رئيس التحرير
عصام كامل

الفِرار سَفَرًا.. هو الحل


يقولون في السفر سبع فوائد... منها التغيير لكسر رتم الملل، ورتابة الحياة، والاطلاع على تجارب الغير، والثراء المعرفى، والتجديد في العلاقات والصداقات، وصلة الرحم والتعليم والتجارة والسياحة والنياحة! وتغيير العتبة بالزواج إذا سنحت الفرصة..

 من الفوائد أيضًا أن الرزق قد يهبط عليك دونما تعب أو مشقة ومن حيث لا تحتسب.. قرأت حكاية عن تجربة سفر أضافت إلى المخزون المعرفى معلومة لطيفة عن أناس تصل طيبتهم إلى حد الوقوع في المحظورات بحسن نية متناهية، وتؤكد تجربة الحكاية أنك لا تملك من أمر الرزق شيئًا إذ يأتيك مدرارًا وأنت تغط في النوم العميق.. طِيبة المواطنين في الحكاية تجعلنى أرجح أن وقائعها دارت في محافظة الشرقية لفرط الطيبة التي تنضح من أبطالها، الجُناة والمجنى عليهم على حد سواء.



تقول الحكاية على لسان راويها:
فى زيارتى لإحدى خالاتى بريف الشرقية.. انتهت الزيارة، وصممت خالتى أن تبعث معى هدية ريفية معتادة لمن يزور الأهل في الريف وهو من سكان المدن.. الهدية كانت عبارة عن قفص كبير به خمس دجاجات.. حملت القفص وسرت في البلدة في طريقى للموقف خارجها.. تارة أحمل القفص الكبير على كتفى، وتارة على رأسى، وثالثة على ظهرى، حتى وصلت لموقف سيارات الأجرة بالنفر.

استقبلنى السائق بالترحاب ووضع القفص فوق سقف السيارة المتهالكة، وأجلسنى بالداخل وسط جمع غفير من الركاب، يجلس الواحد منهم فوق الآخر.. انحشرت داخل السيارة ووقف بقية الركاب فوق الرفرف الخارجى على اليمين واليسار والخلف، ثم تحركت السيارة بصعوبة متجهة نحو المدينة.

بعد نصف ساعة سمعت أصوات صراخ تطلب من السائق التوقف، وقال أحدهم "الفراخ طارت".. وما كاد السائق يضرب فرامل، حتى انطلق جميع الركاب البالغ عددهم 17راكبًا يهرولون في كل اتجاه لإعادة الفراخ إلى القفص.. كانت السيارة في تلك اللحظة تمر بالقرب من إحدى القرى الصغيرة، ولم أغادر أنا مكانى من الإرهاق.

وبعد بضع دقائق عاد الجميع واتخذ السائق موقعه وهو يقول: توكلنا على الله لقد استعدنا الفراخ.

بعد هذه الرحلة الشاقة دخلت السيارة إلى المدينة، وكانت المفاجأة أننى وجدت في القفص 15 فرخة، أي ثلاثة أضعاف عدد الفراخ التي كانت في القفص قبل الركوب!.. وهنا فهمت أن الركاب اندفعوا نحو القرية وراء دجاجاتى، لكنهم استولوا على كل دجاج القرية.

ما أحلى السفر عندما يأتيك الرزق وأنت تغط في نوم عميق.. ويالها من حلاوة عندما يكون الرزق المجانى دجاجًا بلديًا.

 

الجريدة الرسمية