رئيس التحرير
عصام كامل

«حكايات من كان».. تتويج يوسف شاهين بـ«اليوبيل الذهبي».. «وهبي» في لجنة تحكيم 1946.. «السعفة الذهبية» جائزة لا يعرفها المبدعون.. القاهرة ضيف شرف المهرجان 2011..

 يوسف شاهين
يوسف شاهين

مهرجان «كان».. كلمات تصدر رنينًا ضخمًا في أجواء الساحة الفنية، فجميع المبدعين وصناع السينما حول العالم ينتظرون حلول شهر مايو لحضور عرس السينما السنوي.


صفقات فنية

فعاليات الدورة الـ 67 للمهرجان ليست مجرد تجمع فني عادي ولكنها سوق فني كبير يلتقي فيه النجوم والمنتجون لمشاهدة الأعمال السينمائية الضخمة التي تمثل أغلب بلاد العالم وقاراتها المختلفة، كما يشهد المهرجان كل عام رواجًا تجاريًا كبيرًا على المستوى الفني حيث تعقد الكثير من الصفقات الفنية بين المنتجين بعضهم البعض ويتفقون دائمًا على الأعمال السينمائية الكبرى التي تشكل ملامح العام القادم.

تأجيل أول دورة للمهرجان

انطلقت الدورة الأولى من مهرجان «كان» في مدينة كان الفرنسية في اليوم الأول من شهر سبتمبر عام 1939 ولم يكاد المهرجان يدخل يومه الثالث حتى اندلعت الحرب العالمية ما أدى إلى تأجيل المهرجان عاما وتعليقه إلى أجل غير مسمى، نظرًا لظروف الحرب الدائرة.


وعقب إعادة إطلاق المهرجان من جديد توقف في دورة عام 1948، ثم توقف مرة أخرى في دورة عام 1950 وذلك لظروف تمويلية مادية، ومنذ انطلاقة المهرجان بعد ذلك لم يحدث أن توقف سوى دورة واحدة سنة 1968.

جائزة السعفة الذهبية

وتعد السعفة الذهبية هي الجائزة الكبرى التي يحصل عليها الفيلم الأفضل على الإطلاق من بين الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية للمهرجان، ولم يحالف مصر الحظ في أن تحصل على السعفة الذهبية منذ بداية المهرجان حتى الآن بالرغم من مشاركتها الفعالة به، حيث أنه كان للسينما المصرية دور لا يستهان به في كان.

اختيار وهبي وشاهين في طاقم التحكيم


ففى عام 1946 مع انطلاقة المهرجان الحقيقية كان الممثل المسرحي والسينمائي الأعظم "يوسف وهبي" ضمن طاقم التحكيم في المهرجان بالإضافة للمخرج الكبير يوسف شاهين.

أفلام مصرية في المهرجان

وعرض في هذا العام أيضا فيلم "دنيا" للمخرج المصري الرائد "محمد كريم".. وفى عام 1949 يعود المصريون من جديد للمشاركة في كان بعد عودته بفيلم "البيت الكبير" من إخراج أحمد كامل مرسي وفيلم "مغامرات عنتر وعبلة" للمخرج صلاح أبو سيف. وفى 1952 عرض أيضا لمصر فيلمان وهما "ابن النيل" ليوسف شاهين و"ليلة غرام" من إخراج أحمد بدرخان.

وفى مسابقة عام 1954 عرض لمصر فيلم "الوحش" من إخراج صلاح أبو سيف، وصراع في الوادى إخراج يوسف شاهين، بينما عرض عام 1955 فيلم حياة أو موت إخراج كمال الشيخ وعام 1956، ثم عرض فيلم "شباب امرأة" للمخرج صلاح أبوسيف.

وتعتبر تلك الأفلام في وقتها نقلة نوعية في عالم السينما المصرية حيث قدمت مفارقات لم يقدمها أحد من قبل.

ثم انقطعت السينما المصرية عن المشاركة في كان حتى عام 1964 وكان السبب الأكبر وقتها ظروف سياسية بعد العدوان الثلاثي على مصر والحرب التي دارت بين مصر من جهة وبين إسرائيل وفرنسا وإنجلترا من جهة والتي كانت لها نتائج مؤسفة من قطع العلاقات بين مصر وفرنسا.

لكن مصر عادت مرة أخرى للمشاركة في المهرجان بفيلم "الليلة الأخيرة" للمخرج كمال الشيخ عام 1964 ثم فيلم "الحرام" عام 1965 للمخرج هنري بركات.

إعجاب بفيلم «الأرض»

ولكن ذروة مشاركة مصر في المهرجان وقمة مدرسة الواقعية كان مع رائعة يوسف شاهين فيلم "الأرض" عام 1971. وقد لاقى الفيلم استحسانا نقديا شديدا للغاية وقتها. وتعود مصر لتنقطع مرة أخرى عن المشاركة حتى عام 1984، حيث لم يشارك وقتها سوى شاهين عام 1973 بفيلم العصفور والذي منع وقتها من العرض في مصر ولم يعرض سوى في عام 1975.

الانقطاع الأخير عن المهرجان لم يكن بسبب سياسي ولكن تلك المرة كان بسبب أن السينما المصرية تأخرت وبشدة عن مواكبة التطورات التي حدثت في السينما في العالم بعد التأميم وعلى الرغم من أن هناك محاولات شديدة لمواكبة فن السينما والعودة بالسينما المصرية مرة أخرى لمصاف السينما العالمية والمنافسة إلا أن عودة مصر لمهرجان كان لم تتم إلا في عام 1985 مع فيلم يوسف شاهين "وداعا بونابرت".

توهج يوسف شاهين

كانت تلك الفترة هي فترة يوسف شاهين بقوة فعرض لشاهين منذ العام 1985 وحتى 2004 عشرة أفلام، منها سبعة أفلام كانت لشاهين وهى "وداعا بونابرت عام 1985 والمصير عام 1997 " و"الآخر لعام 1999 وإسكندرية نيويورك عام 2004" وإسكندرية كمان وكمان عام 1990.

اليوبيل الذهبي

كانت فترة يوسف شاهين متميزة بشكل كبير، فقد حصل شاهين عام 1997 على اليوبيل الذهبى للمهرجان، إذ أنه وقتها قدم نفسه كمخرج متميز للغاية وباعتباره المخرج الأكبر في مصر.

ومنذ عام 2004 وحتى عام 2013 الحالى لم يشارك في مهرجان كان غير فيلم مصرى واحد وهو فيلم "بعد الموقعة" عام 2012 من إخراج يسرى نصر الله وعلى الرغم من حلول مصر كضيفة شرف المهرجان عام 2011 إلا أنها لم تشارك بأفلام وقتها.

مشاركة «مصرية - سورية»


أما هذا العام فتشارك سوريا بفيلم "مياه فضية " EAU ARGENTE من إخراج أسامة محمد في قسم على هامش المسابقة الرسمية، ومشاركة فيلم عربى من قارة أفريقيا في المسابقة الرسمية وهو فيلم "تومبوكتو" من إخراج عبد الرحمن سيساكو من موريتانيا إضافة إلى مشاركة المخرج التشادى محمد صالح هارون في لجنة تحكيم مسابقة أفلام سينى فونداسيون CINEFONDATION أي المعاهد السينمائية، التي يشارك فيها فيلم مصرى بعنوان " ما وقع بعد افتتاح مرحاض عمومى عند الكيلومتر 375 " مدة العرض 18 دقيقة من إخراج عمر الزهيرى - حسب ترجمة الناقد المصرى صلاح هاشم - والفيلم من إنتاج المعهد العالى للسينما في مصر التابع لأكاديمية الفنون.
الجريدة الرسمية