رئيس التحرير
عصام كامل

علي صالح: تلقيت عرضًا سعوديا بملايين الدولارات مقابل التحالف مع الإخوان.. الرياض تتخوف من الأنظمة الجمهورية وتحارب القومية العربية.. أحترم الشعب والجيش المصري وعاتب على «السيسي».. ولن أعود إ


كشف الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، ورئيس حزب المؤتمر الشعبي العام، عن تلقيه عرضًا سعوديًّا له للتحالف مع جماعة "الإخوان المسلمين" مقابل مبالغ مادية.


وقال صالح: إن السفيرين السعوديين في اليمن عرضوا عليه ملايين الدولارات من أجل التحالف مع الإخوان وهادي ضد الحوثيين، مؤكدا أنه رفض هذا العرض.

التحالف مع الإخوان
وأضاف: أنا استغربت أنهم طلبوا تحالفًا مع الإخوان المسلمين وهم وضعوهم في قائمة الإرهاب ومع هادي ورفضت وقلت لهم أنا مع اصطفاف وطني لكل القوى السياسية لمعالجة الوضع في اليمن دون إقصاء أي طرف ومع صلح عام لكل القوى السياسية.

وأكد أن السعودية رفضت ذلك وأصرت على أن يتحالف مع الإخوان وهادي ضد الحوثيين.

وأشار صالح في مقابلة بثتها قناة الميادين الفضائية الليلة، إلى أن الخلاف مع الحوثيين لم تكن عقائدية بل خلاف على الجانب الإداري والنظام والقانون.

خلافات قديمة مع السعودية
وذكر الرئيس اليمني السابق أن السعودية دفعت ملايين لقادة عسكريين لإيجاد ميليشيات للحفاظ على حدودهم ضد الحوثيين بدون علم السلطات اليمنية، مشيرا إلى أن خالد بن سلطان وزير الدفاع السابق هو من دفعها.

وذكر أن الخلاف مع السعودية قديم هناك عدة محطات أولها حرب 34، ثم حرب الستينيات حين دعمت الملكية ضد الثورة اليمنية وهزمت، ثم هزيمتها في عام 94م حين دعمت الانفصال.

وأكد أن السعودية لم تكن تريد الوحدة اليمنية ولذلك دعمت الانفصال.

وكشف رئيس اليمن السابق أنهم حاولوا الضغط عليه لتوقيع اتفاقية الحدود لكنه رفض إلا بعد إعادة تحقيق الوحدة، مشيرا إلى نجاح اليمن في استعادة 37 ألف كم من أراضيها من السعودية و50 إلى 60 ميلا بحريا في اتفاقية الحدود.

وأوضح أن النظام السعودي طمس هوية شعب نجد والحجاز وسماها باسم شخص.

تسليم السطلة
وجدد الرئيس السابق، تأكيده أنه سلم السلطة وكل مؤسسات الدولة في 2011م وفقا للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية لكن هادي فشل في إدارة الدولة.

وأكد أنه كرر مرارا وتكرارا رفضه العودة إلى السلطة وقال: كررتها أكثر من مرة لا أريد العودة إلى السلطة ولو جاءت أمريكا وأوربا والسعودية بكل أموالها لن أقبل بالعودة إلى السلطة.

تمويل حرب أهلية
وأوضح أن الرياض تمول حربًا أهلية بين اليمنيين في عدن ولحج وتعز ومارب، لأنهم لا يريدون استقرار اليمن ويهدفون إلى تدمير الجيش والمؤسسات لفرض الوصاية على الدولة اليمينة.

وأكد أن السعودية تريد فتنة في اليمن وتريد أن تبقى يدها عليا وتخضع الشعب اليمني لكن ذلك لن يتحقق.

وأوضح أن الشعب اليمني بات يحقد على من باركوا الغارات وحضروا مؤتمر الرياض أكثر من حقده على آل سعود وقال: من حضروا مؤتمر الرياض وباركوا الحرب حكموا على أنفسهم باللاعودة، مضيفًا هذه خيانة وطنية لا خيانة بعدها.

وشدد صالح، أنه لا تحالف بين المؤتمر والحوثيين وإنما جمعهم هو الغارات السعودية وقال: نحن متحالفون من دون تحالف، ما جمعنا هو العدوان السافر البربري الوحشي على بلدنا وأطفالنا بدون أن نوقع على وثيقة.

حوار جنيف
وأضاف خلال اللقاء، أنه أول من دعا إلى حوار في جنيف وأن السعودية هي من سعت لتأجيل هذا المؤتمر، مؤكدًا أن حوار جنيف يجب أن يقوم على شقين حوار يمني يمني بين الأطراف المتصارعة وحوار يمني سعودي حول العدوان الذي تشنه السعودية على اليمن بدون مبرر.

وجدد رئيس اليمن السابق، أن الشعب اليمني شعب صامد وعظيم يواجه حربًا عسكرية وسياسية واقتصادية واجتماعية لكنه سيصمد وسينتصر كما صمد ثماني سنوات في الستينيات.

مؤامرة على القومية العربية
أكد الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، أن هناك استهدافا للنظم العربية التي تتبنى النظام القومي العربي، متهما السعودية بالتورط فيما تشهده العراق وسوريا وليبيا، من انفلات في الأوضاع الأمنية والصدام المذهبي.

وعبر صالح، عن إدانته لما يحدث في سوريا، مشددا على أن الشعب اليمني يقف إلى جوار الشعب السوري في محنته، ومعلنا دعمه للرئيس السوري بشار الأسد الذي يواجه ثلة من الجماعات الإرهابية التي تستهدف الانقضاض على مقدرات الدولة.

وكشف رئيس المؤتمر الشعبي العام، عن رفضه طلبًا سعوديًا بترسيم الحدود، قبيل إعادة تحقيق الوحدة في 1994م، منوهًا أن اليمن استرجعت من السعودية نحو 37 ألف كيلو متر مربع وأكثر من 50 إلى 60 ألف ميل بحري.

كما نقل عن الشيخ زايد بن سلطان، رئيس دولة الإمارات السابق، قوله له: السعوديون لا يحاورونك على الأراضي اليمنية التي لديهم، بل على التي لديك".

واتهم صالح، السعودية بمحاربة النظم الجمهورية والقومية العربية، لاعتقادها بأنها تشكل خطرا عليها، وهذا أمر غير صحيح.

أحترم الشعب والجيش المصري
وتطرق صالح إلى الشأن المصري، مؤكدا احترامه للتضحيات التي قدمها الشعب والجيش المصري، في إشارة إلى العمليات الإرهابية التي طالت محافظات الجمهورية عقب عزل الرئيس السابق محمد مرسي والإطاحة بالإخوان من الحكم، ووجه رسالة عتاب إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي على قيام السلطات المصرية بإغلاق قناة "اليمن اليوم"، التي اعتبرها المعبر الحقيقي عن الشعب اليمني وتنقل الصورة الحقيقية للأحداث.

وأكد علي صالح في نهاية اللقاء، أنه جزء من الشعب اليمني وأن استهدافه لا يختلف عن استهداف أي مواطن يمني، معبرًا عن شكره وتقديره لكل أبناء اليمن الصامدين.
الجريدة الرسمية