رئيس التحرير
عصام كامل

حلق الحاجة زينب.. وكبار المشاهير !


شهرتهم تخطت الحدود، وجابت الآفاق.. حفلاتهم يشاهدها الآلاف.. وقوفًا أو جلوسًا لا يهم، المهم هو الحصول على تذكرة الحفل بأي ثمن وإن كثر أو نيل شرف مشاهدة هؤلاء النجوم !! أسعار حفلاتهم نار و(طلتهم ) علينا من الشاشات بالآلاف من الدولارات.. نحن من ندفع لهم ثمن هذه (الطلة).. يقولون كلاما ليس أكثر إن كان يستحق أو لا يستحق.. ليس من الأهمية ما يستوجب الدفع لهم بالعملة الصعبة أو السهلة فكلاهما صار صعبا !! 

اختاروا لأنفسهم ألقابا وصفات لم يمنحها لهم أحد.. منحوها لأنفسهم ومنحها لهم أنصاف نقاد وتجار الكلام.. لا نملك أن نغيرها فلسنا من أصحاب النفوذ والجاه والسلطان ولا من أصحاب المال فندفعه لمن يستطيع ذلك !! فقط نشاهد ونري ونرقب وتتزامن الصور مع بعضها البعض لكنها لا تتداخل أو تختلط.. لكل صورة مسار وتعليق لأن الأغنياء أغنياء، والفقراء فقراء كإشارات المرور.. الأغنياء إشاراتهم دائما خضراء، والفقراء إشاراتهم دائما حمراء !

الأغنياء من المشاهير أغنياء مال وفقراء نفوس، والفقراء فقراء مال وأغنياء نفوس.. أغنياء النفوس يملكون قدرًا كبيرا من الكرامة وعزة النفس ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة، وأغنياء الفلوس يملكون قدرا كبيرا من عدم الرضا وشح اليد خوفا من الفقر والعوز! إذا سألت فقيرا لو كان معك من المال الكثير ماذا تفعل به لقال بلا تردد: أكتفي بما قسمه الله لي من المأكل والمشرب والملبس والمسكن وما يفيض يذهب لأصحاب الحاجة والنصيب.. فالمال عنده وسيلة وليست غاية، وإذا سألت غنيا بماذا تفعل بما لديك من مال وفير، لقال: أعمل على زيادته فليس للدنيا أمان وأخاف الفقر ولقال المثل الشهير التعيس ( خد من التل.. يختل)

صحيح لكل قاعدة شواذ.. لكن عندما يتعلق الأمر بالوطن الذي يعيش فيه الجميع فالأمر مختلف ولا يمكن النظر للبعض من الأغنياء الذين يساهمون في رفع المعاناة عن كاهل الوطن على أنهم كل الأغنياء والمشاهير !

نسمع عن مشاهير في الفن بين التمثيل والغناء وعن مشاهير في الرياضة، وعن مشاهير في الإعلام يتقاضون شهريا أو سنويا الملايين من الجنيهات أو الدولارات يخرجون علينا في برامجهم وأعمالهم وتصريحاتهم يتحدثون عن مصر والوقوف جانب الغلابة.. يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم.. يخرجون علينا في لبوس المصلحين والواعظين يطلبون من غيرهم التبرع للوطن والمساهمة في حل مشاكله، ولم نسمع أن أحدا منهم ساهم أو تبرع لما يدعو إليه بجزء مما يحصل عليه ونحن نعلم أن أحدا منهم لا يقبل أن يشارك في برنامج حتى وإن كان للتسلية أو صناعة المطبات دون أجر كبير !

البعض من طبالين الزار يروج للبعض منهم بأنهم يفعلون الخير في السر ولا يعلنون.. ربما يكون هذا صحيحا فنحن جميعا نفعل الخير بهذا المنطق.. لكن حاجة الوطن للبناء والتبرع، أمر آخر يحتاج الإعلان عنه لتحفيز الباقين ( وأما بنعمة ربك فحدث ) فهؤلاء المشاهير الذين اكتسبوا الشهرة من هذا الشعب وهذا الوطن لهم من المحبين والمريدين الكثير قد يسلكون نفس مسلكهم.

لم نسمع عن مطرب كبير من أصحاب الألقاب؛ كالكينج والهضبة والأمير والبرنس، أعلن عن تبرع أو إحياء مجموعة حفلات لصالح صندوق (تحيا مصر).. الله يرحمك يا كوكب الشرق !!..ولم نسمع عن ممثل كبير أجره بالملايين أعلن عن تبرع كبير، ولم نسمع عن لاعب كرة فعل ذلك لمصر.. الجميع يأخذ منها قدر استطاعته ولا يعطيها غير الكلام..، حتى الكلام بفلوس !
وعلي رأي المثل( ماتهونش إلا على الغلبان ).. لأن الفرق كبير بين هؤلاء وهؤلاء.. الغلابة يخافون على وطنهم الذي ليس لهم سواه وطن، والمشاهير أصحاب الملايين لهم من الأوطان الكثير !

لذلك تبرز نماذج مضيئة مثل الحاجة زينب التي أصرت على التبرع لصندوق ( تحيا مصر) بحلقها الذهب فأسقطت القناع عن الوجوه الشمع، وأزالت ورقة التوت التي تخفي عورات المشاهير من الفنانين والمطربين والإعلاميين الذين يتبجحون ويقولون إنما أوتينا المال على علم عندنا من الإعلانات وليس من أموال الدولة وهم يعرفون جيدا أن هذه الأموال هي أموال الشعب في البداية والنهاية !

هناك الآلاف مثل الحاجة زينب لايبخلون على مصر رغم أنهم يعانون شظف العيش وقلة الحيلة لكنهم يضربون المثل لكل مبصر فاقد للبصيرة..الفرق هائل وكبير في النجومية بين كل المشاهير وبين الحاجة زينب، فهؤلاء جميعا كوم وزينب كوم آخر!

الجريدة الرسمية