رئيس التحرير
عصام كامل

من «العلماء» إلى «الشباب».. السيسي وصناعة الأمل


ولكن لماذا العلماء والشباب؟

إن الشباب هم أكثر الفئات المهمومة بالمستقبل، وإذا تفهمنا ذلك تيسر التواصل معهم، الشباب يمكن أن يحتمل ضيق الحال والظروف المتردية التي يمر بها الوطن والمجتمع مضطرًا، ولكنه لا يصمت أمام سوء توزيع الفرص والفساد.. ومن هنا تحرك الرئيس السيسي بحكمة ليصنع الأمل بتواصله مع الكتلة الحرجة في المجتمع وهي الشباب، ليفتتح الحوار الفعّال الذي افتقدناه في المجتمع المصري منذ عقود بين رئيس وشباب نحو مستقبل الشباب المصري.. كما اعتمد على العلماء المصريين من خلال مؤتمرهم بالغردقة ثم الشباب المكافح كقدوة للأجيال القادمة في ظل ما أفسدته الميديا والسلوكيات السيئة في أفكار الشباب لتكون فكرا تشاؤميا مضادا..


أما عن سوء الأحوال الاقتصادية فقد وضح جليًا للشباب أن مصر بلا حلفاء والكل يحاول تركيعها وكان آخرها الصراع السياسي مع دول الخليج، ورغم هذا وذاك فإن مؤتمر علماء مصر بالغردقة أكد أن ثروة مصر البشرية الحقيقية ٨٦٠٠٠ عالم مصري.. ثم جاء تكريم النماذج المشرفة بدءًا من "مني" العاملة الأمية إلى الشاب الذي فقد قدمه في سيناء، ومازال ينحت في الصخر لإعلاء اسم مصر رياضيًا، فكان التكريم الأدبي خطوة على الطريق ليتبوأ المكرمين قدوة لشبابنا بمثابة قبلة الحياة للشاب الذي يحلم بحياة كريمة شريفة ومجتمع يحترم جهده ويقدره بالعلم والعمل بدون أن يسلك طريق الإجرام أو البلطجة في نموذج سيطر على المجتمع وقدمه الإعلام المصري في مسلسل الأسطورة على يد الممثل محمد رمضان.

لم تكن هذه الاحتفاليات لأشخاص وإنما إعلاء لقيمة العلم والعمل وحب الوطن والكفاح، بل إنه كان إحياء للأمل في قلوب الشباب المصري لإعادة بناء كيان الدولة المترابطة كخطوة على الطريق الصحيح أمام نماذج فاسدة فرضت نفسها بالبلطجة مجتمعيًا بعد أحداث يناير مما جعل مصر دولة طاردة للكفاءات، وأصبحت من أكبر الدول التي تستهدفها الدول طالبة الهجرة بل وأنها على مر العقود السابقة أصبحت الدولة الأولى في العالم الطاردة للعلماء بواقع ٨٦٠٠٠ عالم مصري، يشغل منهم ٤٢ عالما مناصب رئيس جامعة عالمية إلى جانب ٨٥٠٠٠٠ خبير في العلوم التطبيقية لتحتل مصر المرتبة الأولى عالميًا، رغم أن مصر احتلت المرتبة رقم ١٣٩ من ١٤٠ دولة في التعليم.. ولكن قد يمثل استقطاب ١٪‏ من هؤلاء العلماء طفرة استثنائية وبالاعتماد على شباب صبور مكافح فإن الرئيس يلمح أنه قادر على حل الأزمة بأسلوب استثنائي مختلف عن أفكار الوزراء والحكومات الحالية والسابقة ويستطيع تحقيق المعجزة المصرية ولم شمل المجتمع المفكك من عقود.. كما استطاع سابقًا العبور بمصر من براثن الفاشية الدينية في وقت راهن الكثيرون على سقوط الوطن. 

إن الرئيس شرع في اتجاهين قادرين على بناء حقيقي للدولة وتحدي الروح الانهزامية والتصدع المجتمعي وكسر منظومة فساد متوغلة في الثقافة المصرية بتقدير وإعلاء القيم القادرة على بناء الحضارة.. ورغم كل الإحباطات والتحديات الاقتصادية فما زال الرئيس يمتلك حنكة بناء الروح المعنوية وتنظيم الصفوف لوطن يتعرض لحرب ممنهجة أمام الإرهاب والفساد والسلوكيات المجتمعية، ورغم تردي الأوضاع الاقتصادية فهو رئيس يرمم بنيان الدولة بقيم العلم والعمل وليس بالخبز وحده يحيا الإنسان.
 

عندما نتأمل هذين المشهدين نري مصر العظمي قادمة وندرك أن فكر الرئيس يعمل بأسلوب غير نمطي ولم نعتده ويمتلك من الطموح والإصرار نحو حلم يفوق خيال الآخرين... وأتمني أن يكون هذان المشهدان هما بداية موفقة لصناعة الأمل من خلال العلم والعمل، ومازال الطريق طويلا ونتمني له تحقيق حلم مصر العظمي.. لإحياء الحضارة المصرية العريقة الرابضة في عمق الشعب المصري.. وهذه هي مصر وستظل هي الحضارة والتاريخ.
الجريدة الرسمية