رئيس التحرير
عصام كامل

«الأمانة العامة لدور الإفتاء» مقر التقاء علماء 20 دولة بالقاهرة.. مؤتمر دولي للسيطرة على المراكز الإسلامية بالخارج.. تدريب الكوادر الإفتائية بالجاليات المسلمة.. 5 مبادرات تؤكد الريادة الديني

 دار الإفتاء المصرية
دار الإفتاء المصرية

دشنت دار الإفتاء المصرية العام الماضى، الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم بناء على توصية المؤتمر العالمي "الفتوى إشكاليات الواقع وآفاق المستقبل" الذي عقد في شهر أغسطس عام 2015.


وفى منتصف ديسمبر من العام الماضى، أعلن الدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية، إنشاء الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم ومقرها مصر، بحضور علماء ومفتين من ٢٠ دولة، لمواجهة فوضى الفتاوى والتصدى للإرهاب، ليكون بذلك أكبر كيان يجمع المفتين في جميع أنحاء العالم.

وتعقد الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، مؤتمرا عالميا يومى الإثنين والثلاثاء المقبلين، يجمع المفتين والعلماء والباحثين من جميع قارات العالم، تحت عنوان "التكوين العلمى والإفتائى لأئمة المساجد في الأقليات المسلمة"، تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، وبحضور علماء ووفود من 80 دولة.

ويأتى موضوع المؤتمر، بعد أن لاحظ الدكتور شوقى علام مفتي الجمهورية، أثناء زياراته الخارجية الاهتمام البالغ من كل دوائر اتخاذ القرار وتنمية الوعي في البلاد التي زارها بمبادرة الرئيس لتجديد الخطاب الديني، وساعده ذلك على اقتراح أن يكون المؤتمر الأول للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم تحت هذا العنوان.

وتسعى الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، من خلال المؤتمر لتجديد الخطاب الديني الذي يضمن للأمة الإسلامية القيام بدورها الحضاري في الرقي بالمجتمعات وتنميتها، باعتباره يرسم الخريطة الواضحة لمسيرة مواجهة الفكر بالفكر، ومعالجة الفكر السقيم بآخر صحيح معتدل، والتفاعل مع قضايا الأمة الإسلامية بالداخل والخارج، ودفع كافة الشُّبه والأباطيل التي ألصقها مدعو التدين إلى الإسلام والمسلمين.

المراكز الإسلامية

وفطنت الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم مؤخرا، إلى أن أغلب المراكز الإسلامية في البلاد التي يوجد بها جاليات مسلمة في الخارج، يسيطر عليها المنتمون لتيار الإسلام السياسي الذي يعملون بخطط منظمة للنيل من ريادة ومكانة الدولة المصرية وخاصة في الجانب الديني.

ورأت الأمانة العامة، أن وجود المراكز الإسلامية كذلك يعد خطرا لا يصحُّ تركه بدون مواجهة فعالة تستعيد الريادة المصرية العالمية في المجال الديني والإفتائي، وخاصة وأن الماضي القريب يشهد بأن هذه المراكز كانت تدين بالتبعية للدولة المصرية في منتصف القرن الماضي.

الجاليات المسلمة
واكتشفت الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، أن واقع الجاليات المسلمة يزداد صعوبة يومًا بعد يوم في ظل ظاهرة الإسلامو فوبيا التي تسيطر على الواقع الذي يعيشه أغلبهم، وخاصة أن هذه الصعوبة في أكثر الحالات يكون المتسبب فيها بعض المنتسبين إلى الإسلام بأفعاهم اللا إنسانية الخالية من القيم والمليئة بالكراهية لكل مخالف، ورأت أنه لا بد من وجود بديل لتلك الصورة المشوَّهة التي تزداد سوءًا إذا لم يتم تداركها.

تدريب الكوادر
ولاحظت الأمانة العامة، ضعف الكوادر الإفتائية في الجاليات المسلمة، وتبنيها مناهج غير معتدلة، بما يمثل تهديدًا كبيرا للمنهج الوسطي المعتدل الذي يمثل المادة الفعالة في الريادة الدينية المصرية، واكتشفت مراكز الأبحاث المهتمة بشأن الجاليات تراجع تبني المنهج المعتدل حتى لدى الباحثين الأكاديميين.

ومن المقرر، أن تخرج عن المؤتمر عدة مبادرات من أهمها:

الجاليات المسلمة
وتهدف المبادرة إلى إنشاء آلة بحثية لخدمة الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم لتحقيق الرصد الدقيق والمتابعة الرصينة لأوضاع الجاليات الإسلامية في الخارج، ومساعدة صناع القرار في المؤسسات الدينية والإفتائية على اتخاذ المواقف وبناء السياسات والبرامج التي تحقق صالح تلك الجاليات وتدفع في اتجاه حل مشكلاتهم والتغلب على المعوقات التي تواجههم.

إعلان القاهرة 
وتسعى الأمانة العامة إلى إصدار إعلان من القاهرة بلد الحضارات التاريخية والأزهر الشريف الوثيقة الأولى لمبادئ التعاون والتعايش للجاليات المسلمة في بلدان العالم لتمثل مرجعا للإفتاء والعمل ولتنظم العلاقة بين المسلمين بعضهم مع بعضهم وكذلك مع غيرهم داخل الجاليات المسلمة حول العالم، ويهدف إلى إرساء مبادئ تتعلق بمفاهيم مثل: التعايش الفعال، والإخوة الإنسانية، واحترام الاختلاف، والحفاظ على الحريات، واحترام الدساتير والقوانين وسيادتها، ونبذ الكراهية، إدارة التطرف.

 الدعم العلمي والفني
وتحاول هذه المبادرة وضع تصور تفصيلي لكيفية تنفيذ العلميات الإفتائية ومتابعتها بشكل مؤسسي، لما تسير عليه دار الإفتاء المصرية في أداء مهامها الإفتائية، وخاصة وقد قامت بتقديم استشارات سابقة في هذا السياق.

المهارات الإفتائية

وتستهدف الأمانة العامة من هذه المبادرة نشر المنهج الوسطي في ممارسة الفتوى ولالتزام بها التزاما تامًا، ومراعاة مقاصد الشرع الشريف في ممارسة الفتوى مراعاة دقيقة، ونشر قيم الإفتاء في المجتمع بكفاءة وفاعلية، ومراعاة معايير جودة الأداء الإفتائي، وإدارة الأداء الإفتائي بكفاءة وفاعلية، وإدارة المؤسسات الإفتائية بما يحافظ على استقرار المجتمعات وأمنها.

الأقليات المسلمة
وتعمل تلك المبادرة على إنشاء ملتقى يجمع الباحثين والدارسين من مختلف التخصصات التي تتعلق بشئون الأقليات المسلمة، وتعقد حلقات نقاشية حول هذه الشئون وتخرج بورقة عمل رصينة تتعلق بضبط التعامل مع قضية من قضايا الأقليات، في شكل ندوات دورية يشارك فيها الباحثون وأبناء الأقليات في شكل تفاعلي بنَّاء.
الجريدة الرسمية