رئيس التحرير
عصام كامل

غزل سياحي بين الأكاديميين والمهنيين بشرم الشيخ


استعادة الحركة السياحة لم تكن البتة مسئولية وزارة السياحة منفردة إنما هي مسئولية تشاركية أيضًا تقع على عاتق المؤسسات الأكاديمية والتعليمية في تقديم الأطروحات وتبادل الرؤى نحو النهوض بالقطاع فضلا عن ضرورة التنسيق والتعاون مع الوزارات المعنية الأخرى لخلق بيئة حاضنة للأنشطة السياحية المختلفة.


الحدث الدولى لتنشيط السياحة الذي تنظمه كلية السياحة والفنادق جامعة الفيوم في شرم الشيخ خلال الأيام القليلة المقبلة برعاية وزارة السياحة يُشكل مزجًا بين جهود الأكاديميين والمهنيين من أجل استعادة الحركة السياحية وتزامنًا مع الاستقرار الذي تشهده البلاد ومسايرة للاهتمام المتنامى للدولة المصرية في حشد الجهود نحو تنمية وتطوير المنتجات السياحية المصرى والترويج لها.

نعم آن الأوان لتضافر الجهود لاستعادة الحركة السياحية الوافدة وتحفيز جهود وزارة السياحة وهيئة تنشيط السياحة نحو رعاية ودعم المهرجانات والأحداث السياحية المختلفة التي من شأنها الترويج للمنتج السياحى المصرى وتعظيم الاستفادة من تلك الأحداث في تحسين الصورة الذهنية للمقصد السياحى المصرى.

وأود التأكيد على أن السياحة قد أصبحت اليوم من أهم الصناعات نظرًا لكونها الأكثر نموًا وتطورًا، كما أنها من أكبر وأوسع الأنشطة الاستثمارية على المستوى العالمي، وفي مصر– على وجه الخصوص– تلعب السياحة دورًا أساسيًا في الاقتصاد المصري إذ تساهم بنسبة 11،3% من الناتج المحلي الإجمالي، ويبلغ عدد العاملين بها نحو 4 ملايين شخص يعملون بالقطاع بشكل مباشر وغير مباشر، كما أنها تمثل نحو 9،2% من إجمالي النقد الأجنبي في مصر.

إن مصر تمتلك من المقومات التاريخية والثقافية ما يجعلها تحظى بمكانة متميزة على خريطة السياحة الدولية حيث تزخر بالعديد من الأنماط السياحية كالسياحة الشاطئية، الثقافية، الرياضية، البيئية، السفاري وغيرها من الأنماط الأخرى وهو ما يتيح لها إرضاء كافة أذواق السائحين.

ولا يخفى على أحد التحديات الاقتصادية الجسيمة التي تواجه المنطقة العربية والتي كان لمصر نصيب كبير منها، حيث ظهر أثرها السلبي على كافة مناحي الحياة وعلى الأخص قطاع السياحة.

إن شرم الشيخ تُعد درة المدن المطلة على سواحل البحر الأحمر حيث السماء الصافية والشمس المشرقة تتناغم فيها الطبيعة وتمتزج الرمال الذهبية بمياه البحر الأحمر في سيموفونية رائعة، وقد عانت هذه المدينة الساحرة من انحسار الحركة السياحية منذ حادث الطائرة الروسية المنكوبة نهاية أكتوبر 2015 وهو الأمر الذي دفع ببعض الدول لتعليق رحلاتها إلى شرم الشيخ.

ولعل الجهود المتواصلة التي تبذلها الأجهزة المعنية والتنسيق القائم مع الجانب الروسى يفرز أملًا جديدًا لتحريك المياه الراكدة حتى تستعيد شرم الشيخ عافيتها من جديد وهذا ما ستسفر عنه الأيام القادمة.
الجريدة الرسمية