رئيس التحرير
عصام كامل

معركة القنوات الإخبارية في 2017.. انقراض ديناصورات الـ «توك شو».. «النهار» و«سي بي سي» يلجئان للدمج.. ألبرت شفيق قائدًا لـ«إكسترا».. و100 مليون جنيه لبرنامج 


المؤشرات جميعها تؤكد أن معركة الفضاء المفتوح في العام الجديد، ستكون "معركة الأخبار"، والتي بدأت بوادرها مع ظهور قنوات إخبارية متخصصة، أولها قناة "إكسترا نيوز" لمجموعة قنوات "النهار وسي بي سي" التي نتجت عن اندماج قناتي "النهار اليوم" و"سي بي سي إكسترا" في قناة إخبارية واحدة بهدف زيادة القوة الإخبارية للشبكتين، وتحررها من المحلية إلى العالمية.


وفي الوقت الذي تستعد فيه أيضًا شبكة قنوات "أون" لإعادة إطلاق محطتها الإخبارية "أون لايف" في ثوب جديد خلال يناير المقبل، تعكف أيضًا شبكة قنوات "دي إم سي" على وضع الترتيبات النهائية لإطلاق منصتها الإخبارية ""دي إم سي نيوز".

تقليص الـ«توك شو»
البداية من "النهار وسي بي سي" التي يبدو أن مساحة الـ"التوك شو" على شاشتها ستكون ضئيلة للغاية، وفقًا لما تؤكده مصادر من داخل المجموعة، حيث استقرت مؤخرًا على تقليص عدد برامجها وتوحيدها تحت راية برنامجها القديم "آخر النهار" ووقف غالبية البرامج الأخري.

ومن المقرر أن يتناوب على تقديم البرنامج كل من خالد صلاح، وخيري رمضان، ومحمد شردي، ومحمود سعد، في حال نجحت الشبكة في استعادته مرة أخرى، بجانب الإبقاء على برنامج الإعلامية لميس الحديدي.

كما ستدمج المجموعة أيضًا مجموعة من برامج المنوعات، ويتم إلغاء برنامج "أهل المحبة" للإعلامية مني عبد الوهاب، الذي كان من المقرر أن ينطلق خلال الفترة المقبلة، وبرنامج "المتوحشة" لسالي عبد السلام فور انتهاء موسمه الحالي، على أن تقدم الاثنتان برنامجا واحدا وينضم لهما المذيع خالد عليش.

نجاح أديب
أما شبكة قنوات "أون" فتدخل سباق 2017 وهي منتعشة بجملة من النجاحات التي أحرزتها على مدى الثلاثة أشهر الماضية بفضل نجمها الأول عمرو أديب، الذي اعتلي برنامجه عرش صدارة برامج "التوك شو" بجانب الانطلاقة القوية لقناة "أون سبورت" والتي تفوقت بشكل لافت على نظيرتها "دي إم سي سبورت".

غير أنه يتبقي للشبكة رهان آخر على قناة "أون لايف" والتي تنطلق في ثوب مختلف في شهر يناير، بعد أن أوشكت الإدارة على الانتهاء من وضع اللمسات النهائية وتجهيز الاستوديو الجديد الذي تنطلق منه.

وكما تمت الإشارة سابقًا إلى أن العام الجديد سيكون هو عام الإخباريات المتخصصة، وبزوغ شمس نجوم جديدة، فقد شكلت إدارة القناة لجنة متخصصة لأول مرة لاختبار عدد من المذيعين الجدد على مدى أسبوع كامل، ووقع الاختيار على نحو ثمانية مذيعين من بينهم ثلاثة كانوا يعملون بقناة "الغد العربي".

أكبر غرفة أخبار

وأشارت المصادر إلى أن القناة تنطلق بنظام "اتش دي" من أحد أكبر الاستديوهات بمدينة الإنتاج الإعلام في العشرين من يناير المقبل، وتضم أكبر غرفة أخبار تشهدها الفضائيات المصرية، وتبث على مدى الـ 24 ساعة، مع وجود نشرة إخبارية على رأس كل ساعة، ونشرتين رياضيتين، ونشرة اقتصادية، بجانب نشرات من مختلف المحافظات أيضًا.

وأضافت المصادر أن القناة ستحمل طابعًا عالميًا، وسيكون هناك نقل للأحداث من مختلف دول العالم عبر الأقمار الصناعية، وأن كافة برامج القناة ستتحول إلى برامج إخبارية، وسيكون هناك برنامج جديد للإعلامية أماني الخياط يحمل اسم "بين السطور" لتحليل ما وراء الأخبار، بجانب برنامج للإعلامي معتز بالله عبد الفتاح.

واستمرارًا في تقديم توليفة متنوعة تقدم شبكة قنوات "أون" برنامجا اجتماعيا جديدا للإعلامية شريهان أبو الحسن، ويشاركها في تقديمه ثلاث مذيعان أخريان، حيث سيكون أحد أكبر برامج المنوعات على الساحة، بجانب البرنامج الأضخم في مصر "كل يوم جمعة" للإعلامي الكبير عمرو أديب، الذي انطلق الجمعة الماضية بحلقة النجمة اللبنانية إليسا.

ووفقًا لحديث المصادر فإن "كل يوم جمعة" سيستمر حتى شهر رمضان المقبل، ويحمل مفاجآت بالجملة، وضيوفًا من أبرز نجوم الساحتين الفنية والرياضية، من بينهم النجمة اللبنانية مريام فارس، كما ستكون النجمة مايا دياب هي ضيفة البرنامج في رأس السنة، في سهرة خاصة.

التألق اللافت الذي بدت عليه "أون" الفترة الماضية، والانطلاقة الجديدة لمجموعة "النهار وسي بي سي" ربما رفعت من درجة الحرارة داخل شبكة قنوات "دي إم سي" فتسارعت وتيرة العمل داخلها، خاصة بعد تشكيل مكتب تنفيذي للقناة يضم ثلاثة من أصحاب الخبرات الواسعة في فن صناعة المحتوى، وهم يسري الفخراني، ومحمود التميمي، ومحمد السعدي.

وقررت الشبكة التعجيل بإطلاق إصدارين جديدين للحاق بركب هذه القنوات، حيث استقرت مؤخرًا على الثالث عشر من شهر يناير المقبل موعدًا لإطلاق قناتيها العامة، والدراما.


وكشفت مصادر بالشبكة، أن القناة العامة ستعتمد في انطلاقتها الأولى على برنامج "شيري ستوديو" للنجمة شيرين عبد الوهاب، والذي تبلغ تكلفته الإنتاجية ما يقرب من المائة مليون جنيه.

وتأتي المفاجأة الكبري للقناة، بحسب المصادر- بحصولها على حق إذاعة العمل الفني الجديد للنجمة شريهان، بشكل حصري على شاشتها، والذي يتضمن 13 مسرحية استعراضية، من إنتاج جمال العدل، وإخراج خالد جلال

وسيذاع على شاشة القناة العامة بالتزامن مع انطلاقها، بعد أن كان من المقرر إذاعته في رمضان المقبل، ليكون بمثابة طوق النجاة للقناة، التي تأجل موعد انطلاقها أكثر من مرة، حتى أفلت منها زمام المبادرة لصالح شبكة قنوات "أون" وقنوات أخرى منها "إكسترا نيوز" التابعة لمجموعة "النهار وسي بي سي".

كمال والحصري
كما أضافت المصادر أن خريطة القناة العامة تعتمد أيضًا على برنامج الـ "توك شو" الرئيسي للإعلاميين أسامة كمال، وإيمان الحصري، بجانب البرنامج الصباحي للإعلامي رامي رضوان، والذي يشاركه في تقديمه ثلاث مذيعات جدد، هن داليا أشرف، وآية جمال، وآية الغرياني.

في "معركة الأخبار" تدخل القناة سوق المنافسة بقناة "دي إم سي نيوز" والتي تم تأجيل ظهورها لشهر أبريل المقبل، بهدف التجهيز لها على مستوى أفضل من أجل الدخول في دائرة المنافسة مع قناتي "أون لايف" و"إكسترا نيوز".

المصادر ذكرت أن القناة ستخوض السباق بأقوي هوية بصرية لقناة أخبار في مصر، من حيث الشعار، والألوان، والموسيقي، والديكور أيضًا، بتصميم من إحدي أكبر الشركات العالمية العاملة في مجال الإعلام.

كما ذكرت أن ستوديو القناة بما يحتويه من معدات وأجهزة، وغيرها تم تصميمه بالكامل في إحدي الدول الأوروبية، وسيصل خلال الفترة القليلة المقبلة مجموعة من الخبراء من هذه الدول لوضع اللمسات النهائية للاستوديو.

وأضافت أن القناة استقرت على طاقم المذيعين والهيكل التحريري للقناة، بقيادة منال الدفتار، وسيكون هناك وجوه جديدة على شاشة القناة، وشكلت لجنة لاختبارهم، بجانب مذيعي القناة الرئيسيين القادمين من قناة "سي بي سي إكسترا" والذين تم التعاقد معهم منذ فترة على رأسهم عمرو خليل ومحمد عبد الرحمن.

وأوضحت أنه هناك "استايل" موحد لكافة مذيعي القناة، على غرار ما قدمته "إكسترا نيوز" حيث لا تضم القناة بين صفوفها أي مذيعة من فئة المذيعات البدينات وفقًا لما أكدته المصادر.

"الحياة".. "بقي لونها تركي"
أما فضائية "الحياة" فيبدو أنها هي الأخري قررت الدخول في معترك القنوات الإخبارية، بعد حالة التراجع الحاد التي سجلتها القناة في 2016، إثر الهزة المالية العنيفة التي تعرضت لها وكادت تقضي على ما تبقي منها.

ربما أدركت القناة مؤخرًا أن المزاج العام بدأ يتجه ناحية الخبر على حساب التحليل والمحتوى، إذ كشف مصدر مسئول بالشبكة أنه سيتم إطلاق قناة إخبارية جديدة تحمل اسم "الحياة تركي"، ستكون معنية بالشأن التركي وتغطيته على مدى الساعة دون أن يفصح عن مزيد من التفاصيل ليكون الأمر مفاجئا لجمهور الشبكة العريض.

المحور.. عايشة على فلوس "تامر"

في قناة "المحور" لا وجود لمفاجآت، حيث تعتمد المحطة على برنامجها الرئيسي "90 دقيقة" والذي شهد قفزة كبيرة مع عودة مذيعه المخضرم معتز الدمرداش قبل نحو شهرين.

وتعتمد القناة على المواد الإعلانية على البرنامج، خاصة وأن حلقات الأربعاء، والخميس، والجمعة التي يقدمها الفنان تامر عبد المنعم تسهم في إسعاف الخزينة المالية للقناة،

ونجح "تامر" بمعاونة أحد أصدقائه من رجال الأعمال المحسوبين على نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك، في التعاقد مع أحد الرعاة وجلب مواد إعلانية للبرنامج قيمتها 350 ألف جنيه شهريًا بحسب مصادر من داخل القناة.

وتضيف المصادر أن "تامر" كان السبب الرئيسي في رحيل الإعلامية إيمان عز الدين عن البرنامج مؤخرًا، إذ طلبت "إيمان" زيادة مساحة ظهورها في البرنامج، لكن "تامر" وشقيقه أشرف عبد المنعم رئيس القناة عارضا الأمر.

المصادر ذكرت أنه عقب رحيل "إيمان" اقترحت الإدارة زيادة حلقات معتز الدمرداش إلى خمس حلقات في الأسبوع، بدلًا من أربع، وخفض عدد حلقات "تامر" إلى حلقتين فقط، لكن "تامر" هدد بالانسحاب من البرنامج وسحب الرعاة أيضًا، الأمر الذي أجبر الإدارة عن تراجعها عن هذه الخطوة حتى لا تخسر المبلغ المالي الذي يدره "تامر" والمقدر بـ 350 ألف جنيه على رأس كل شهر.

في أوربت.. لا مكان للسياسة
في شبكة قنوات "أوربت" تبدو ملامح خريطتها الجديدة خالية من أي محتوى سياسي حتى في برنامج الـ "توك شو" الأقدم في مصر والوطن العربي "القاهرة اليوم"، إذ قررت الشبكة مؤخرًا حظر الحديث في أي موضوعات أو أخبار سياسية ومنع استضافة الساسة والمحللين، ليتحول البرنامج في شكله الجديد عقب رحيل الإعلامي عمرو أديب وإسناد مهمة تقديمه للإعلامي جمال عنايت، والفنان الكوميدي إدوارد إلى برنامج ترفيهي ينتمي إلى قائمة برامج المنوعات، وتحمل أغلب فقراته طابعًا فنيًا، مع وجود فقرة رياضية وأخري عن السياحة بشكل أسبوعي.

وذكرت مصادر من داخل الشبكة، أن ثمة توجيهات وردت من الإدارة السعودية للمحطة بضرورة التركيز - فقط- على الجوانب الإيجابية في حياة المصريين، لتحسين صورة مصر بالخارج وعدم إلقاء الضوء على أية مشكلات اقتصادية أو اجتماعية، خاصة وأن "القاهرة اليوم" يتمتع بقاعدة مشاهدة عريضة في مختلف الدول العربية.
الجريدة الرسمية