رئيس التحرير
عصام كامل

روسيا وسوريا وأمريكا! ( 3 )


روسيا تدخلت في سوريا عسكريا من أجل مصالحها ولحماية أمنها القومى أولا قبل حماية نظام بشار الأسد وحمايته من السقوط.. إنها أرادت أن تقول للأمريكان والغرب كله.. نحن هنا ولا يمكنكم إعادة حل الأزمة السورية بل إعادة ترتيب أوضاع المنطقة بمفردكم.. ونحن لا بد أن نشارك معكم في ذلك.. ويجب أن تعترفوا بدورنا.


وهذا تحديدا هو ما يزعج الأمريكان الذين كانوا يريدون أن ينفردوا مع الغرب وحدهم في رسم خريطة المنطقة سواء بما يقومون به الآن وقاموا به من قبل في كل من العراق وليبيا.. الآن بعد التدخل العسكري الروسى في سوريا والذي سبقه دعم لإيران في مفاوضاتها مع الغرب بخصوص مشروعها النووى، ثم اتفاق للتعاون الاستخباراتى مع العراق فإن روسيا تحتفظ بحقها في المشاركة في أي ترتيبات لصياغة أوضاع المنطقة.

التدخل العسكري الروسى في سوريا الذي يلقى دعما صينيا يترجم شكلا جديدا يتخلق الآن لنظام عالمى مختلف.. نظام ليس أحادى القطبية وإنما متعدد الأقطاب.. وهذا ما يدركه الأمريكان ويعيه الغرب كله.. ولذلك يصبون غضبهم الآن على هذا التدخل العسكري الروسى في سوريا ويمارسون تشهيرا إعلاميا له، ثم أضافوا تحركا لحلف الناتو لنشر قوات في مناطق قريبة ومحيطة بروسيا والإعلان عن استعداد قوات الحلف للدفاع عن تركيا التي اخترقت الطائرات الروسية مجالها الجوى.

إذن نحن لسنا إزاء معركة محدودة حول مصير نظام بشار الأسد وإنما نحن إزاء حرب لصناعة نظام عالمى جديد.
الجريدة الرسمية