رئيس التحرير
عصام كامل

الملا عمر.. زعيم طالبان وشبح الأمريكان وقاتل السوفيت.. أنهى صراع المجاهدين.. أسس الحركة في 1994.. حكم أفغانستان لمدة 5 سنوات.. ثمن رأسه 10 ملايين دولار.. هدم تمثال «بوذا».. ويعشق صواريخ 

الملا عمر.. زعيم
الملا عمر.. زعيم طالبان

بين الحين والآخر تخرج أخبار صحفية تزعم مقتل زعيم حركة طالبان في أفغانستان "الملا محمد عمر"، وسرعان ما تكذبها الحركة في بيانات رسمية أو تصريحات صحفية، وخلال التقرير ترصد "فيتو"، أهم الجوانب في حياة رئيس سابق وإرهابي مطلوب.


حياته
ولد ملا عبد المجيد محمد عمر "الملا عمر" الزعيم الروحي لجماعة طالبان، عام 1954 بمدينة ترنكوت عاصمة ولاية أورزغان، وقد مات والده وهو صغير فرباه أعمامه وتحمل مسئولية إعالة أسرته في وقت مبكر.

وينحدر من قبيلة "هوتك" أحد أفخاذ قبيلة "غلزايي" البشتونية المعروفة، واشتهرت قبيلة "هوتك" في التاريخ المعاصر لأفغانستان عندما أسس كبيرها القائد الأفغاني المعروف "مرويس بابا الهوتكي" إمبراطورية أفغانية على أنقاض دولة شيعية بعد فتحه مدينة أصفهان.

تعليمه
درس الكتب الابتدائية، وانتقلت الأسرة إلى مديرية "بيروت" ولاية أرزجان حيث كان يشتغل زوج الأم إمامًا للمسجد وخطيبًا له.
التحق عدد المدارس الدينية الديوبندية، التي أسستها دولة باكستان عقب الاستقلال عن الهند، والتحق بها عدد كبير من الأفغان، وتخرج منها العديد من أعضاء وقادة حركة طالبات كان منهم الملا عمر.

الغزو السوفيتي
شارك الملا عمر في الـ10 من عمره بعدة معارك ضد قوات الاتحاد السوفيتي السابق، وعينه القيادي الافغاني برهان الدين رباني، قائدًا لمجموعة مسلحة بولاية قندهار، وكان سلاحه المفضل هو قاذفة الصواريخ "آر بي جي 7".

تأسيس طالبان
بعد طرد قوات الاتحاد السوفيتي، من العاصمة كابل على يد المجاهدين الأفغان، مع بداية 1994 بدأ الملا عمر في جمع طلاب المدارس الدينية والحلقات ومخيمات اللاجئين بولاية قندهار ليكونوا نواة لتأسيس حركة طالبان.

وأصيب الملا عمر أربع مرات وهو يقاتل السوفييت بين عامي 1983 و1991، وفقد إحدى عينيه في القتال.

أمير طالبان
وعقب الانتهاء من تشكل طالبان وإعداد المقاتلين، اختير الملا عمر أميرًا لها في أغسطس من عام 1994.

وقاد الملا عمر حركة طالبان، مقاتلي طالبان من أجل ايقاف الاقتتال الذي كان يدور آنئذ بين زعماء الحرب الافغان عقب انهيار النظام الشيوعي الذي كان يحكم البلاد عام 1992.

وفي 1996 نجح في السيطرة على العاصمة الأفغانية كابل، خلع عليه لقب "أمير المؤمنين".

حكم أفغانستان
وعقب السيطرة على كابل تولى الملا عمر مقاليد الحكم في أفغانستان، وكان الحاكم الحقيقي للبلاد، وصدرت جميع القرارات المهمة بتوقيعه، وكان يدير أمور الحركة وأمور الحكومة في كابل والولايات عن طريق الهاتف واللاسلكي من قندهار.

وعاش الملا عمر إبان حكم طالبان مع أسرته في بيت متواضع في مدينة قندهار، وكان يستخدم سيارة واحدة للتنقل العادي داخل المدينة، لا يهتم كثيرا بالحراسة الشخصية.

هدم تماثيل بوذا
وفي عام 2001، أثار ملا عمر زوبعة عالمية عندما أصدر أمرًا بهدم التماثيل البوذية القابعة في مدينة باميان تطبيقًا لما رآه من أن التماثيل شيء يناقض التعاليم الإسلامية، ولم يعر ملا عمر بالًا للمطالب الدولية بعدم هدمها كونها معالم أثرية.

علاقته بالقاعدة
ويتمتع الملا عمر بعلاقة قوية مع قيادات تنظيم القاعدة وعلى رأسهم أسامة بن لادن، وأيمن الظواهري الموجود حتى الآن في أفغانستان.

وكان دعم الملا عمر لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن هو الذي أدى بالأمريكيين إلى غزو واحتلال أفغانستان.

مطلوب لدى أمريكا
الملا عمر هو أحد أشهر المطلوبين للولايات المتحدة مثل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن الذي تم اكتشاف مكانه في باكستان ومن ثم قتله.

فبعد احتلال الأمريكي لأفغانستان، وانسحاب مقاتلي طالبان من العاصمة كابول، ظل مصير ملا عمر مجهولا، إلا من بيانات تصدر عنه ينشرها الموقع الرسمي لحركة طالبان "الإمارة الإسلامية في أفغانستان".

ورصدت وزارة الخارجية الأمريكية، مكافأة قدرها 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تفضي إلى إلقاء القبض على الملا عمر الذي لم يعثر له على أثر منذ الغزو الأمريكي لأفغانستان عام 2001، وحتى اليوم.

شائعات وفاته
ومع فشل الولايات المتحدة الأمريكية في العثور على الملا عمر، انتشرت شائعة مقتل الملا عمر في يوليو 2011، وُزِّعت عبر رسائل نصية صادرة من هواتف استخدمها بعض قيادييها أرسلت إلى وسائل الإعلام تعلن وفاته، ونفت الحركة مقتله واتهمت الاستخبارات الأميركية باختراق هواتف مسئوليها.

رفض الاتفاقية الأمنية
في 13 أكتوبر 2013 رفض الاتفاقية الأمنية الثنائية المقترحة بين حكومة أفغانستان والولايات المتحدة.

كما أصدر بيانا أشاد فيه بصفقة تبادل خمسة معتقلين من حركة طالبان في سجن جوانتانامو مقابل إطلاق الحركة سراح جندي أمريكي في آخر مايو2014، ووصفها بأنها "نصر عظيم".

الدعوة لترشح للانتخابات الأفغانية

وكان الرئيس الأفغاني السابق حامد كرزاي قد دعاه في يوليو2012 إلى الترشح للانتخابات الرئاسية عام 2014 شرط إعلانه التخلي عن السلاح وقال: "إذا انتخبه الناس فهذا جيد ويمكنه أن يقود البلاد".

واليوم الأربعاء، نفت حركة طالبان وفاة الملا عمر، عقب إعلان الحكومة الأفغانية أنها بصدد التحقق من تقارير زعمت وفاته منذ اعوام، ليبقى شبحا تطادره القوات الأمريكية.
الجريدة الرسمية