رئيس التحرير
عصام كامل

ناجح ولا مميز ؟؟


قال أحد أصدقائي وإحنا قاعدين بنتكلم «عاوز اسالك سؤال يهمني أعرف سبب الإجابة»؛ في البداية مفهمتش قصده بس قولتله تمام وبدأ يوجه لي الأسئلة.


قال: مين أحسن موسيقار بتحبه عربي؟؟

قلت: عمر خيرت!

قال: طيب مين أحسن موسيقار بتحبه بس أجنبي؟؟

قلت (في ذهول تام): ياني - YANN

قال: طب مين أحسن كاتب عربي؟؟

قلت: طه حسين -عميد الأدب العربي-

قال: طب أكتر كاتب بتحب تقرأ له بس أجنبي؟

قلت: توم بيترز - Tom Peters

وقعد يسألني كتير بقي من الأسئلة دي وبعد ما خلص أخيرًا لقيته بيبص لي وبيسألني طب هو ايه اللي مخليهم كده؟ أو بمعني أدق أشمعنا جاوبت بدول؟

ساعتها قعدت أفكر فعلًا إيه الفرق بينهم وبين أي حد تاني وأشمعنا دول اللي جم على بالي ساعتها؛ ساعتها قولتله يمكن علشان مميزين فبصلي باستغراب اللي هو بجد؟! مكنتش عارف من غيرك هعمل إيه!!

هو فعلًا الفرق بينهم وبين أي حد تاني أنهم قرروا يبقوا مختلفين؛ يعني ببساطة أنت لو عاوز تنجح بسيطة شوف اللي قبلك عمل أيه وأعمل زيه لكن لو عاوز تنجح بجد ويبقي ليك بصمتك حاول أنك تبدع أخرك من دايرة الأمان أو زي ما بيقولوا عليها كده الـSafe Side لأن ببساطة أكيد هما مش مختلفين عننا في حاجة غير حاجة واحدة بس وهي أنهم عرفوا هما ممكن يبدعوا في أيه وأزاي بس!.

يعني في مثلًا ناس كتير شباب بشوفهم دلوقتي مثال مُشرف وبيحاولوا أنهم يبقوا مميزين؛ زي دكتور أشرف حمدي اللي كنت تكلمت عنه في مقالي (كنزك الحقيقي جواك) واللي كل يوم بيثبتلي قد إيه أنه عبقري في الكاريكاتير والأفلام المتحركة.

أو الفنان ميشو طلعت -رسام البورتريهات- واللي شغله بقي مميز وأعرف اميزه من غير ما أشوف الأمضاء بتاعه؛ مبدع بمعنى الكلمة أو بمعنى آخر بيحاول يخلي الرسمة حقيقة ببساطة؛ لأنه قرر الخروج من دايرة الناجح للمبدع.

وناس كتير أوي بتحاول تخرج من دايرة النجاح للإبداع زي الكاتب مايكل سامي والشاعر رمزي بشارة والكاتب محمود بكري والكاتب محمد رجب والكاتب كيرلس بهجت والكاتب إبراهيم المحلاوي..إلخ؛ ولذلك الناس دي أنت ممكن تميز أعمالهم بسهولة؛ لأن ببساطة عرفوا ازاي يقدروا ينجحوا ويحطوا بصمتهم في مجالهم.

لذلك حاول لما تسعى في طريقك للنجاح أنك تكون مميزا؛ لأن من السهل تكون ناجحا، لكن من الصعب تكون مميزا.

الجريدة الرسمية