رئيس التحرير
عصام كامل

وفي الآخر عاوزينه ناجحا!


انتشرت من كام يوم صورة على مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" لإحدى المدرسات كانت تضرب طفلا في الصف الثانى الإعدادي و"جايباه" تحت رجليها -كما يقال- دون أدنى شفقة أو حنية.


والصراحة الصورة دي فكرتني بموقف كان حصلي أنا شخصيًا وأنا في مصر عام ٢٠١٢ وبقول وأنا في مصر لأني حاليًا في روسيا بدرس في جامعة "جوفاش"، المهم الموقف ده عمره ما هيتمحي من ذاكرتي.

"وأنا في تانية إعدادي كنت في فصل من الفصول اللي كان بيبقى جنب رقم الفصل حرف الميم يعني فصل متميزين، المهم في الوقت ده كان دخلنا مدرس إنجليزي تقريبًا جاي من الأرياف، وكان لسه جديد في المدرسة".

"المهم دخلنا آخر اليوم بيقول لنا: "حدانا في البلد لما الراجل بيتجوز لازم ليلة الفرح يرن المرة اللي معاه علقة كنوع من التعارف برجولته وشكامته ليلة الدخلة!" وكمل كلامه: "علشان كده هضرب كل واحد فيكم 6 عصيان وعاوز أسمع صوت دكر فيكم".

"المهم لما دخل قال كده كله استسلم للأمر الواقع ومش هقول أني عملت فيها البرنس وقولت مش موافق والجو ده بس وقفت فعلًا وفتحت إيدي وسكت ومظهرتش قدامه أني بتألم ولو ثانية علشان ميحسش أنه فعلًا قدر يكسرني أو يخليني اتألم، المهم بعد ما خلص حبيت أصور علشان لما أروح أوري والدي بيعاملونا إزاي في المدارس الخاصة الغالية مش حتى الحكومة! وحظ المدرس جه في لقطة وولد بيبوس على إيده وبيقوله مش عاوز أتضرب والولد اللي بعده المدرس قاله بالنص: "هسيبك بس لو رقصتلي بلدي!".

طبعًا كانت كارثة مفجعة وأفتكر أني ساعتها رفعت الفيديو على اليوتيوب وكان حقق ليلتها 3000 مشاهدة وعمل ضجة وسط المدرسة ووالدي راح تاني يوم لناظر المدرسة علشان يشوف حل في الموضوع ده، وفعلًا قالوا هيمشوه، لكن المشكلة أنهم مشوه لكن من الفصل بس مش من المدرسة!

وساعتها الناظر قال لبابا: "خلي بولا ييجي وميخافش"، المهم روحت المدرسة لقيت مشرفة الدور وخداني وبتقولي الناظر عاوزك افتكرت أن الموضوع هيكون مثلًا تحية على عدم خوفي أو كده، بس لما نزلت كانت المفأجاة الكبرى، سحبوا مني الموبايل، ومنعوا دخول الموبايلات اللي بكاميرا المدرسة!

يعني بدل ما يساعدوا على حفاظ سلامة الأطفال بيساعدوا اللي بيغلط على أنه يفضل في أمان وسلام! وعمرنا ما هنتقدم طول ما الطفل بيخاف يروح المدرسة أو الحضانة خوفًا من أن المدرس اللي المفروض يكون مربيا فاضلا وإنسانا يضربه أو يعتدي عليه بأي شكل من الأشكال، لو حابين فعلًا يكون الشباب واعيا ومثقفا وناجحا وينفع تاخدوا رأيه في كل شيء يخص البلد، يبقى عليكم وعلى مراقبة كل شخص بيساعد في تكوين شخصية الطفل وفي تعليمه.
Twitter.com/PaulaWagih
الجريدة الرسمية