رئيس التحرير
عصام كامل

دولة الحب والعفاريت

فيتو
18 حجم الخط

الشوارع حواديت، حوداية الحب فيها، وحوداية عفاريت، أتاني صوت المبدع صلاح جاهين خافتا كأنه يأتي من بئر سحيق وهو يدندن بمطلع إحدى قصائده التي تغنت بها فرقة المصريين في أواخر الثمانينيات أغمضت عيني ودندنت معه "واسمعي يا حلوة لما أضحكك".. ناديته باكية "الحلوة ماتت يا عم صلاح".


ماتت إنجي السينما المصرية الرقيقة الحالمة (مريم فخر الدين) بنت البرنس، حبيبة علي، ابن الجنايني، في رائعة يوسف السباعي "رد قلبي" التي أرخت لثورة يوليو 1952، أيامها كانت حوداية الحب كبيرة وواسعة وتسع من الحبايب ملايين، عاشقين تراب الوطن حالفين يحرروه من الخونة الأتراك عملاء الإنجليز.

أما حوداية العفاريت كانت صغيرة وضيقة، ومظلمة وطابقة على أنفساهم، كان عددهم صغيرًا ومتخفيين، لكن الكل كان يعلم بخستهم وأنهم خونة يتمسحون في الدين.

وبعد ركوبهم ثورة 25 يناير 2011 وخلعهم في 30 يونيو2013، طفحت حوداية العفاريت ونضحت باللي فيها، إخوان هاربين من السجون، على إرهابيين بيفجروا جنودنا على الحدود، دواعش بيذبحوا المسلمين والمسيحيين، يتوضأون بدمائهم باسم الدين، إعلاميون مأجورون على فضائيات مشبوهة يبثون بذاءات وأكاذيب، خونة وعملاء ونشطاء مدربون ينفذون أجندات أجنبية باسم الحريات، اعتصامات همجية مسلحة، ومظاهرات طلابية مفبركة، يرفعون فيها شارات ماسونية باسم الشرعية، مؤامرات تركية وقطرية بمباركة أمريكية لهدم مؤسسات الدولة، مزايدات من منظمات عالمية ونوبل للسلام رشوة للأفعى اليمنية توكل كرمان؛ لتطلق فحيحها وتبخ سمومها في المجتمعات الدولية، وتتطاول على أسيادها، أفراح حمساوية وأجساد غزاوية تتمايل وترقص على موسيقى ساقطة لإهانة خير أجناد الأرض.. مش باقول لك يا عم صلاح مجاري الأنفاق طفحت عفاريت..

لكن الشهادة لله اللي خلف ماماتش، أولاد علي ابن الريس عبد الواحد الجنايني مرابطين على الحدود زي الوحوش بيتسابقوا على الشهادة، دماؤهم الطاهرة بتبطل عمل ولاد الشياطين دول، وشعبنا الصابر الصامد في سيناء هجر بيته وأرضه وواقف في ظهر جيشنا لأجل نعزل حدودنا ونصون أرضنا وعرضنا.. ماتقلقش ياعم صلاح نام وارتاح ودندن بحواديتك وعلِّي صوتك بالغنا ده جيشنا وشعبنا بألف خير، ولسه الأغاني والأحلام ممكنة..
الجريدة الرسمية