة، قبل أن يعينه مديرا لديوانه بعد اعتلائه السلطة.

وفى عام 2000 عيّنه الرئيس بوتفليقة رئيسًا للحكومة لينتخب مطلع 2003 أمينًا عاما للحزب الحاكم "جبهة التحرير الوطني"، ونافس بوتفليقة في الانتخابات الرئاسية في 2004.

عبد العزيز بلخادم.. مرشح الإسلاميين
ولد عبد العزيز بلخادم في 8 نوفمبر 1945 في آفلو، وتنقل بلخادم في مساره السياسي بين عدة مناصب مسئولة في رئاسة الجمهورية بالجزائر كإداري ثم نائب بالبرلمان الجزائري الذي ترأسه بين عامي 1990 و1991 كما انتخب أمينًا عامًا لاتحاد البرلمانيين العرب في تلك الفترة قبل أن يختفي عن الواجهة خلال فترة التسعينيات.

وعاد بلخادم إلى الواجهة السياسية مع وصول الرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة إلى الحكم عام 1999، حيث عينه عام 2000 كوزيرا للخارجية ثم وزير دولة ممثل شخصي للرئيس قبل أن يعين رئيسا للحكومة في مايو 2006 حتى العام 2008.

ويوصف بلخادم بأنه أحد أهم رجالات ثقة بوتفليقة منذ وصوله الحكم، كما يحظى بالقبول لدى الإسلاميين بفعل توجهه السياسي الذي يميل لبرامجهم.

ولم يستبعد بلخادم، العودة والترشح مجددا لقيادة الحزب الحاكم بحكم أنه لازال يحظى بثقة عدد كبير من مناضليه كما لم يتوان عن إعلان طموحه لخلافة بوتفليقة في الرئاسة.

كما يعرف رئيس الحكومة الأسبق عبد العزيز بلخادم بعلاقاته الوثيقة والقوية بالدولة الفرنسية.

الجنرال قايد صالح.. أبرز العسكريين
يعتبر قائد أركان الجيش الوطني الشعبي ونائب وزير الدفاع الجزائري الجنرال أحمد قايد أحد أبرز المرشحين لخلافة عبد العزيز بوتفليقة، وهو من أقوى جنرالات المرحلة الحالية، اعتمد عليه بوتفليقة في قيادة الانقلاب على مدير المخابرات الجزائرية محمد توفيق مدين.

تولى قايد صالح قيادة القوات البرية نحو عشرة أعوام، وخلال هذه الفترة كانت البلاد تعيش واحدة من أحلك أيامها فيما عرف بالعشرية السوداء، وهي وصف يطلق على عقد تسعينيات القرن العشرين الذي عاشت فيه الجزائر -إثر العمليات العسكرية بين الجيش الجزائري والجماعات الإسلامية.

كما يعد قايد صالح من الشخصيات المقربة من الرئيس بوتفليقة داخل مؤسسة الجيش، وكان قد دعمه في العديد من القرارات التي اتخذها مثل مشروع التعديل الدستوري الذي كشفت عنه الرئاسة الجزائرية يوم 5 يناير 2016.

فقد اعتبر أن المشروع "بمثابة اللبنة القوية في بناء المسار الديمقراطي في بلادنا، والرؤية المستقبلية الصائبة الرامية لتثبيت مقومات الوحدة الوطنية"، وجاء ذلك في كلمة لقايد صالح أمام إطارات المؤسسة العسكرية.

سلال.. مرشح الشباب
رئيس الوزراء الحالى من مواليد 1 أغسطس 1948، ينظر إليه على أنه شخصية توافقية، تقلد عدة مناصب وزارية وحكومية، وكان مقربا من الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما.

انتشرت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي تؤيد ترشيحه للانتخابات الرئاسية، ويراه البعض بأنه مرشح الشباب في الجزائر نظرا لأنه يعد أصغر المحتملين سنا لخلافة بوتفليقة.

تولى إدارة الحملة الانتخابية لبوتفليقة عامي 2004 و2009، وأيضا يحظى بثقة كبيرة لدى قادة الجيش ورجال الأعمال، عضو في حزب التجمع الوطنى الديمقراطى شريك الحكم.

مرشحون آخرون
ومن ضمن بورصة الخلفاء لبوتفليقة مدير المخابرات الجزائري الجنرال عثمان طرطاق، ومدير الأمن الجنرال عبد الغني هامل، وقائد المنطقة العسكرية الرابعة عبد الرزاق الشريف، ويمكن أن تظهر في آخر لحظة شخصية أخرى قد تقلب كل الموازين وتخلق الإجماع حولها من أجل تولي منصب الرئاسة.
الجريدة الرسمية