رئيس التحرير
عصام كامل

في اليوم العالمي لمحو الأمية.. الجزائر وبوركينا فاسو والإكوادور وجنوب أفريقيا وإسبانيا يفوزون بجوائز اليونسكو الدولية لمحو الأمية لعام 2014... أفغانستان وتنزانيا والكونغو الأكثر أمية

منظمة اليونسكو
منظمة اليونسكو

تحتفل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" منذ عام 1966 باليوم العالمي لمحو الأمية، والذي حددته في الثامن من سبتمبر من كل عام، وأتخذت "اليونسكو" شعار "محو الأمية والتنمية المستدامة" ليكون شعار اليوم العالمي لمحو الأمية عام 2014.

وقد تم اختيار هذا الشعار وفقًا لما ذكرته المديرة العامة لليونسكو "إيرينا بوكوفا" للصلة بين محو الأمية والتنمية المستدامة، مضيفة "وهذا ما يمثل فرصة سانحة للتذكير بالحقيقة البسيطة التالية".

الحد من الفقر
يغير "محو الأمية" الحياة بل يفعل أكثر من ذلك، حيث يحد محو الأمية من الفقر، ويمكن الملتحقين من العثور على وظائف والحصول على رواتب أعلى، كما أنه يمثل وسيلة من أكثر الوسائل فعالية لتحسين صحة الأمهات والأطفال، ولفهم كيفي الرعاية الصحية، ويساعد في تثقيف الإنسان وتوسيع آفاقه المعرفية.

ولقد أنقذت "محو الأمية"، حياة أكثر من مليوني طفل دون سن الخامسة بين عامي 1990 - 2009، وذلك بفضل أوجه التقدم في تعليم النساء في سن الإنجاب، وتييسر محو الأمية الانتفاع بالمعارف، ويمثل انطلاقة لعملية اكتساب الاستقلال الذاتي، والثقة بالنفس التي تفيد كل الكثير، ويقوم الملايين من الأفراد بمضاعفة هذه الطاقة التي تحمل في طياتها مستقبل المجتمعات.

40 عاما
وطوال أكثر من 40 عامًا، تحتفل اليونسكو باليوم الدولي لمحو الأمية، وتذكر المجتمع الدولي بأن محو الأمية حقًا من حقوق الإنسان وأساسًا لكل عملية تعلم، ومنذ عام 1967، تكافئ اليونسكو أنشطة المنظمات والممارسين والبرامج في أكثر من 100 بلد بجميع أرجاء العالم، وذلك من خلال منح جوائز اليونسكو الدولية لمحو الأمية.

وكانت المديرة العامة لليونسكو "إيرينا بوكوفا" قد أعلنت بفوز كلًا من الجزائر وبوركينا فاسو والاكوادور وجنوب أفريقيا وإسبانيا بجوائز اليونسكو الدولية لمحو الأمية لعام 2014، في حفل تقرر تنظيمه في داكا " ببنجلاديش".

جوائز محو الأمية
ويمنح اليونسكو كل عام جوائز محو الأمية الخمس، وهى جوائز "اليونسكو - كونفوشيوس لمحو الأمية"، الثلاث التي أنشئت في عام 2005 بدعم من حكومة جمهورية الصين الشعبية، وجائزتا "اليونسكو - الملك سيجونغ لمحو الأمية" اللتان أنشئتا في عام 1989 بدعم من حكومة جمهورية كوريا، واللتان فازتا بجائزتَي "اليونسكو - الملك سيجونغ لمحو الأمية" لعام 2014 هما، وزارة التربية في إكوادور، التي أعدت مشروعًا لتوفير التعليم الأساسي للشباب والكبار استفاد منه ما يناهز 325 ألف شخص منذ عام 2011.
ولا يقتصر هذا المشروع على تعليم القراءة والكتابة، بل يشمل أيضًا حصصًا دراسية في مجال المواطَنة والصحة والتغذية.

أما الدول الثلاث التي فازت بجوائز "اليونسكو - كونفوشيوس لمحو الأمية" هما، الجمعية الجزائرية لمحو الأمية (اقرأ)، وهي منظمة غير حكومية أنشئت في عام 1990، تركز على التعليم والتدريب من أجل محو الأمية، وتوفر برامج للاندماج في مكان العمل وتعزيز اكتساب سكان الأرياف والمناطق النائية مهارات القراءة والكتابة والحساب، ومعهد مولتينو للغات ومحو الأمية (جنوب أفريقيا) والمعهد الدولي لمحو الأمية، اللذان ينفذان مبادرة تُعرف باسم "جسور إلى المستقبل"، وهي عبارة عن برنامج ابتكاري يستخدم تكنولوجيات المعلومات والاتصالات لتزويد جميع سكان المناطق الريفية والمناطق الحضرية الأقل نموًا بما يلزمهم من مهارات وقدرات، بصرف النظر عن أعمارهم، وبمناسبة هذا اليوم تأخذكم "فيتو" في جولة لمعرفة أكثر الدول أمية حول العالم، وموقف العالم العربي من الأمية.

الأمية منتشرة عالميًا
"لا يزال سبعة وخمسون مليون طفل يفتقرون إلى التعلم، لأنهم ببساطة ليسوا في المدارس، حيث إن الانتفاع بالتعليم ليس الأزمة الوحيدة، بل إن تدني مستواه يعوق تعلم حتى أولئك الذين ينجحون في الالتحاق بالمدارس، فثلث الأطفال في سن التعليم الابتدائي لا يتعلمون الأساسيات، سواء التحقوا بالمدارس أو لم لتحقيق أهدافنا، ويناشد تقرير هذا العام الحكومات مضاعفة جهودها لتوفير التعلم سعيا يلتحقوا. ولكل الذين يواجهون العوائق - سواء بسبب الفقر أو الجنس أو مكان عيشهم أو أي عامل آخر" هذا ما ذكره التقرير العالمي لرصد التعليم للجميع لعام 2014 حول وضع الأمية على مستوى العالم.

محو أمية الأطفال
ذكر التقرير العالمي لرصد التعليم للجميع 2014، أن هناك دول تدرج ضمن قائمة الدول الأكبر عدد من الأطفال غير الملتحقين بالمدارس، ومن بين هذه الدول منطقة أفريقيا الصحراء الكبرى إذ تبين أن 22% من الأطفال في سن الإلتحاق بالتعليم الابتدائي غير مسجلين في المدارس عام 2011 وعلي النقيض شهدت منطقة جنوب وغرب آسيا أسرع معدلات الانخفاض في أعداد الأطفال غير الملتحقين بالمدارس بحيث يعزى إلى هذه المنطقة أكثر من نصف الانخفاض الإجمالي المسجل على الصعيد العالمي، وتمثل الفتيات نسبة 54% من بين الأطفال غير الملتحقين بالمدارس على الصعيد العالمي وترتفع في الدول العربية إلى 60% وهي نسبة لم تتغير منذ عام 2000.

وتعتبر جمهورية لاو الديمقراطية ورواندا وفيتنام البلدان الثلاثة الأفضل أداء خلال السنوات الخمس الماضية، إذ إنهم نجحوا في خفض عدد الأطفال غير الملتحقين بالمدارس بنسبة لا تقل عن 85%.

وعلي النقيض تعتبر أفغانستان وجمهورية تنزانيا المتحدة وجمهورية الكونغو الديمقراطية والسودان والصومال والصين من أكثر الدول أمية على مستوى العالم حيث تضم هذه الدول ما يقرب من نصف العدد الإجمالي العالمي للأطفال غير الملتحقين بالمدارس، ويبلغ عدد الأطفال الذين هم في سن التعليم الابتدائي وغير الملتحقين بالمدارس 28.5 مليون نسمة يعيش 95% منهم في بلدان منخفضة الدخل.

محو أمية الكبار
سجلت الدول العربية أسرع زيادة في معدلات محو الأمية بين الكبار منذ عام 1990 إلا أن عدد الأمين أنخفض من 52 إلى 48 مليون نسمة فقط، وذلك بسبب النمو السكاني، وفقًا لما أقره التقرير العالمي لرصد التعليم للجميع 2014.

وتندرج منطقة جنوب وغرب آسيا في المرتبة الثانية من حيث سرعة ارتفاع معدلات محو أمية الكبار فيها إذ ظل عدد الأمين من الكبار ثابتًا بما يزيد بقليل عن 400 مليون نسمة، أما في أفريقيا فقد زاد عدد الأمين من الكبار بنسبة 37% منذ عام 1990 ومن المتوقع أن تضم منطقة أفريقيا جنوب الصحراء 26% من العدد الإجمالي للكبار الأميين بحلول عام 2015 مما يمثل زيادة بالمقارنة مع نسبة 15% عام 1990.

وتندرج بلدان غرب أفريقيا وعددها 15 بلد في عدد البلدان التي انترت بها أسوأ المعدلات في إكتساب مهارات القرائية لدى الكبار على الصعيد العالمي.

الأمية في العالم العربي
بلغت نسبة الأمية في مجمل الوطن العربي عام 2014 نحو 19% من إجماليّ السكان، وبلغ عدد الأميين نحو 96 مليون نسمة وكانت قد بلغت النسبة عام2005 نحو 35% من إجماليّ سكان المنطقة، وبلغ عدد الأميين 70 مليون نسمة، لتعادل النسبة بذلك ضعف المتوسّط العالمي في الأمية تقريبًا، كما لا تزال نسبة الأمية عند الإناث ضعفها عند الذكور، وذلك وفق إحصائيات المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو).

وعلى الرُّغم من أن نسبة الأمية في الوطن العربي تشهد تناقصًا مستمرًا منذ سبعينيات القرن العشرين، إلا أن أعداد الأميين نفسها لا زالت في ارتفاع حاليًا، حيث يقدر بأن محو الأمية في العالم العربي لن يحصل قبل عام 205. يتراوح عدد الأميين في الوطن العربي ما بين 70 إلى 100 مليون نسمة، وتتراوح نسبة الإناث من الأميين ما بين 60 إلى 80%، تبلغ نسبة الأمية بين الذكور في الوطن العربي 25%، وبين الإناث 46%.

وقد أفاد تقرير الرصد العالمي للتعليم في سنة 2011 بأن عدد الأطفال غير الملتحقين بالتعليم في البلاد العربية يبلغ 6.188 مليون طفل، كما أن 7 إلى 20% من الأطفال الملتحقين بالفعل بالتعليم يهربون منه خلال المرحلة الدراسية الأولى، بل وتبلغ النسبة في بعض الدول 30%.
الجريدة الرسمية