رئيس التحرير
عصام كامل

على باب وزير الداخلية!


على باب وزير الداخلية تتبعثر كلماتي الحائرة حول حادثين لم يفصل بينهما أكثر من أسبوع، وتناولتهم وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي بشكل مكثف، ولنا وقفة تأمل أمام كل حادث منهما الأول يتعلق بغرق الشاب العشريني "محمد بدر" ابن مدينة ديروط، والثاني يتعلق بواقعة مقتل الشاب "محمود بيومي" في أحد كافيهات المنتزه.


ففي مدينة ديروط بأسيوط لقي الشاب محمد بدر مصرعه غرقًا بعد مشادة مع أحد ضباط الشرطة، وقام أقارب المجني عليه بتوجيه التهمة للضابط بقتل أخيهم، بمنعهم عن إنقاذه حيث قالوا في اتهامهم إن المجني عليه رفض إهانته أثناء قيام الضباط بتفتيشه وقام برد صفعة الضابط له، وخلال الشد والجذب على حافة الترعة الكبيرة فقد المجني عليه اتزانه وقام الضباط بمنع شقيق المجني عليه من إنقاذه وإطلاق أعيرة نارية حتى لا يقوم أحد بإنقاذه مما أدى لوفاته غرقًا، رغم تأكيد مديرية أمن أسيوط أن المجني عليه حاول الفرار فلقي مصرعه غرقًا.

أكتب تلك السطور وأنا لا أستوعب أن هناك بشر قد يتجرد من معاني الإنسانية ليمنع شخصًا من إنقاذ إنسان أو حتى حيوان وأن قام بهذا الجُرم حقًا عليه أن ينال أقصى عقوبة فأرواح البشر ليست لعبة!

أتمنى أن تفتح وزارة الداخلية وقطاع التفتيش بالوزارة تحقيقًا عادلًا في هذا الأمر، حتى تثلج صدور أقاربه وأشقائه الذين يعملون بالشرطة أيضًا!

وما زلنا نؤكد أن دماء رجال الشرطة البواسل التي تشربتها أرض الوطن على مدار السنين لا تعكر صفوها إلا ممارسات قلة ممن يسيئون إلى هذا الجهاز الوطني المخول له توفير الأمن والأمان والضرب بيد من حديد على أيدي العابثين بمقدرات الوطن وسلامة وأمن مواطنيه.

ومن "محمد بدر" شهيد ديروط إلى محمود بيومي الذي قتل غدرًا بدون ذنب بأحد الكافيهات بحي النزهة لا لشيء إلا أنه رفض أسلوب العاملين بالكافيه في غلق الباب لتحصيل فاتورة الحساب عقب مباراة مصر والكاميرون، فتم قتله.

وعقب ذلك الحادث قامت حملات أمنية موسعة مصاحبة لحملات الحي والأجهزة المحلية لضبط المخالفات وغلق المحال غير المرخصة.

وتبقى مهمة الداخلية قائمة في القبض على البلطجية والخارجين عن القانون والهاربين من تنفيذ أحكامه.. تبقى مهمة الداخلية قائمة في تنفيذ سلطاتها المخولة لها في ضبط الخارجين عن القانون، خاصة أن الكثير منهم يعمل بالكافيهات والمطاعم والمقاهي والكثير أيضًا حولوا الشوارع لموقف كبير يقوموا بتأجيره!.

نعم نريد عصا الأمن الغليظة أن تعود في مواجهة قوى البلطجة والخارجين عن القانون في الوقت الذي نطالب فيه بحسن معاملة المواطنين الشرفاء واحترام حقوق الإنسان، وليس هناك تناقض قط بين المطلبين.

إن دقة الظروف الراهنة تتطلب مجهود مضاعف من رجال الشرطة رغم تزايد حدة المخاطر المحيطة بهم حفظ الله مصر الوطن والشعب، وجعل الله كيد الكائدين في نحورهم.

الجريدة الرسمية