رئيس التحرير
عصام كامل

تدشين مرحلة جديدة بين شعبي وادي النيل.. قمة مصرية سودانية في أديس أبابا.. السيسي والبشير يؤكدان صلابة العلاقات الثنائية.. ويبحثان سبل مواجهة التحديات المشتركة


تحرص مصر والسودان على تقوية ودعم العلاقات بينهما في شتى المجالات وسعيا إلى توثيق روابط الأخوة والتي اتسمت بالسعي الدؤوب لكلا البلدين وكبار مسئوليها لتطوير وتعزيز العلاقات الثنائية في كافة المجالات والارتقاء بها إلى مستوى تطلعات شعبي وادي النيل.


والتقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، نظيره السوداني عمر حسن البشير، اليوم الثلاثاء، في أديس أبابا على هامش أعمال قمة الاتحاد الأفريقي.

الحرص المتبادل
يأتي هذا اللقاء استمرارًا للحرص المتبادل من جانب الزعيمين على التواصل والتنسيق المستمر في كل مناسبة إقليمية أو دولية تجمع بينهما، وتأكيدًا لخصوصية وصلابة العلاقات المصرية السودانية، الرسمية والشعبية، الأمر الذي يعزز من حرص القيادتين على التشاور والتنسيق المستمر بشأن كل الموضوعات التي تهم البلدين على المستويات الثنائية والإقليمية والدولية.

شعبا وادي النيل
وأكد الزعيمان المصير المشترك الذي يجمع شعبي وادي النيل، ووحدة المقاصد والأهداف المرتبطة بالأمن القومي لكلا البلدين، ووقوفهما سويًا متكاتفين في مواجهة كل التحديات التي تواجه المنطقة العربية والأفريقية والشرق الأوسط.

تعزيز العلاقات
كما جدد السيسي والبشير التزامهما بتعزيز العلاقات المصرية السودانية في المجالات الاقتصادية والتجارية والثقافية والسياسية والأمنية، والارتقاء بمستوى التعاون بشكل يتجاوب مع تطلعات الشعبين المصري والسوداني، ويُمكِّن الدولتين من البناء على ما يتوفر لديهما من موارد وقدرات هائلة من شأن حسن استغلالها المشترك أن يعم بالخير والرخاء والتنمية على الشعبين الشقيقين.


المرحلة القادمة
كما أعرب الزعيمان عن تطلعهما إلى أن تشهد المرحلة القادمة مزيدًا من التنسيق والتعاون بين مصر والسودان على كل المستويات، وتدشين مرحلة جديدة من العلاقة الأخوية بين البلدين يتم بمقتضاها إطلاق كل القدرات الكامنة لدى شعبى وادى النيل، وتعزيز مشاعر التضامن والإخاء في مواجهة التحديات المشتركة، انطلاقا من وحدة المصير وسلامة المقصد والإرادة المخلصة لتعزيز الاستقرار وتحقيق التنمية والرخاء لكل من مصر والسودان.

اللجنة العليا المشتركة
وشهدت القمم الثنائية السابقة بين السيسي والبشير على قوة ومتانة علاقات شعب وادي النيل بجانب الزيارات المتبادلة بين الزعيمين والتي أعقبها اجتماع الدورة الأولى للجنة العليا المشتركة بين مصر والسودان على المستوى الرئاسي بحضور وفدي البلدين.

وأكدت المباحثات بين الرئيسين في القاهرة والخرطوم وعلى هامش المؤتمرات الخارجية على العلاقة الخاصة التي تربط بين البلدين والشعبين الشقيقين، وما يجمعهما من تاريخ مشترك.

المستوى الرئاسي
وأشار الرئيسان إلى أن رفع مستوى اللجنة العليا المشتركة بين البلدين لتكون على المستوى الرئاسي يأتي تعبيرًا عن إرادة سياسية واضحة للوصول بمستويات التعاون المشترك إلى الآفاق التي تتسق مع ما يجمع البلدين من أواصر مشتركة وكذلك مع الإمكانات الهائلة لتعميق وتعزيز العلاقات المصرية السودانية والتي توليها مصر اهتماما خاصا.

الشراكة الإستراتيجية
كما دعا الرئيسان إلى إطلاق الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين البلدين، والتي تجسد العلاقات الوثيقة والممتدة وترسم الأطر اللازمة لإحراز التقدم في شتى مجالات العلاقات الثنائية.

الروابط التاريخية
وأكد الرئيسان أهمية الروابط التاريخية والثقافية والاجتماعية المشتركة التي تجمع بين مصر والسودان وما يربطهما من علاقات تقوم على الاحترام المتبادل، وشددا على ضرورة العمل على تكثيف التعاون بين البلدين في شتى المجالات والاتفاق على تنفيذ برامج محددة لضمان الوصول إلى التكامل الإستراتيجي المأمول.

التنسيق القائم
ويواصل الرئيسان التنسيق القائم بين الدولتين في إطار المحافل الدولية، بالإضافة إلى أهمية تضافر الجهود الدولية من أجل التوصل إلى حلول سياسية للأزمات القائمة بالمنطقتين العربية والأفريقية، فضلًا عن ضرورة تعزيز الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب ومعالجة الأسباب التي تؤدي إلى تزايد ظاهرة الهجرة غير الشرعية.

اللجنة العليا
وشهد اجتماع اللجنة العليا المشتركة تباحثًا حول عدد من الموضوعات المتعلقة بالعلاقات الثنائية، لزيادة التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين، والتأكيد على أهمية النظر في إزالة عدد من العوائق التجارية القائمة بين البلدين.

مواصلة التنسيق
كما تم التأكيد على أهمية مواصلة تنسيق المواقف بين الجانبين في مختلف المحافل الإقليمية والدولية، أخذًا في الاعتبار تطابق مصلحة الدولتين إزاء أغلب القضايا، ومن ضمنها ملف الأمن المائي.

مجالات التعاون
كما تم الاتفاق بين حكومة البلدين على تعزيز التعاون في مجالات التعاون السياسي والتجاري والزراعي والصحي والسياحي بالإضافة إلى التعاون في قطاعات الاتصالات والكهرباء والتعليم العالي والبحث العلمي.

الشراكة الإستراتيجية
وشهد الرئيسان في آخر قمة عقدت في أكتوبر الماضي بالقاهرة بالتوقيع على وثيقة الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين البلدين وكذا على المحضر الختامي للدورة الأولى للجنة العليا المشتركة على المستوى الرئاسي كما شهد الرئيسان التوقيع على 15 اتفاقية ومذكرة تفاهم وبرنامج تنفيذي في عدد من المجالات المختلفة.

لفتة إنسانية
كما أجرى الرئيس السيسي مؤخرا اتصالًا هاتفيًا بالرئيس السوداني عمر البشير للاطمئنان على صحته بعد إجرائه لعملية قسطرة استكشافية بالقلب وأعرب الرئيس عن تمنياته للرئيس البشير بموفور الصحة، وللشعب السوداني الشقيق بالخير والتقدم والرخاء.

وأبدى الرئيس البشير تقديره للفتة الرئيس مؤكدًا خصوصية العلاقات التي تجمع بين الشعبين الشقيقين، كما تناول الاتصال بحث العلاقات الثنائية بين البلدين والتأكيد على أهمية مواصلة العمل على تعزيزها والارتقاء بها في كافة المجالات، بما يعكس العلاقات الوثيقة التي تربط مصر والسودان على المستويين الرسمي والشعبي.
الجريدة الرسمية