رئيس التحرير
عصام كامل

مصر يا خلق هو


أصبح الكلام عن الجزيرتين «تيران وصنافير»، شيئًا ماسخًا لا طعم له، وقد تأكد لديَّ من الجدل الذي أثير من المعارضين لهذه الاتفاقية أن البعض لا يعارض من أجل مصر أو من أجل القضايا الوطنية، ولكن المعارضة عندهم أصبحت تنفيذًا لأجندات غربية لا همّ لها إلا تخريب الوطن وتحويله إلى أنقاض، وللأسف فإن القوى التي تقود المعارضة وتحاول تشويه الحقائق ليسوا إلا حفنة من الاشتراكيين الثوريين الذين يعيشون على وهم إحياء الشيوعية، وهؤلاء في الأساس لا يؤمنون بحدود ولا أوطان مثلهم في هذه المسألة مثل جماعة الإخوان الإرهابية، هدفهم الأسمى هدم مؤسسات الوطن من أجل أن يقيموه وفقًا لأفكارهم، فلا موضوع الجزيرتين يهمهم، ولا إعادة ضمهما لمصر يحرك لهم جفنًا.


وقد استبان لي أيضًا أن بعض من يعارض تلك الاتفاقية لا يعارضها لذاتها، ولكنه يعارضها من أجل أنه يحمل موقفًا معارضًا للرئيس عبدالفتاح السيسي، ومن أجل هذه المعارضة يهمه بكل الطرق -بما فيها تزوير واصطناع الوثائق- أن يثبت أن الرئيس كان مخطئًا في إبرام هذا الاتفاق، هؤلاء أيضًا لا يهمهم من قريب أو بعيد إثبات مصرية الجزيرتين ولكن ما يهمهم فقط تخوين الرئيس ووضعه في دائرة المفرط في حقوق وطنه.

وحين دخل الإخوان الإرهابيون على خط المعارضة، وضح أنهم يريدون تثوير الناس بأي شكل وإعادة إنتاج ركوب القوى السياسية المدنية، وللأسف يبدو أن القوى السياسية أدمنت ركوب الإخوان على ظهرها، ولو فرض جدلا واستطاعت المعارضة الهشة للاتفاقية تحريك الجماهير فإن هذه القوى ليس لديها أي أجندة أو برنامج أو فكرة تتيح لها السيطرة على المشهد وطرد الإخوان من الصورة المصرية، بل وضح من جهل تلك القوى السياسية بالإخوان وأساليبهم أنه ليس لديهم أدنى فكرة عن ميليشيات الإخوان المسلحة التي توقفت مؤقتًا، ولكنها لم تنته وما توقفها إلا من أجل الحفاظ عليها من الضربات الأمنية وإعادة ترتيب أوراقها..

ولكنها حتما عندما ستجد الفرصة فإنها ستسعى إلى التعبير عن نفسها وتنفيذ أجندة تنظيمها، خاصة أن تلك الجماعة أصبحت على ثقة من أن النخب السياسية المزيفة والمراهقة في مصر سريعة النسيان، وأنها حتمًا نسيت ما حدث من الإخوان في أحداث محمد محمود، أو ما فعلته الجماعة معهم في أحداث المقطم وقصر الاتحادية! ولله في خلقه شئون.
الجريدة الرسمية