أحمد بهاء الدين يكتب: كلمة سلام لصلاح جاهين
تحت عنوان ( كلمة سلام ) كتب أحمد بهاء الدين في مجلة روز اليوسف 1957 مقالا عن الفنان الشاعر صلاح جاهين، ونعيد نشر المقال بمناسبة عيد ميلاد صلاح جاهين الذي ولد في 25ديسمبر 1930 يقول فيه:
صلاح جاهين شاب موهوب، أكبر ميزاته البساطة..بسيط في سلوكه الشخصى، وفى إنتاجه الفنى على السواء.
كان المفروض أن يدرس القانون في كلية الحقوق، لكن للقانون قواعد وقيود وحدود، فهو لايلائم طبيعة صلاح الذي فر من حظيرة القانون لكى يدرس الفنون...ثم لكى ينتج بالريشة والقلم، ويعبر عن نفسه وعن مجتمعه وبيئته..رسما وشعرا.
وبساطة صلاح جاهين تتجلى في أنه لايحاول أن يقنعك بأنه فنان، ولايتحذلق حذلقة الفنانين..لكنه يرسم ويقول الزجل وكأنه يعلن خواطره لاأكثر ولا أقل.
وليس معنى ذلك أن صلاح لايدرك تماما أهمية ما يرسم أو ما يقول، فهو شاب مثقف مؤمن بأن الثقافة لها رسالة وليست مجرد زينة أو زخرفة.. لكنه لايحب أن يستعرض ثقافته إنما يؤثر أن يقول الحقائق التي يصل اليها من أقرب طريق وببساطة البديهيات...وهو منطق في معالجة الأمور أقوى ـــ في رأيى ـــمن منطق الغموض والمصطلحات والتعقيد.
وكل الصور التي التقطها صلاح جاهين من الريف حيث يعرق الفلاحون ومن شوارع القاهرة حيث يعبث المراهقون ويضيعون إمكانياتهم، ومن القنال حيث كان الإنجليز يحرقون الزرع.
وبعد لم أقدم صلاح جاهين تقديما كافيا، لكن اعرفوه أكثر من رسوماته وكتاباته في صباح الخير.
